عن ”الرمق” وأشياء أخرى!
أحمد النجمي.. وشعرت بأنني لم أعد أحتمل.. البرودة القاتلة تنفذ من الجلد إلى العظام مباشرة .. ثمة زلزلة في الاطراف تجعلها ترتعش دون سبب .. لم يفلح الجاكت الجلدي السميك ولا (تحصينات الملابس التحتية الكثيفة) في صد موجات من البرودة اجتاحت الجسد .. الساعة لم تعد السابعة مساء بعد .. اتصرفت تاركا الصحبة...انت عجزت يا ابو حميد ..قالها واحد من الاصحاب يكبرني بخمسة أعوام .. عقب آخر : مابقاش فيه الرمق! صعدت إلى البيت في دقائق. . استدفات ما استطعت .. كان ثمة سؤال يتكرر في الذاكرة كثيرا في تلك اللحظات : اية شيخوخة هذه التي تصيب رجلا في الخامسة والأربعين لايزال؟ .. هتف بي هاتف: اكشف عن الرمق هذه في المعجم.
رددت على الهاتف بصوت مسموع دون أن أخشى اتهاما بالجنون فقد كنت بمفردي: مش محتاجة معجم. . الرمق اكيد يعني الحيل ..والحيل يعني قدرة الشباب على الحركة وتحمل تقلبات الجو والمهام الثقيلة الاخرى...ماذا اصنع إذن أن كنت لن افتش في المعجم ؟ لم أقرر شيئا بعينه. .صنعت الشاي على سبيل الاستدفاء ..
موضوعات ذات صلة
- السيسي يشهد الجلسة الختامية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية
- السيسي في ختام منتدى أسوان: كان منصة حوار وساحة لتبادل الآراء والخبرات
- ”الروبوت صوفيا” تتجول في قاعة مؤتمرات منتدى شباب العالم
- الإحصاء: 52 مليار جنيه ارتفاعًا في الودائع الحكومية
- السيسي يتفق مع نظيره النيجيري على تعزيز التعاون لإنهاء النزاعات في إفريقيا
- السيسي يستقبل رئيس جزر القمر بأسوان
- السيسي: المرأة ساعدتني في تمرير أصعب برنامج إصلاح اقتصادي
- السيسي: لا بد من منح المرأة المصرية المكانة التي تستحقها
- السيسي: المرأة المصرية الأكثر مسؤولية والأقل فسادا في الحكومة (فيديو)
- السيسي: عظيمات مصر جزء من عظيمات أفريقيا والعالم
- فواتير يُسددها الرئيس !
- السيسي: المرأة المصرية تصدت بقوة في 2013 للحفاظ على الهوية (فيديو)
كان أبي رحمة الله عليه يقول احمد احسن واحد في مصر يعمل شاي مظبوط في صنعته.. مع الوقت ثبت لي أن ابي كان يجاملني إلى حد ما فأنا اصنع الشاي بفن..هذا صحيح ..لكنني لست الأفضل في صنعه..جاملني ابي في أشياء كثيرة .. وقال لي ذات يوم : ياريت الصنعة اللي في ايدك تؤهلك ذات يوم لما احبه وارجوه لك .. كان يقصد بالصنعة الكتابة .. كتابة الصحافة وكتابة السيناريو وكتابة الأدب .. كان جادا في امنيته لا يجامل فيها .. الرمق راح ..رمق الصحة والحيوية راح.. رمق الكتابة يلمع أحيانا ويخبو أحيانا لكنه لايزال يبدو مطيعا لدى استدعائه كل الطاعة .. لكن الأيام توسوس لي .. هل ستستمر الكتابة مطيعة لي دوما ..هل سيستمر رمق الكتابة مقيما في الروح؟ الأمر يبدو في حاجة للتفكير .. الرمق لايزال حاضرا .. لكنه في حاجة لمن يستدعيه استدعاء جادا .. مصر ذاتها التي كنا نظن في أواخر عصر مبارك أنها لم يعد فيها الرمق ثم تفاقمت الأمور في سنة مرسي السوداء وقلنا الرمق راح .. استطاع الرئيس السيسي أن يسترد لها حيويتها ويقيلها من عثرتها ويردها شابة قوية ... فهل أفشل انا في استرداد الرمق؟ الجواب .. ربما .. إذا لم يجد الكاتب في بعض الأحيان من يقول له اكتب .. اصنع شيئا. . شخبط عالورق. . اصرخ بالكلمة المكتوبة ..إذا لم يجد الكاتب من يستفزه للكتابة قد لا يكتب .. إلا إذا كان ممن يكتبون من باب الأداء اليومي الميكانيكي وهؤلاء كثر .. أما الذين يكتبون لتخرج الكلمات من بين الصلب والتراءب. .فهؤلاء مساكين ..تحتاج كتابتهم إلى ولادة قيصرية ...لكنني قررت ان اكتب .. حتى لو اضطررت أن أكتب عن الكتابة ذاتها .. أردت فقط أن أقول لهذه (الصنعة) اللعوب ..انا لسه فيا الرمق!