قمة كوالالمبور تثير شكوك الخليج.. وتساؤلات حول مشاركة تميم
كتب شروق عمرانأثارت القمة الإسلامية المصغرة التي تنطلق في العاصمة الماليزية، كوالالمبور ، اليوم الأربعاء، جدلًا واسعًا حول الهدف الرئيسي وراء انعقادها في ظل غياب الدول الإسلامية الكبيرة عن المشاركة بها، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه القمة تهدف إلى إنشاء تكتل بديل عن منظمة التعاون الإسلامي .
ويشارك في هذه القمة، كل من قطر وتركيا وإيران بالإضافة إلى الدولة المضيفة وعدد من المفكرين والشخصيات الإسلامية، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الماليزية، فيما اعتذرت باكستان عن الحضور.
وتعليقًا على ذلك، شدد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، على أهمية دور المملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي، وقال في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر": "خادم الحرمين الشريفين يؤكد على أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي.. هكذا هو العهد وهكذا الالتزام به، بعكس من حاول السيطرة عليها وحين فشل يحاول تدميرها وشق صفها الآن".
وفي إشارة إلى مشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في أعمال القمة المصغرة بماليزيا بينما غاب عن حضور القمة الخليجية التي عقدت مؤخرًا في الرياض، تسائل وزير الخارجية البحريني قائلًا: "أي قمة حضورها هو الأهم لمصلحة شعوبنا؟ قمة مجلس التعاون في الرياض أم قمة مصغرة في أقصى الأرض؟".
من جانبه، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، اليوم الأربعاء، إن منظمة التعاون الإسلامي هي الصوت الجامع والمنصة الكبيرة التي تجمع العالم الإسلامي من شرقه إلى غرب، حسبما أفادت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.
وأكد العثيمين، أن الدعوة لعقد أي لقاءات او قمم إسلامية خارج المنظمة هي حادثة غير مسبوقة، مضيفًا أنه ليس من مصلحة الأمة الإسلامية عقد مثل هذه القمم واللقاءات خارج إطار المنظمة خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات متعددة.
وأوضح أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، أن قيام عضو بعقد اجتماعات تخص العالم الإسلامي خارج إطار المنظمة هو شق للتضامن الإسلامي وتغريد خارج السرب، وأن أي إضعاف لمنصة منظمة التعاون الإسلامي هو إضعاف للإسلام والمسلمين، وأكد: على عقد مثل هذه اللقاءات خارج إطار المنظمة سيضعف القوة التصويتية للعالم الإسلامي أمام المجتمع الدولي.
وفي وقت سابق، استنكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، محاولات إضعاف منظمة التعاون الإسلامي من خلال اللجوء إلى محاور أخرى تجاه أعضاء المنظمة، مشددًاعلى ضرورة الإجماع على كلمة واحدة وعدم التشتت أو اللجوء لمحاور انتقائية.
وكتب "قرقاش" في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع تويتر": "إضعاف منظمة التعاون الإسلامي ليس من مصلحة العالم الإسلامي ودوله، وسياسة المحاور تجاه المنظمة وأعضائها سياسة قصيرة المدى ولا تتسم بالحكمة".
وأضاف قائلًا: "الإجماع ووحدة الكلمة، وبرغم صعوبة بلورتها أحيانا، تبقى أكثر تأثيرًا من المحاور الانتقائية والتفتيت وستثبت الأيام صحة ذلك".
وجاءت التصرحات الأخيرة بعد تقرير نشرته صحيفة "آراب ويكلي" الإنجليزية حول استعداد ماليزيا لاستضافة قمة مصغرة تتكون من خمس دول إسلامية بهدف إنشاء تكتل بديل لمنظمة التعاون الإسلامي ويتمتع بنفوذ قطري تركي، باعتبارهما أبرز الداعمين لجماعة الإخوان المسلمين.
وذكر التقرير أن ماليزيا تستعد لاستضافة قمة إسلامية، لكنها لن تشمل ستة من أبرز الدول الإسلامية مثل السعودية والإمارات ومصر والبحرين وسوريا والأردن، مما يثير تساؤلات حول الرؤية السياسية للمنظمة.
وفي وقت سابق، أجرى رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، اتصالًا هاتفيًا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وشدد خادم الحرمين الشريفين، خلال الاتصال على أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي بما يحقق وحدة الصف لبحث كافة القضايا الإسلامية التي تهم الأمة.
من جانبه، قال مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي، إن بلاده لا تقصد عقد قمة كوالالمبور 2019 لتولي دور منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدًا أنه أوضح ذلك في مكالمة مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأضاف محمد، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الماليزية الرسمية في تعقيب على اتصاله مع الملك سلمان: "من الأفضل أن تستمر السعودية في لعب دورها.. إن ماليزيا صغيرة للغاية لتتكلف الدور المعني.. القمة تهدف إلى إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية".
وتابع قائلا: "إن الملك سلمان يفكر أن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية من الأفضل مناقشتها في اجتماعات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بدلًا من أن يناقشها جزء صغير من أعضاء المنظمة.. إذا نظمت السعودية أية قمة لمناقشة الأمر ذاته، فنحن على استعداد للحضور".
وحول اعتذار رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان عن حضور القمة، قال محاضير محمد: "هذا اختياره.. لا يمكننا إكراهه، ولا إكراه في الإسلام. لا يستطيع حضور هذه القمة، وربما لديه مشاكل أخرى"، معربا عن "اعتقاده بأن لدى نظيره الباكستاني عمران خان أسبابه الخاصة لعدم تمكنه من حضور قمة كوالالمبور 2019"، وفقا للوكالة الماليزية.