الملك الصبي يبهر الغرب.. كيف احتفى العالم بجولة توت عنخ أمون؟

محطة جديدة وصل إليها الملك توت عنخ آمون في آخر جولاته الخارجية قبل أن يستقر للأبد في الصالة المخصصة له في المتحف الكبير، ورغم جولاته لأمريكا وفرنسا، إلا أن زيارته لبربطانيا لها طابع خاص، حيث يولي الشعب البريطاني اهتماما خاص لـ"توت" منذ اكتشاف العالم البريطاني هاورد كارتر القبر كاملًا عام 1922.

الجارديان

وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن جولة وداع توت عنخ آمون تأتي في الوقت المناسب لمصر، وأنه عندما تم عرض "توت عنخ آمون" قبل 47 عاما، في بريطانيا، كانت هناك طوابير طويلة، وانتظر الجمهور لساعات لإلقاء نظرة سريعة على الملك الصبي، مؤكدةً أن المعرض الحالي أفضل من سابقه لأنه يعرض تحف ومقتنيات مذهلة م يرها العالم من قبل.

وأضافت أن توت عنخ آمون لم يكن يتمتع بهذه الجاذبية التي هو عليها لآن خلال عصر الفراعنة، كما أنه حكم مصر وتزوج ومات قبل أن يصل إلى سن العشرين، ولكن بعد الاكتشاف المذهل لمقبرته أخذه حياته منعطف عالمي آخر.

وأوضحت أن معرض ساتشي للملك الصبي يعكس جهود مصر الأخيرة للترويج للسياحة المصرية، مشيرةً إلى أن أسعار التذاكر في لندن جيدة للغاية، وتصل لنحو 120 جنية استرليني للعائلة المكونة من أربعة أفراد في زيارات نهاية الإسبوع، دون أن تشمل الإرشادات الصوتية وتجربة "VR".

وأكدت أنه من الصعب مقاومة إغراء هذه الكنوز الثمينة، واقتصار عرضها في مصر فقط، ولكن "توت عنخ أمون" قد يكون متعب قليلًا وعليه الاسترخاء في وطنه لفترة طويلة.

فايننشال تايمز

وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن معرض توت عنخ أمون يتضمن تحف وكنوز للمرة الأولى التي يتم إخراجها من مصر، أبرزها القفازات الملكية المصنوعة من الكتان، والأبواق الفضة، والسرير الذهبي، و60 قطعة أخرى.

وتابعت أن الملك الصبي، الذي حكم لأكثر من 10 سنوات قبل أكثر من 3000 عام، أصبح أشهر الفراعنة المصريين، وأن التحف الـ150 التي يتم عرضها لمدة 6 أشهر في معرض "ساتشي" تعد أكبر مجموعة من منتجات المقابر التي تسافر خارج مصر لأول مرة، وأن معرض "توت" أصبح الأكثر زيارة في تاريخ فرنسا حيث زاره 1.42 مليون شخصًا.

وقالت: "المعرض يعد فرصة أخيرة لرؤية كنوز توت خارج مصر، حيث سيتم عرض القطع الأثرية بشكل دائم في المتحف المصري الكبير الجديد، والمقرر افتتاحه في أواخر عام 2020".

وقال وزير الآثار في تصريحات خاصة للصحيفة: "هذا المعرض قد لا يتم تنظيمه مرة أخرى، فهذه الرحلة الأخيرة للملك الصبي على الأقل في المستقبل القريب، فلا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، وإذا باع معرض لندن مليون تذكرة، سيكون دخل مصر حوالي 8 مليون دولار، والحكومة المصرية تبذل جهودًا لمنع اللصوص من الوصول للمواقع الأثرية".

وأوضحت الصحيفة أنه ربما تواجه لندن أزمة تتمثل في ارتفاع أسعار التذاكر في أوقات الذروة لتصل 37.5 جنيه استرليني، ما قد يمنع حضور الكثير من العائلات، فيما طالب الكثيرون بتقديم تذاكر مجانية، أو عروض لعاشقي التاريخ المصري غير القادرين على دفع أسعار التذاكر.

ETN Travel

أكد موقع "إي تي إن ترافيل" البريطاني، أن المعرض باع نحو 285 ألف تذكرة قبل الافتتاح الرسمي، الجمعة الماضية، والذي أقيم بحضور نحو 1000 شخصية عامة وكذلك مشاهير المملكة، وعدد من السفراء وعلماء المصريات وممثلي وكالات السفر.

ذا ناشونال

وقالت مجلة "ذا ناشونال" الإماراتية، في نسختها الإنجليزية، إن معرض الملك الصبي جذب الملايين حول العالم، وينتظره آخرون بلهفة، متابعة: "في السبعينيات جذب معرض توت في متحف داخل لوس أنجلوس، أكثر من مليون زائر، وحتى يومنا هذا المعرض الأكثر حضورًا في المتحف، والجاذبية لم تقل على مر العقود، فعندما توقف معرض الملك في باريس في وقت سابق من العام الجاري استقطب ما يقرب من 1.4 مليون زائر ليصبح المعرض الأكثر شعبية في تاريخها".

وأضافت أن العالم يلقي النظرة الأخيرة على معرض الملك الصبي الأكثر شعبية في العالم قبل أن يعود للوطن مرة أخرى ويستقر في المتحف الكبير.

وأشارت إلى أن المعرض في لندن سيستمر حتى يوم 3 مايو المقبل، بعرض أكثر من 150 قطعة أثرية أصلية أي أكثر من 3 أضعاف القطع التي كانت تعرض في المتاحف السابقة للملك، ومنها 60 قطعة تعرض للجماهير للمرة الأولى.