أنت اتجننت يا خان؟ .. فكرة محمد خان المجنونة في ”أحلام هند وكاميليا”
كتب محمد شوقيمحمد خان .. الاسم وحده يكفي، هو أحد أهم مخرجي فترة الثمانينات بل أحد أهم مخرجي الشاشة العربية، وتناولت أفلامه القصة و الصورة و المعني قبل البطل أو البطلة، وقف أمام كاميراته أهم نجوم و نجمات السينما العربية، من المخرجين القلائل الذين لم يعملوا لشباك التذاكر "أي حساب"، ولا تعييه كلمة "الجمهور عايز كده" أو "المنتج بيقولك لازم ده".
كبار نجوم الشاشة العربية كانوا معه كأنهم وجوه جديدة، وبالفعل أعاد اكتشاف نجوم ونجمات مثل سعاد حسني في "موعد علي العشاء"، و عادل إمام في "الحريف"، ونبيلة عبيد في "الغرقانة"، ونجلاء فتحي في "أحلام هند و كاميليا"، وميرفت أمين في "زوجة رجل مهم"، وأحمد زكي في "طائر على الطريق"، وليلى فوزي في "ضربة شمس"، وهو آخر أفلامها البالغة ثمانين فيلما، وهو الدور الوحيد الذي ظهرت فيه صامته طوال أحداث الفيلم وحصلت عنه علي ثلاثة جوائز، الأمر الذي لم يحدث معها طوال تاريخها الفني الطويل.
عندما أراد أن يخرج فيلم "أحلام هند و كاميليا"، فكر في أن يقوم ببطولة الفيلم كلا من فاتن حمامة وسعاد حسني، وكانت فكرة عبقرية ومجنونة في نفس الوقت، فعرض الأمر على منتج الفيلم الفلسطيني حسين القلا، فقال له "أنت بتتكلم جد ولا بتهزر"، فرد خان "هو في هزار في الشغل"، فضحك حسين القلا وقال: "أنت اتجننت يا خان".
وبالفعل حاول محمد خان التواصل مع النجمتين الكبيرتين، وبدأ بسعاد حسني أولا حيث عمل معها سابقاً، فقالت له: "شوف مدام فاتن الأول وأنا مستعده أعمل الفيلم ببلاش"، كما لو كانت متأكدة أن الرفض سيأتي من عند فاتن حمامة نفسها، وبالفعل ذهب مع المنتج حسين القلا الذي كان قد أنتج للسيدة فاتن حمامه فيلم "يوم مر يوم حلو"، قبل ذلك بعام واحد، ورحبت فاتن حمامة بهما، وعلمت أن هناك فيلماً يعرضونه عليها فقالت لخان: "أنا بحب أوي أشوف أفلامك مواضيعك حلوة بس ليه كئيبة"، ودار حوار طويل بينهما استمر ساعتين حتى عرض عليها الفكرة، فوافقت مبدئيا مع بعض التعديلات، وتركوا لها سيناريو الفيلم ثم اتصلت بالمنتج حسين القلا وسألته انتوا اخترتوا البطلة الأخرى فقال لها إن خان بيرشح سعاد حسني معاكي.
كان الرد إرسال السيناريو لمكتب المنتج حسين القلا بوسط البلد، ومعها رسالة بخط يدها تعتذر فيها عن الفيلم، حيث بررت اعتذارها أن الدور يشبه كثيراً دورها الأخير في فيلم "يوم مر يوم حلو"، وكانت تود العمل مع مخرج عبقري مثل محمد خان في عمل أنسب من ذلك، وكانت رسالة الاعتذار هذه بمثابة صفعة على وجه محمد خان، ولكن للقدر كان رأيا آخر.
تم إسناد الفيلم للنجمة نجلاء فتحي، حتى أن حسين القلا المنتج كان متخوفا من نجلاء فتحي تلك نجمة الرومانسية تعمل دور جديد عليها تماما، ولكنها رحبت و كادت أن تطير من الفرحة بسبب هذا الدور، ونجحت نجلاء فتحي في الدور، وحصلت علي خمس جوائز دولية عنه.
وكان دور عايدة رياض ستقوم به اولا النجمه إلهام شاهين، لولا أنها أرادت أن تفرض شروطاً في الفيلم علي محمد خان فرفض خان، وذهب الدور لعايدة رياض بناء على ترشيح نجلاء فتحي لها، وندمت إلهام شاهين عن هذا الدور وقالت "مندمش على عمل فاتني إلا فيلم أحلام هند و كاميليا.. معقول أنا إزاي أرفض فيلم فيه نجلاء فتحي و أحمد زكي وإخراج محمد خان أكيد أنا مكنتش في كامل قواي العقلية".
وظهر "أحلام هند و كاميليا" عام 1988، ويعد هذا الفيلم من الأفلام القليلة جداً التي تنجح نجاحاً جماهيرياً وفنيا، فقد ظل في دور العرض أكثر من ثلاثة شهور، وحقق أعلى الإيرادات وقتها، وحصد خمسة عشر جائزة دولية و محلية، وتم اختياره كواحد ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.