فايننشال تايمز: تراجع الدعم الشعبي لأردوغان بعد فشل عدوانه على سوريا
كتب وكالات - رامي خلفأكدت صحيفة " فايننشال تايمز " البريطانية، أن الدعم القوي الذي حظى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد التوغل العسكري في شمال سوريا ، بدأ يتلاشى نهائيًا.
وتابعت أن بالنسبة لاردوغان الذي كان تحت الضغط، ويتصارع مع الاقتصاد المضطرب والنكسات في الانتخابات المحلية الأخيرة، جلب الهجوم تحولا مرحب به في الخطاب العام حيث انغمست البلاد في موجة من الحماسة القومية.
وقال سيرين سيلفين كوركماز، مدير مركز إسطنبول بول، وهو مركز أبحاث: "خلال العملية - خاصة في الأسبوعين أو الثلاثة الأولى - كان الجميع يتحدثون عنها، اكتسب أردوغان المكان والزمان للمناورة".
وأوضحت أنه بعد اقتراب العملية العسكرية من نهايتها وعدم تحقيق النتيجة المرجوة، تضائل الدعم السياسي الذي اكتسبه أردوغان مرة أخرى.
وقال كان سلجوكي، مدير معهد مهندسي البترول، "عادة يتوقع المرء تداعيات أكبر بكثير مما حدث، السياسة في طريق مسدود الآن، يبدو أنه بغض النظر عن ما تقوله المعارضة وما تفعله الحكومة، فإنه لا يؤثر على أصواتهم".
وأكدت الصحيفة أن أحد العوامل الرئيسية وراء هزيمة حزب الرئيس في اسطنبول والمدن الكبرى الأخرى في الانتخابات التي جرت خلال شهر مارس كان قرار أحزاب المعارضة التركية المنقسمة للانضمام إلى تحالف واحد قوي.
وتابعت أنه على الرغم من عدم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر لها عام 2023، إلا أن الكثيرين في الأوساط السياسية التركية يعتقدون أنها ستجري في وقت قريب للغاية وقبل الموعد المحدد لها، ويبدو أن أردوغان الذي سيطر على السياسة التركية على مدار الـ 17 عامًا الماضية يستعد بقوة للانتخابات، ولكنه يتجاهل تحالف المعارضة والمنشقين عنه وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، وكلاهما خدم لسنوات في حكومات السيد أردوغان، يخطط كل منهما لإنشاء أحزاب قبل نهاية العام والتقاط الأصوات في نهاية المطاف من قاعدة الرئيس، وفقًا لأشخاص مطلعين على خططهم.
وأضافت ان زيادة التحالفات في المعارضة والنظرة الاقتصادية الباهتة، ستعرض أردوغان لتحديات صعبة في الأشهر المقبلة، خصوصًا وأن مع بداية فصل الشتاء سترتد أسعار الغاز والكهرباء وترتفع مرة أخرى، وبالتالي سينسى الشارع سريعًا العملية العسكرية في شمال سوريا لأنها حتى الآن لم تنهي أزمة اللاجئين.