4 شخصيات مؤثرة في حياة أحمد رمزي
كتب محمد شوقيكان الولد الشقي أبو عيون جرئية والدنجوان محطم قلوب العذارى، وكان ظهوره للحظات على شاشات السينما كفيلا بسماع تنهيدات الفتيات وأصوات السيدات.
رسم لنفسه خطا مختلفا عمن سواه من النجوم، ولم يستطع أحد مهما كانت وسامته أو جاذبيته أن يقترب من المنطقة التي كان ملكا عليها.
عاش وسط أصدقائه ومات وحيدا ليس بصحبته سوى الشاطئ والرمال.. هو الفنان أحمد رمزي، الذي توافق ذكرى وفاته، الأحد، 28 سبتمبر.
أحمد رمزي وعمر الشريف: حكاية العمر كله
بدأ تعارفهما منذ أن كانا في المرحلة الثانوية، وظلا أصدقاء لمدة تقارب الـ60 عاما.
اعترف «رمزي» أن «عمر» هو من فتح شهيته للتمثيل، لأنه كان يتحدث كثيرا عن الفن والسينما طوال جلساتهما لدرجة أن «رمزي» قال إنه عشقها بسببه
أول أفلامه كانت بصحبة صديقه عمر الشريف وهو فيلم «أيامنا الحلوة».
كان عمر الشريف هو السبب في ترشيح «رمزي» في فيلم «أيامنا الحلوة»، ليقدم أول أدواره.
تسبب الفيلم في توطيد علاقتهما حتى أنهما تعهدا ألا يفترقان وألا يمثل أحدهما فيلما إلا إذا كان الثاني يشاركه فيه.
قال عمر الشريف إن العلاقة الوطيدة بينه وبين «رمزي» تسببت في غيرة فاتن حمامة من تلك العلاقة في أوقات كثيرة.
رشح عمر الشريف صديقه أحمد رمزي لكي يلعب دور ابن صاحب شركات النقل والتفريغ، في «صراع في الميناء»، بعد أن كان مرشحاً له ممثل آخر، ووافق المنتج والمخرج على اقتراح «عمر».
يقول «عمر»: «(رمزي) كان بجواري طول الوقت، كنا أصدقاء متفاهمين بشكل رائع، وفي غير مواعيد التصوير كان (رمزي) يأتي إلى بيتنا ويظل معي أنا و(فاتن) أو نخرج للسهر في أي مكان».
كانت عائلة «الشريف» ترحب دائما بهذه الصداقة الحميمة التي تجمع بين «الشريف»، و«رمزي» ولم يتضايقا من تلازمهما.
تسبب واقعة فيلم «صراع في الميناء» في قطيعة دامت 8 سنوات بين الصديقين، خاصة أن غيرة «عمر» على «فاتن»، بعد كذبة مساعد يوسف شاهين، (الواقعة بالتفصيل في النقطة الرابعة) تسببت في قيام عمر الشريف بضرب أحمد رمزي بقوة لدرجة جعلته يتراجع تجاه مياه الميناء الملوثة بمخلفات السفن من الديزل.
ظل «عمر» يضرب «رمزي» حتى سقط فى مياه ملوثة وأصيب بحساسية شديدة وعندما تم إنقاذه وانتشاله من الماء، كان جسمه أصيب بحروق شديدة جراء الديزل الذي كان يملأ المياه، واندهش الجميع من هذا التصرف خاصة أن عمر الشريف أخذ فاتن حمامة وترك موقع التصوير بعد انتهاء تصوير المشهد مباشرة.
حاول «رمزي» معرفة الأسباب التى جعلت «الشريف» يتصرف معه بهذه القسوة، وسأل «عمر» أكثر من مرة لكنه لم يرد.
رفض «الشريف» مشاركة «رمزي» أي أعمال سينمائية لسنوات بعد هذا الموقف، حيث طلب عاطف سالم من «الشريف» أن يقوم بالدور الأول في فيلم «احنا التلامذة» أمام شكري سرحان وأحمد رمزي، لكن «الشريف» اعترض وطلب يوسف فخر الدين ورفضت «فاتن» القيام بالدور الأول في الفيلم واختيرت زيزي البدراوي بدلاً منها.
ظلت القطيعة حتى تقابلا الصديقان في عيد ميلاد ابنة الفنان صلاح ذوالفقار، وتصافحا، بعد أن كان كل منهما عرف الحقيقة.
أراد «عمر» الاعتذار لـ«رمزي» بطريقته، فقام بالتنازل عن دور البطولة لأحمد رمزي في فيلم «حكاية العمر كله» أمام فاتن حمامة وفريد الأطرش.
قالت إيناس بكر مديرة أعمال عمر الشريف الراحلة إن «العلاقة التي جمعت (رمزي والشريف) كانت نموذجية نادرة، وأقوى من علاقة الإخوة الأشقاء».
