أول عارضة أزياء محجبة.. لاجئة صومالية انتقلت إلى عالم الموضة
كتب حشمت سعيدقالت حليمة عدن ، أول عارضة أزياء محجبة على غلاف مجلات الموضة في العالم، إنني امرأة سوداء مسملة صومالية أمريكية كنت لاجئة بالأساس ، عرف عني أنني الأولى في عدة مضامير ومنها أول ملكة لمسابقة عائدات للوطن، وأول عضوة صومالية في حكومة الطلاب بكليتي، أول من تنافست عن ولايتي عن مسابقة ملكة جمال بالحجاب ، وأول من ارتدت الحجاب وظهرت على كبرى مجلات الموضة في العالم.
وأضافت خلال كلمتها في حفل افتتاح المنتدى الثالث لشباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من قادة الدول، أن تكون الأول ليس بالأمر الكافي، قيل لي إنني لست أمريكية بالقدر الكافي، ولست مسلمة ملتزمة، ولكن في نفس الوقت أخبرني آلاف الأشخاص أنني أغير نمط الفكر السائد وأنني مصدر للإلهام، ولذلك أواصل مسيرتي وعلى طريقتي الخاصة، كجيل شباب نحن نستطيع تغيير العالم، لقد اكتشفت أن جيلنا يدرك أهمية تعلم فهم مختلف الآراء والخلفيات وأهمية تقبل شتى الرؤى المختلفة التي يفرضها الواقع المجتمعي.
وتابعت: "كان من السهل علي أن ألقي اللوم على من اختلفوا عني في الشمل واعتنقوا دينا مختلفا كلما واجهت وقتًا عصيبًا لكنني الآن أتذكر الماضي واكتشف أن أروع الأشياء التي منحت لي منحت من أشخاص اختلفوا عني في الشكل والخلفية إن المجتمع هو ما يمنحني دائمًا الأمل المتواصل".
واستطردت: "عندما اسأل عن نشأتي في معسكر اللاجئين في كاكوما أتحدث عن روح الجماعة التي كانت تغمرني هناك، وأمي التي فرت من الحرب الصومالية كانت حريصة على أن أفهم الأخرين، وكانت تنقل بين المعسكر كل وقت وآخر بسبب تهدم المأوى ولكن كان ذلك بسبب حرصها على تعليمنا تقبل الآخرين واختلافاتهم، وفي المعكسر كان هناك أشخاص من شتى أنحاء إفريقيا وأصبحت اللغة السواهيلية هي اللغة المشتركة".
وأضافت: "غمرني هذا الشعور المريح بروح الجماعة حينما وصلت إلى الولايات المتحدة، حينما استقرينا في ميناسوتا، لم يحظر أحد هؤلاء الأفارقة من هطول الجليد، والمشي للمدرسة ولم تمتلك أمي حظها من التعليم والقدرات لكي تمتلك سيارة لكنني لن أنسى أبدًا كم الأشخاص الذين عرضوا علينا التوصيل لمحل البقالة".
وقالت: "هؤلاء الأشخاص اختلفوا عنا في الهيئة ولم ينتظروا منا أي شي إن مانسوتا هي مجتمع مؤلف من أشخاص يختلفون في أشكالهم لكنهم منحوني الكثير من الأمل أخيرا ذلك الدعم الكامل الذي تلقيته من أوساط مختلفة هو ما قادني لأوساط الموضة لقد قوبلت بالترحيب وبأذرع مفتوحة من زملائي من العارضين والمصممين الذين لم يعملوا من قبل من امرأة محجبة وترتدي أزياء محتشمة لكنهم باتوا عائلتي الجديدة، فالموضة مجتمع مؤلف من أشخاص يرون قيمة في اختلاف الناس".
وأكدت أن دعم المجتمعات هو السبيل لرد الجميل وأن تفعل قصارى جهدها مع الجمعيات التي تبذل جهدها لدعم المجتمعات المحتاجة، مشيرة إلى أنها تسنت لها الفرصة كسفيرة لليونسيف لخدمة مجتمعات الأطفال الذين هم في حاجة ماسة للدعم لأننا إذا جميعا فتحنا قلوبنا وعقولنا سوف ندرك أن هناك حس وروح للجماعة.
واختتمت كلمتها قائلة: "أترككم الآن بنصيحة واحدة وهي أن تفعلوا كل ما عليكم فعله لكي توصلوا أصواتكم للأسماع اتركوا بصمتكم ولا تستلموا أبدا لليأس ولا تتخلوا عن الأمل، وأخبركم عن مثال اتخذته شعارًا لحياتي وهو لا تغير نفسك غير قواعد اللعبة".