ناجي العلي .. ناصر القضية الفلسطينية وورط عاطف الطيب بالخيانة
عزة عبد الحميد"مخرج البسطاء" .. هذا هو اللقب الذي سعد به المخرج عاطف الطيب، صاحب التاريخ الفني العظيم وليس الكبير، فقد قدم خلال مسيرته الفنية حوالي 30 عملا سينمائيا، جميعهم من أشهر وأنضج الأعمال الفنية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
دائمًا ما ارتبط اسم عاطف الطيب بالفنان أحمد زكي، وخاصة بعد تقديمهم عدد من الأعمال السينمائية التي حققت نجاحات كبيرة منها "الهروب" و"ضد الحكومة" و"البرئ"، واللاتي صرخ بها النجمان في وجه النظام السياسي بشكل صريح، سواء كانت هذه الصرخة تاريخية أو انتقادًا لعصر يعيشون به.
ولكن لم يلمع اسم "الطيب"، كثيرًا مع النجم نور الشريف بالرغم من تقديمهم أعمال معًا شهد الجميع بمهارتها الفنية بل أنه كان منها ما وضع بقائمة أفضل 100 فيلم في التاريخ السينمائي المصري.
شارك نور الشريف صديقه "الطيب"، في عدة أعمال سينمائية أهمها: "الزمار" و"ضربة معلم"، و"قلب الليل" و"ناجي العلي"، لتكون آخر مشاركتهم معًا فيلم "ليلة ساخنة".
وكما لم يسلم "الطيب" من العراك الدائم مع النقابة بسبب أفلامه وما تحتويه من أفكار، فقد تم اتهامه مباشرة بالخيانة العظمى ولكن لم يكن الاتهام له وحده، شاركهه في هذا الاتهام نور الشريف، وكان هذا بسبب فيلم :"ناجي العلي"، الذي قرر الناقد سعد الدين وهبة أن يكون هو فيلم افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي وكان هذا عام 1991، لتبدأ الحملة ضد الفيلم بإرسال خطاب رسمي من الرئيس الفلسطيني حينها ياسر عرفات إلى الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، يطالبه فيه بوقف عرض الفيلم، وكان هذا دون أن يشاهده.
وبناء عليه قام الرئيس مبارك، بتكليف فاروق الباز مدير مكتبه حينها بمشاهدة الفيلم وكتابة تقرير عنه، وهل هو مسئ للواقع الفلسطيني أم لا، ليخرج التقرير بأن الفيلم لا يوجد به أي إساءة ليتم إجازة عرضه .
ولكن لم يتوقف الأمر على هذا الحد، ولكن تم اتهام الفيلم بتلقي القائمين عليه بأموال من الرئيس الليبي حينها وهو معمر القذافي، بالإضافة إلى التقارير الصحفية المسيئة التي تصدر ضد الفيلم، مما وضع مخرجه وبطله في موقف سئ جدًا، وصل إلى هجرة نور الشريف خارج مصر لمدة زمنية حتى اصبح مستقبله الفني مهددًا، واتهام "الطيب"، بخيانته لمصر وسياستها، وهذا لأن الفيلم لم يكن مع اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت عليها مصر في معاهدتها للسلام مع إسرائيل، طبقًا لما جرى من أحداث حقيقية.
ومن المواقف السيئة التي تعرض لها الطيب بسبب هذا الفيلم هو سؤال والده لابنته وهي شقيقة الطيب، هل شقيقيك خاين بالفعل؟، لتمر السنوات ويرى الفيلم النور على شاشات التليفزيون، ويشاهده الجميع، بل ويبقى اسم الطيب والشريف خالدًا شامخًا على العمل، بعد أن آمنوا به، وكلفهم هذا عناء سنوات، ولكن إيمانهم بما قدموا عاش واستمر.