جمعة: من لم تكن أخلاقه في بيعه وشرائه كأخلاقه في مسجده فتدينه زائف
كتب أحمد هاشم موقع السلطةألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة بعنوان"فرائض الإسلام غاياتها ومقاصدها"، وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة.
وأوضح وزير الأوقاف خلال الخطبة، أن أركان الإسلام خمسة كما جاءت في قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا"، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد بدأ بالصلاة بعد النطق بالشهادتين وقبل الزكاة والصيام والحج وذلك لأن صوم رمضان يأتي مرة واحدة في العام، وأن الزكاة تجب على من يملك نصابًا، والحج يجب مرة واحدة في العمر على المستطيع، أما الصلاة فهي الصلة الدائمة بين العبد وخالقه من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له لا نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، وسئل نبينا (صلى الله عليه وسلم): أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: "الصَّلاةُ علَى وقْتِها".
وتابع "جمعة" قائلًا: وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتابعون من بعدهم يسابقون إلى الصلوات في أوقاتها، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا"، ويقول الحق سبحانه: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول سبحانه : "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ولذا كان سيدنا إبراهيم (عليه السلام) يقول: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ".
موضوعات ذات صلة
- عاجل: بايدن يلتقي الرئيس السيسي غدًا في جدة
- إصابات كورونا الجديدة تعاود الارتفاع بالسعودية
- ”الصحة” تطلق 42 قافلة طبية مجانية بجميع محافظات الجمهورية خلال أسبوع
- بايدن: ادعم مبدأ «حل الدولتين» للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين
- 58.2 مليون دولار.. حجم صادرات مصر من البطاطس خلال شهر واحد فقط
- تفاصيل عودة محمد رمضان للغناء فى مصر مرة أخرى
- حبس مستريح الأسماك 4 أيام على ذمة التحقيقات بسوهاج
- عشان ميضحكش عليك.. اعرف أسعار تعريفة ركوب المواصلات من الجيزة إلى المواقف الرئيسية
- إصابة شاب على يد شقيق زوجته لخلافات أسرية بكفر الشيخ
- بعد هجوم الجماهير عليه.. هل يعتزل حارس الاتحاد أحمد يحيى.. اعرف الحقيقة
- اشتعال الاحتجاجات فى أمريكا اللاتينية ومطالب بإجراءات ضد التضخم
- جونياس يحذر لاعبى بيراميدز من غموض فكر سواريز مع الأهلى
وأكد جمعة، أن الإنسان إنما خُلق لعبادة الله سبحانه وعمارة الكون، حيث يقول سبحانه: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" ، ويقول سبحانه : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" والعبادة منها الأركان الأساسية وهي الصلاة والصيام والزكاة والحج بعد الشهادتين، غير أن هناك عبادات أخرى، ربما تكون أشق على بعض الناس من الصلاة والصيام؛ فالصدق عبادة، والأمانة عبادة ، والوفاء بالعهد عبادة، وإتقان العمل عبادة، وعمارة الكون عبادة، مؤكدًا أن العبادة ما لم يظهر أثرها على سلوك الإنسان فثمة مشكلة، يقول سبحانه: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ"، فالتدين الحقيقي هو الذي يظهر فيه أثر العبادة على سلوك الإنسان وأخلاقه ومعاملاته.
وأردف: أن من لم تكن أخلاقه في سوقه بيعًا وشراءً كأخلاقه في مسجده قرآنًا وصلاة فتدينه زائف أو في فهمه خطأ، فالمقدمات الصحيحة تؤدي إلى النتائج الصحيحة، فإذا صح الإيمان ورسخ في القلب وصحت العقيدة صحت العبادة، فمن يؤمن بالله واليوم الآخر وأن الجنة حق وأن النار حق يحسن الصلاة ويحسن الصيام ويؤدي الزكاة ويحج إن استطاع إلى ذلك سبيلًا، مشيرًا إلى أنه إذا صحت العبادة وصح الوقوف بين يدي الله صحت المعاملة واستقام السلوك وسمت الأخلاق، فإذا وجدت إنسانًا يحرص على الصلاة والزكاة فقط وفي أخلاقه ومعاملاته وصدقه وأمانته خلل، فإما أن يكون تدينه زائفًا وإما أن يكون فهمه خاطئًا، لأن الإنسان إذا فهم دينه فهمًا صحيحًا لا تنفصم شخصيته في المسجد عن سلوكه ومعاملته بين الناس، فالدين المعاملة، والعبادة الحقيقية هي التي تقوِّم سلوك صاحبها وأخلاقه ويظهر أثرها على معاملاته، وإلا فثمة خلل في فهم المقدمات أو في ترتيب الأولويات أو في التعامل معها.
جاء ذلك بحضور كلًا من: الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور محمد نظير عياد نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، و هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد منار عنبة وزير الطيران المدني، والمستشار علاء الدين فؤاد وزير شئون مجلس النواب، واللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، ونخبة متميزة من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بدولة الهند المشاركين بالدورة العلمية المتقدمة بأكاديمية الأوقاف الدولية.