المناضلة ماجدة الصباحي
كتب محمد شوقي نوستالجيا محمد شوقيلم تكن ماجدة الصباحي مجرد فنانة جميلة تقدم لنا أعمال فنية رومانسيه ناعمه رقيقه كشكلها ولم ترضي أن تكون حتي مجرد نجمة سينمائية تنتظر أن يعرض عليها الأفلام وتنتظر الفرصة من مخرج أو منتج أو كاتب.. تخطت كل هذه الحواجز لتصنع مجدها وليكون مختلف و مميز عن جميع من سبقها و من لحقها.
بدأت كغيرها مجرد فتاة جميلة تظهر في الدور الثاني للبطلة الأهم في الفيلم مثل أفلام حبايبي كتير مع رجاء عبده وليلة غرام مع مريم فخر الدين وحكم الزمان مع نور الهدى وسيبوني أغني مع صباح.
حتى بدأت تنتشر وتقدم دور البطولة الأولي ولكن في أفلام أقل مستوي من أفلام نجمتي الشاشة الأول فاتن حمامه و شادية فكان دور البطل هو الأهم من دورها وهي مجرد البطلة ذو الوجه البريء ليس إلا وكان ذلك في أفلام فلفل مع إسماعيل ياسين ودهب مع أنور وجدي والبيت السعيد مع حسين صدقي وأماني العمر مع سعد عبد الوهاب.
ولكن لم يكن طموح ماجدة يكتفي بوجودها غير المؤثر في السينما، وهنا قررت أن تنتج بنفسها أفلاما مختلفة عن كل ما هو سائد وتكون مميزة وقد كان.
بدأت عام ١٩٥٦ أول إنتاجها في "أين عمري" وأول قصة لإحسان عبد القدوس على الشاشة العربية ليكون هذا الفيلم واحدًا من أهم أفلام السينما المصرية على الإطلاق وينجح الفيلم أيضاً نجاحاً كبيراً غير متوقع بل ويمثل مصر في مهرجانات دولية ويحصد ثلاثة جوائز دولية.. حتى صار اسم ماجدة علامة كبيرة في سماء السينما المصرية ومن هذا الفيلم أطلق الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس عليها لقب عذراء الشاشة.
ولم تكتف ماجدة بهذه التجربة بل إستمرت فيها و كان كل فيلم تقوم بإنتاجه أفضل من الآخر بل وكل ما يعرض عليها من بطولات فنية أخري غير إنتاجها يكون مختلف و مميز فأرادت ألا يكون لها تاريخ سينمائي مشرف فقط بل أرادت أن يكون لها إسم مشرف في تاريخ مصر كله كأمراة فنانة ساهمت في إنتاج أعمال فنية وطنية و قومية واجتماعية وقد كان.. ففي أقل من عامين كان إسم ماجدة الصباحي مقترن بأقوي الأفلام و أهمها في تاريخ السينما المصرية.
فهي النجمة الوحيدة في تاريخ السينما المصرية التي قدمت أفلام دينية من إنتاجها مثل فيلم "هجرة الرسول"، وأكثر نجمة شاركت في أفلام دينية مثل "انتصار الإسلام و بلال مؤذن الرسول".. وهي أكثر فنانة شاركت في أفلام وطنية خالدة مثل "الله معنا- مصطفى كامل- ثورة اليمن- أرضنا الخضراء"، بل وأنتجت أهم فيلمين وطنيين في تاريخ السينما العربية وهما "جميلة بوحريد" ١٩٥٨، و"العمر لحظة" ١٩٧٨.
ويذكر للفنانة ماجدة قيامها بإنتاج أهم أفلام تعبر عن أهم قضايا المرأة مثل أفلام "المراهقات- الحقيقية العارية- مع الأيام- حواء علي الطريق- دنيا البنات- النداهة- أنف وثلاث عيون".
وبالرغم من أهمية ما قدمته في السينما المصرية إلا أنها قدمت أفلام تعد علامات مميزة في تاريخها الفني، فقد وقفت أمام عبد الحليم حافظ وغنى لها أهواك وأتمنى لو أنساك في فيلم "بنات اليوم"، وغنى لها فريد الأطرش أعذب أغانيه حكاية غرامي من فيلم "من أجل حبي".
وقدمت ثنائي فني مع يحيى شاهين في أفلام مهمه مثل "الغريب و قرية العشاق و مرت الأيام".. وأيضاً مع شكري سرحان في أفلام "قيس وليلي و قصة ممنوعى و بين إيديك و الجريمة والعقاب".. وقفت أمام جميع بطلات جيلها الذهبي فاتن حمامة في أنا بنت ناس، شادية في الظلم حرام وماليش حد"، صباح في فيلم "نهاية حب".. وهند رستم في فيلم "طريق السعادة".. نعيمة عاكف في فيلم "بائعة الجرائد"، وتحية كاريوكا مع عمر الشريف في فيلم "شاطىء الأسرار".. ومديحة يسري في "لحن الخلود".
بل و ساندت نجمات جيل ما بعدها وقدمت نادية الجندي لأول مرة على الشاشة في فيلم "جميلة بوحريد".. وجمعت بينها وبين نجلاء فتحي و ميرفت أمين في فيلم واحد { أنف و ثلاث عيون } وأيضاً جمعت بينها وبين ناهد شريف و نبيلة عبيد في فيلم { العمر لحظة } وبالرغم من أنها الممثلة الكبيرة و المنتجة أيضاً لم تخش من المقارنة أو مساحة الدور وهي تقف مع نجمات جدد.
مسيرة فنية مليئة بالإنجازات التي تميزت بها عن غيرها في تاريخ السينما المصرية فقد نري منتجات في بداية السينما المصرية ولم يستمروا للنهاية مثل بهيجة حافظ أو آسيا داغر أو ماري كويني.. ولكن الوضع اختلف مع ماجدة الصباحي صاحبة النفس الطويل و الإرادة القوية التي جعلت منها واحدة من أهم فنانات الشاشة العربية بل و تميزت عنهن بالأعمال المختلفة وغير التقليدية.