قرر «رمزي» مشاركة عمر الشريف في بطولة مسلسل «حنان وحنين»، رغم قراره بالابتعاد أعواما طويلة عن الفن «من أجل عيون عمر»، وفق حديثه، ومن جانبه أراد عمر الشريف مشاركة أحمد رمزي في المسلسل لرغبته في حصوله على أجر كبير، لأنه كان يشعر بأن العمل هو الأخير في حياة رمزي.
دفع «عمر» من جيبه الخاص 150 ألف جنيها إضافية على أجر «رمزي» في المسلسل لمساعدته دون أن يعرف.
قال «رمزي» إنه من شجع «الشريف» على العمل في هوليوود، موضحا أن مخرج فيلم «لورانس العرب» اختار «الشريف» للدور، وتردد «عمر» لأنه كان متزوجا حديثا من «فاتن»، لكن «رمزي» أقنعه بالخروج من مصر، والبحث عن فرصة جديدة في أرض جديدة.
في أواخر أيام «رمزي» لم يستطع رؤية «الشريف» لتواجده في القاهرة وتواجد «رمزي» في الساحل الشمالي، لكنهما كانا على اتصال دائم بالهاتف
لم يعلم «الشريف» بوفاة «رمزي» إلا بعد يومين، لأنه لم يجرؤ أحد على إبلاغه بالخبر، حيث كان وقتها في فرنسا، ونقل إليه ابنه «طارق» الخبر.
قال «الشريف» إنه لن يعود مرة أخرى إلى مصر بعد وفاة «رمزي»، لأنه «لم يعد هناك شيء يعود من أجله».
يقول «عمر» عن «رمزي»: « كان حتة مني، هو صديق العمر الأكثر وفاءً وإخلاصًا، ورحيله قصم ظهري».
قالت «باكينام»، الابنة الكبرى لـ«رمزي» إنه بعدما فتحت الموبايل الخاص بأبيها، لم تجد عليه إلا أرقام «فاتن»، و«الشريف» وهشام سليم وأحمد السقا.
أول أعمال «رمزي» كان بصحبة «عمر» وآخر أعماله، مسلسل «حنان وحنين» كان بصحبة «عمر» أيضا.
أحمد رمزي وفاتن حمامة: القلب له أحكام
أول أفلامه كانت بصحبة صديقته، فاتن حمامة، وهو فيلم «أيامنا الحلوة».
عاد للفن بعد اعتزاله لسنوات بسبب طلب «فاتن» منه الاشتراك معها في سباعية «حكاية ورا كل باب».
بعدما قرر «رمزي» الاعتزال نهائيا عاد ثانية لأجل «فاتن» بعدما طلبت منه العمل معها في «وجه القمر»، عام 2001.
يقول إنه لا يستطيع أن يرفض لـ«فاتن» طلبا، ولا يمكن أن يفعل ذلك أبدا.
أسهم «رمزي» في تقريب المسافات بين «عمر» و«فاتن».
. كان «رمزي» هو الشاهد على عقد زواج «عمر» بـ«فاتن»، وتدخل كثيرا لحل الأزمات التي وقعت بينهما، كما أنه خاصم «عمر» بعد أن وقع الطلاق بينهما.
. قال عاطف سالم في مذكراته إن أحمد رمزي كان سببا غير مباشرا في طلاق فاتن حمامة من عمر الشريف، بسبب غيرة «عمر» على «فاتن» من «رمزي».
انتشرت شائعات أن «رمزي» كان يحب «فاتن» من طرف واحد، لكنه لم يستطع التعبير عن ذلك بسبب حبه لصديقه عمر الشريف.
. عندما سئل «رمزي» عن حبه لـ«فاتن» وهل كان حبا من طرف واحد، فضّل عدم التعليق.
. قال عنها «رمزي» إنها أفضل فنانة وإنسانة عرفها طوال حياته.
. قالت بعد رحيله إنه «الحدث صعب يستحيل معه أي حديث».
. شارك معها في أفلام «أيامنا الحلوة» و«القلب له أحكام» و «حب ودموع»، و«صراع في الميناء».
أحمد رمزي و نجوى فؤاد: العنب المر
أسرع زيجات «رمزي» على الإطلاق، حيث طلب منها الزواج دون إنذار مسبق وطلقها هكذا أيضا.
في أحد الأيام كان «رمزي» في زيارة لـ«نجوى» في منزلها فوجدها في مشادة مع الموسيقار، أحمد فؤاد حسن، وتدخل «رمزي» لإنقاذ «نجوى» وحدثت مشادة بينه وبين «حسن».
قرر أحمد فؤاد حسن تسريب خبر للصحف بأن هناك علاقة بين «رمزي ونجوى»، لكن الكاتب كمال الملاخ، أوعز إلى «رمزي» بتعجيل زواجه من «نجوى» إذا كان يريدها.
عرض عليها الزواج في نيويورك بينما كانت تحيي إحدى حفلاتها، وأقنعها أن تكون زوجته بعد أن أخبرها أنه قام بطلاق زوجته الأولى.
أرسل لها رغبته في الزواج منها في رسالة مع صديقه كمال الملاخ.
