رحلة من الشك لليقين.. هل كان طه حسين ملحدا وغيرته زيارة الكعبة
كتبت عزة عبد الحميدصدرت الكثير من الشائعات عن الكاتب طه حسين والذي لُقب بعميد الأدب العربي، بأنه مُلحد، وذلك بسبب ما كان يقوم به من كتابات، ومعاداته لمشايخ الأزهر والشيخ محمد متولي الشعراوي، والتي ظن البعض عنها أنها أخرجته عن الديانة الإسلامية.
ولكن مع حلول عام 1955، فوجئ العالم العربي بزيارة عميد الأدب للمملكة العربية االسعودية لأداء فريضة الحج والتي استغرقت 17 يوم، والتي أحدثت ضجة كبيرة وكان باستقباله هناك، أمراء وملوك آل سعود، بالإضافة إلى بعثة الأزهر الشريف بالمملكة، بالرغم من معاداته لهم، وأيضًا الشيخ متولي الشعراوي والذي كان يعمل هناك حينها أستاذًا بكلية الشريعة.
قام طه حسين بهذه الرحلة وهو يبلغ من العمر 62 عام، وكما اعتاد هو أن يسجل ما يمر به من لحظات وفي حياته، لكن هذه الرحلة كانت مختلفة فهي التي لم يستطع تدوينها بسبب وفاته، ولكن آجرى حوارًا صحفيًا بعد عودته، نتيجة لصدى هذه الرحلة.
وقال العميد عن هذه الرحلة بالحوار الذي أجراه معه الشاعر كامل الشناوي :" أول ما شعرت به وما زلت أشعر به إلي الآن هو الذي يجده الغريب حين يؤوب بعد غيبة طويلة جدًا إلي موطن عقله وقلبه وروحه بمعني عام، لقد سبق أن عشت بفكري وقلبي في هذه الأماكن المقدسة زهاء عشرين عامًا منذ بدأت اكتب "علي هامش السيرة"و حتي الآن ولما زرت مكة والمدينة أحسست أني أعيش بفكري وقلبي وجسدي جميعًا، عشت بعقلي الباطن، وعقلي الواعي استعدت كل ذكرياتي القديمة، ومنها ما هو من صميم التاريخ، ومنها ما هو من صميم العقيدة".
وحين سُئل من الشناوي عن رأيه بالوحي الذي نزل على نبي الإسلام محمد، قال: "أمَّا رأيي فيها فهو رأي كل مسلم يقدِّر مهد الإسلام حق قدره، ويتمني أن تكون مشرق النور في مستقبل أيامها كما كانت مشرق النور حين اختصها الله بكرامته، فعندما بُعث فيها مُحمَّدًا عليه السلام شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلي الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وأنزل عليه القرآن هُدي للناس وبيّنات من الهدي والفرقان"، وكان هذا ردًا منه على من كفرّه يوم ما.
ولن بعد ذلك لم يرد طه حسين أن يُفصح عن مناجاته لربه، وهل أثرت ملابس الإحرام بشئ في نفسه أم لا، ولكن ظل الجميع منبهرًا مما قام به طه حسين من زيارة متسائلين هل هي رؤيته للكعبة وزيارته لمكة والمدينة، هي ما ردته عن إلحاده الذي استمرت شائعاته تحاصره، أم أن العميد صادقًا فيما قال، وأنه عاش بوجدانه في هذه الأماكن وكانت مواجهاته لرجال الدين وليست للدين.