رسائل من بغداد| الهوية الوطنية العراقية (1)
الكاتب الصحفي عدي فلاح الهاجريقبل تأسيس المملكة العراقية في أيلول ١٩٢٠، عملت الحكومة العثمانية عبر حكام الولايات الذين تولوا حكم العراق، على تقوية الأواصر العشائرية والمذهبية والمناطقية، من أجل فرض سطوتها، وحصاد اكبر نسبة من الضرائب لخزائن أنقرة واسطنبول.
لكن تلك المحاولات لم تستطع تقليل أو هزيمة أو الحد من تنامي الوعي الوطني المتزايد لدى العراقيين.
ومع تأسيس الدولة العراقية الحديثة في الربع الثالث من العام ١٩٢٠، عقب الكثير من الثورات التي اندلعت بعد الاحتلال البريطاني ١٩١٧، كصورة النجف وثورة الخان، وثورة ٣٠ ايار ١٩٢٠(ثورة العشرين)التي اندلعت في الرميثة (محافظة المثنى) جنوب العراق، عند اعتقال الشيخ شعلان ابو الجون، لرفضه دفع الضرائب الإنكليز ومقتل المندوب المالي لحكومة الاحتلال البريطاني الجنرال ليجمنت على يد الشيخ ضاري المحمود وأولاده في منطقة الخان.
موضوعات ذات صلة
- طلق سيدة للزواج منها بالإكراه.. أسرار لا تعرفها عن صلاح نصر رئيس المخابرات الأشهر
- نجل جمال عبدلناصر ردا على هجوم نجيب ساويرس: ”موت بغيظك”
- تفاصيل القبض على مقدم البرامج عبدالناصر زيدان
- بتحدف كتاكيت.. تركيا ترسل شحنة معدات طبية منتهية الصلاحية إلى بريطانيا
- مظاهرات في أنقرة تطالب باستقالة أردوغان بعد مقتل الجنود في إدلب (فيديو)
- روسيا تدعو أنقرة للكف عن إصدار بيانات استفزازية بشأن سوريا
- البرلمان الأوروبي ينتقد استخدام أنقرة المفرط للتهم الإرهابية
- أحوال التركي: أردوغان أغرق أنقرة في مستنقع الحروب
- مصطفى بكري : عبدالناصر سيظل خالدا في الذاكرة إلى الأبد
- حفتر يرفض دعوة تركيا وروسيا لوقف إطلاق النار
- تركيا الآن: الانهيارات تضرب اقتصاد أنقرة.. وإفلاس أكبر شركات الإنشاءات
- أردوغان يوقع على مذكرة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا
البريطانيين عند رؤيتهم الوعي العراقي الرافض للاحتلال، سارعوا لكبح جماح هذا الأمر عبر الاعلان عن تشكيل الدولة العراقية المؤقتة برئاسة نقيب إشراف بغداد عبدالرحمن النقيب، وحتى قبل الاتفاق على شكل نظام الحكومة أو من يرأسها، إلى أن تم الاتفاق على اختيار الأمير فيصل ابن الحسين ليكون ملكا على العراق، ورفض مرشحي الشعب (الشيخ خزعل امير المحمرة العربية، والشيخ طالب النقيب- شقيق عبدالرحمن).
المجيء بفيصل من قبل بريطانيا كان بهدف كبح جماح الوعي الوطني الداعي للاستقلال التام عن المملكة المتحدة والذي تحقق عام ١٩٣١عند دخول العراق لعصبة الأمم آنذاك.
عمل فيصل -رغم حبه العراقيين ودعوته لهم لبناء دولة حديثة-على المجيء بفريقه الإداري أثناء حكمه في سوريا، من الشاميون، والذين كانوا ينادون بالهوية العربية القومية، إذ عملوا على فرض الوعي القومي العربي، وكبح جماح الهويات الوطنية وحتى المذهبية والطائفية في العراق، بل وصل الأمر لإبعاد فئات من الشعب عن المناصب المهنة، والغالبية الشيعية التي ابتعدت أيضا بسبب دولة دعوات آية الله الخالصي والذي أفتى وقتها بحرمة التعامل او العمل مع حكومة شكلها الكفار الانكليز، والتي ساهمت بأبعاد الشيعية عن منتصف الأربعينات حين تولى محمد الصدر منصب رئيس مجلس الأعيان ومن ثم رئاسة مجلس الوزراء.
سياسة الاعتماد على طائفة وترك الأخريات ومنعهم من ممارسة تقاليدهم، ساهم في نشر هويات فرعية بالعراق، بدل الهوية الوطنية العراقية، بل حتى دفع البعض للقيام بثورات في شمال العراق مثلا.
استمر هذا الحال حتى نهاية الحكم الملكي في ١٤تموز ١٩٥٨ من قبل الضباط الأحرار المتأثرين لثورة عبدالناصر ورفاقه في مصر.