على جمعة: الله أعطى حرية الاختيار لمن يكفر به (فيديو)
كتبت حشمت سعيدأكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ما جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى عدم التفتيش في نيات الناس، وأن نأخذهم على ظواهرهم ببساطة، وبأساليب محددة قابلة للقياس.
وقال علي جمعة خلال لقائه ببرنامج من مصر المذاع على فضائية cbc أن الله - تعالى- جعل من يشهد بأنه لا إله إلا يدخل الإسلام، واسماه العلماء بالمسلم الصعب، أي يصعب إخراجه من الإسلام إلا إذا أردا ذلك بنفسه، فهذا يندرج تحت حرية العقيدة.
واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بقوله - تعالى-: « وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ..»، (سورة الكهف: الآية 29).
وأوضح المفتي السابق أن الكفر ليس هينا ولا سهلا، وبالرغم من ذلك أعطى الله - سبحانه وتعالى- حرية الاختيار لمن يكفر به، فسمح لابليس الذي كان يعبده أن يختار الاستكبار والكفر والعتو، وجعله يفعل ذلك من الناحية الكونية لأنه اختياره؛ فما فعله ابليس كان شرا ومرفوض، وبالرغم من ذلك تركه الله ليفعل ما يشاء.
وتابع أنه كذلك ترك الله - تعالى- من كفر وألحد وآمن لاختيارهم؛ حتي يكون هناك معني للحساب يوم القيامة، لافتًا: أكد النبي من هذه القاعدة وهي أخذ الناس على ظواهرهم على أهمية الستر الذي هو الأساس والأصل في الشريعة الإسلامية.
ونبه الدكتور علي جمعة، في وقت سابق إلى أن الدين الإسلامي لم يأمر باستئصال غير المسلمين، وحرية الاعتقاد مكفولة بنصوص قرآنية.
واستشهد «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، بقول الله تعالى: «لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ» (البقرة: 256)، فلم يأمر الرسول -والمسلمون مِنْ بَعْدِه- أحدًا باعتناق الإسلام قسرًا، وجعل الإسلام قضية الإيمان أو عدمه من الأمور المرتبطة بمشيئة الإنسان نفسه واقتناعه الداخلي؛ فقال سبحانه: «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» (الكهف: 29).
وتابع أن القرآنَ الكريم لفت نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الحقيقة، وبَيَّنَ له أن عليه تبليغ الدعوة فقط، وأنه لا سلطان له على تحويل الناس إلى الإسلام فقال: «أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (يونس: 99)، وقال: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ» (الغاشية: 22)، وقال تعالى: «فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ» (الشورى: 48).
واستطرد: ومن ذلك يَتَّضِح أن دستور المسلمين يُقَرِّرُ حرية الاعتقاد، ويرفض رفضًا قاطعًا إكراه أَحَدٍ على اعتناق الإسلام، لافتًا إلى أن إقرار الحرية الدينية يعني الاعتراف بالتَّعَدُّدِيَّة الدينية، وقد جاء ذلك تطبيقًا عمليًّا حين أقرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الحرية الدينية في أوَّل دستور للمدينة، وذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يُشَكِّلُون مع المسلمين أُمَّةً واحدة، وأيضًا في فتح مكة حين لم يُجْبِرِ الرسول -صلى الله عليه وسلم قريشًا على اعتناق الإسلام، رغم تمكُّنه وانتصاره، ولكنه قال لهم: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».
وأكد المفتي السابق، أن الإسلام كفل حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعي بعيدا عن المهاترات أو السخرية من الآخرين، وفي ذلك يقول الله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (النحل: 125).
موضوعات ذات صلة
- قائد المنطقة الغربية: جاهزون لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر
- أيها الناس الوباء كالنار .. أزهري: فتح المساجد خلال فترة الأوبئة معصية لله
- علي جمعة: الإكثار من شكر الناس مستحب
- الأزهر: امتحانات الثانوية في موعدها.. وتسليم كل طالب كحول للتطهير الدائم
- السيسي يوجه بالاستعداد القتالي لحماية أمن مصر
- رامز جلال ساخرا من بوسي: ”هربت من مصر عشان محكمة الأسرة”
- الأزهر يهنئ السيسي والمصريين بمناسبة ذكرى غزوة بدر
- علي جمعة: لماذا ذهب موسى إلى فرعون ولم يحاول مع المصريين؟
- الأزهر يدين مصادقة الاحتلال على مصادرة أراض بمحيط الحرم الإبراهيمي
- مع وجود الوباء.. ما حكم الدين في التجمعات بحجة التوكل على الله؟
- 6 أعمال للتقرب إلى الله في شهر رمضان.. تعرف عليها
- ماذا يحدث لو أجلت صلاة العشاء بعد الـ 12 ليلا؟