الإفتاء توضح الدليل على جواز قراءة الفاتحة لقضاء الحوائج
موقع السلطةأجابت دار الإفتاء على سؤال ورد لها عبر موقعها الرسمي نصه: نرجو منكم بيان الدليل على جواز قراءة الفاتحة لقضاء الحوائج.
وقالت دار الإفتاء في فتوى سابقة، يُستَدَلُّ لقراءة الفاتحة في قضاء الحوائج بحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَـرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».
الإفتاء توضح الدليل على جواز قراءة الفاتحة لقضاء الحوائج
وأضافت دار الإفتاء: فإعطاء الله تعالى للعبد سُؤْلَه عام في هذا الموضع، كما أنَّ متعلَّق الاستعانة محذوف، وهذا يقتضي الإطلاق، فيدل على مشروعية نية الاستعانة بالله في كل شيء بقراءة الفاتحة؛ قال الشيخ ابن عبد الهادي الحنبلي في رسالته «الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور» في «جمهرة الأجزاء الحديثية» (ص: 372، ط. مكتبة العبيكان): [احتج بعضهم من هذا الحديث على أنه ما قَرأ أحدٌ الفاتحة لقضاء حاجة وسأل حاجته إلا قُضِيَتْ] اهـ.
موضوعات ذات صلة
- دعاء الجمعة الثالثة من شعبان .. إليك نصوص الأدعية لاستقبال شهر رمضان
- دار الإفتاء توضح الحكم الشرعى فى أداء الصلاة تحت تأثير المخدرات
- دار الإفتاء: الإسلام حث على مراعاة كلا الزوجين لمشاعر الآخر والحرص على مشاركته أوقاته السعيدة
- حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان.. الإفتاء توضح
- دار الإفتاء توضح دعاء ليلة النصف من شعبان وفضلها
- دار الإفتاء تصدر بيانا حول حكم إحياء ليلة النصف من شعبان
- الإفتاء: الشرع حث على وحدة الكلمة واجتناب الفرقة
- الإفتاء توضح حكم تعليق صور المتوفى للدعاء له بالرحمة
- ما حكم الوضوء مع بقاء العماص على العين؟.. الإفتاء تكشف
- ما حكم من فاته بعض التكبيرات مع الإمام في صلاة الجنازة؟.. الإفتاء تجيب
- ما حكم الصلاة على الميت الذي عليه دين؟.. الإفتاء تجيب
- ما مقدار المباعدة بين القدمين أثناء الوقوف في الصلاة ؟ الإفتاء توضح
وأكملت الدار: وروى الإمام مسلم في صحيحه والنسائي في السنن الكبرى وغيرهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ.
وواصلت الدار: قال العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في «دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين» (6/ 200، ط. دار الكتاب العربي): يجوز كونُها للاستعانة؛ أي: (لن تقرأ) مستعينًا (بحرف)؛ أي: جملة (منهما) على قضاء غرض لك (إلا أعطيتَه) كيف لا والفاتحة هي الكافية؟ وتلك الخواتيم لمن قرأها في ليلة كافية، والمراد: ثوابه الأعظم من ثواب نظيره في غير هذين. أو المراد بالحرف: معناه اللغوي وهو الطرف، وكنى به عن كل جملة مستقلة بنفسها؛ أي: أُعطِيتَ ما تضمنته إن كانت دعائية كـ ﴿اهْدِنَا﴾ و﴿غُفْرَانَكَ﴾ الآيتين، وثوابَهما إن لم يتضمن ذلك كالمشتملة على الثناء والتمجيد] اهـ.
وتابعت: وعلى ذلك جرى فعل السلف الصالح من غير نكير؛ فأخرج أبو الشيخ في الثواب عن عطاء رحمه الله تعالى أنه قال: إذا أردتَ حاجةً فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تُقْضَى إن شاء الله.
واختتمت: قال العلَّامة مُلّا على القاري الحنفي في «الأسرار المرفوعة» (ص: 253، ط. مؤسسة الرسالة): وهذا أصلٌ لِمَا تعارف الناس عليه مِن قراءة الفاتحة لقضاء الحاجات وحصول المهمات، اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.