الإفتاء تحسم الجدل.. هل يزول الوزر إذا تزوجت المرأة من زنا بها؟
محمد عليشرع الله لنا في القرآن الكريم و السنة النبوية المنهج الصحيح والحدود الواضحة التي يجب على الفرد ألا يتخطاها، وبيّن لنا الحلال والحرام، وأمرنا بالتزام الطاعات والبعد عن المنكرات، وأخبرنا أن نجتنب كبائر الإثم ونبتعد عنها حتى ننال جنته.
ولكن هناك من يقع في إحدى الآثام العظيمة أو الكبائر من الذنوب، ولا يعلم ماذا يفعل حتى تكون توبته صحيحة ويقبلها الله، ومن هذه الكبائر التي تسائل عنها أحد الأشخاص، كانت كبيرة الزنا.
فقد جاء سؤال من أحد الأشخاص عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لدار الإفتاء المصرية، وكان هذا السائل يبحث عن إجابة خاصة بالزنا، فقد كان سؤاله "عندما تزني امرأة وتتزوَّج من مَن زَنَى بها، هل يبقى الوزر كما هو أم يزول بمجرد الزواج ؟".
وبينما نشاهد أو نسمع بعض الحالات التي قد يغلبها الشيطان وتقع في هذا الوزر الذي يعد من الكبائر، فبالطبع قد يتسائل معظمنا إن لم يكن جميعنا هل يزول الوزر عن المرأة الزانية أو الرجل الزاني بعد أن يتزوج من وقع في هذا الإثم والجريمة العظيمة معه؟
وكان الرد من الإفتاء المصرية على هذا السائل كما يلي، فقد قال فضيلة الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية أن : "الزنا كبيرةٌ من الكبائر يزول وزرُه بالتوبة منه، وليس من شرط هذه التوبة أن يتزوَّج الزاني ممن اقترف هذه الجريمة معها".
وتابع في فتواه قائلًا: "التوبة تكون بالإقلاع عن الزنا والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه، ومن تاب تاب الله عليه، سواء تزوج منها بعد ذلك أو لم يتزوج، فليست التوبة مرتبطة بالزواج، وإن كانت المروءة تستدعي ستر من أخطأ معها، فإذا تابا كلاهما وكانا ملائمين للزواج يحسن زواجهما من بعض".
أي أن الزواج بمن وقع في هذا الذنب معه أو معها ليس شرطًا لإتمام التوبة، فشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب والندم على ما فعلته سابقًا وعقد النية على عدم تكرار هذا الذنب، أما الزواج فهو من المروءة وحتى يستر على من فعل معها هذا الذنب إن تابت هي الأخرى، والله أعلم.