لم تستطع رفض العرض قائلة: «من كان يرفض الارتباط بأحمد رمزي في ذلك العصر فهو معشوق المراهقات والسيدات بل والرجال أيضا».
عقد «رمزي ونجوى» قرانهما، 1963، أثناء تصويرهما معا فيلم «زواج في خطر»، على أن يكون حفل الزفاف في وقت آخر.
سافرت «نجوى» بعد عقد القران مباشرة إلى نيويورك لارتباطها ببعض الحفلات، واتفقت على أن تعود على شقة الزوجية.
بعد عودتها إلى مصر تفاجأت برسالة تركها لها بأنه تصالح مع زوجته الأولى، عطية الدرمللي.
كتب لها في نص الرسالة «لو أردتي أن تظلي زوجتي فليس لدي مانع».
قال لها صديقه، كمال الملاخ: «انسحبي من هذه الزيجة لينعم بحياته مع زوجته وأم أولاده الذين يعشقهم».
قررت «نجوى» الانفصال عن «رمزي» لعلمها بحبه الشديد لزوجته الأولى وأطفاله.
وافق «رمزي» على الانفصال واحترم رغبتها وجلسا معًا، وتم الانفصال بشكل ودي دون إتمام مراسم الزفاف.
يقول «رمزي» إنه انفصل عن «نجوى» بسبب «الاختلاف بينهما في كل شيء وبالأخص الطباع».
أحمد رمزي VS يوسف شاهين: صراع في السيما
جمعت أحمد رمزي ويوسف شاهين معرفة قديمة منذ أيام الدراسة حيث تخرجا معا من كلية فيكتوريا في الإسكندرية ومعهما عمر الشريف، وشهدت علاقتهما العديد من الخلافات واختلاف وجهات النظر.
كان هناك لقاء دائم بين «رمزي» و«عمر» وصديق لهما اسمه «نبيل» في «جروبي» وسط البلد، وفي أحد هذه اللقاءات التقوا بالمخرج يوسف شاهين الذي سأل «عمر» و«رمزي» أسئلة عديدة توقع منها «رمزي» أن يسند له «شاهين» دورا في فيلمه المقبل، لكنه فوجئ بـ«شاهين» يسند لـ«الشريف» بطولة فيلمه الجديد «صراع في الوادي» في 1954.
شعر «رمزي» بالصدمة عندما أخبره «الشريف» أن «شاهين» اختاره للدور، وهو الموقف الذي قال عنه «رمزي»: «حسست بفرحة عارمة أعقبتها مرارة شديدة لضياع الدور، لكن المرارة تلاشت سريعا بعد أن عرفت أن من أخذ الدور الذى كنت أحلم به هو صديقى عمر الشريف وهنأته وحبست دموعى، فكنت اعتبر نجاحه فوزاً لى».
عندما أسند «شاهين» البطولة الثانية في نفس العام لـ«الشريف» في فيلم «شيطان الصحراء» ذهب معهم «رمزي» وعمل كواحد من عمال التصوير حتى يكون قريبا من مجال السينما التي يعشقها.
جاء الخلاف الثاني بين «شاهين» و«رمزي» عندما أراد «شاهين» تصوير مشهد «الخناقة» في فيلم «صراع في الميناء» بين الأصدقاء عمر الشريف وأحمد رمزي، بشكل واقعي وحقيقي كي يخرج المشهد بالصورة التي يريدها، ولكي يظهر المشهد حقيقيا قال أحد مساعدي «شاهين» قبل تصوير المشهد إلى «الشريف» إنه رأى «رمزي» يغازل فاتن حمامة في الخفاء أمام عينيه أكثر من مرة، ما دفع «الشريف» لفعل مشاجرة بالأيدي مع «رمزي» وتم تصوير المشهد الذي ضرب فيه «الشريف» صديقه ضربا حقيقيا موجعا، أدت إلى قطيعة بين «رمزي وعمر».
قال أحمد رمزي عن يوسف شاهين إنه «حرامي وطيّر شقة والدته التي تربي فيها»، حيث أعطى «رمزي» شقة والدته في الزمالك لأحد مساعدي فطين عبدالوهاب، يدعى فوزي، لأن أحواله المالية كانت صعبة، لكن «شاهين» طلب من «رمزي» أن يقنع «فوزي» بترك الشقة له، وعندما رفض «رمزي» ذهب «شاهين» وأقنع «فوزي»، وبعدها وافق «رمزي» وسلمها له دون مقابل، وبعدما سافر «رمزي» إلى بيروت عام 1967، ظن «شاهين» أنه لن يعود مصر ثانية، واصطحب زوجته وذهب لصاحب العقار وطلب منه أن ينقل عقد الشقة باسمه، فانزعج صاحب البيت وظن أن «رمزي» يؤجر الشقة دون علمه ووجدها فرصة وفسخ العقد نهائيا وطرد «رمزي» و«شاهين»، وفق رواية أحمد رمزي.
قبل وفاة «رمزي» بسنوات قليلة قال: «أكره يوسف شاهين جدا، أكرهه حتى الآن».