مقتل أبو بكر البغدادي .. انتهاء مطاردة استمرت 5 سنوات لـ”رأس الأفعى”
وكالات - رامي خلفأعلن اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميا عن مقتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في عملية للقوات الخاصة الأمريكية، وبذلك تنتهي أخيرا قصة مطاردة طويلة استمرت لسنوات، حيث كان على رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم.
ومنذ تأسيس تنظيم "داعش" في عام 2014، لم يظهر زعيمه أبو بكر البغدادي، سوى مرتين فقط، الأولى في مقطع فيديو مسجل عند إعلان تأسيس "خلافته"، والثانية في فيديو آخر بعد نحو شهر من دحر التنظيم في شهر أبريل الماضي.
من هو البغدادي؟
وولد البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري، في العام 1971 لعائلة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد، وهو متزوج من امرأتين، أنجب أربعة أطفال من الأولى وطفلاً من الثانية، ووصفته إحدى زوجتيه بأنه "رب عائلة طبيعي".
وكان البغدادي مولعاً بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محامياً، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق. أبدى أيضاً طموحاً للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد، قبل أن يصبح إماماً في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وكان دخوله إلى سجن بوكا الواقع على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود العراقية الكويتية، نقطة حاسمة في حياته، فقد اعتقل البغدادي الذي كان شكل لدى اجتياح العراق في العام 2003 مجموعة جهادية ذات تأثير محدود، في فبراير 2004، وأودع سجن بوكا الذي كان يؤوي أكثر من 20 ألف معتقل.
وكان السجن يضم معتقلين من قادة حزب البعث في عهد صدام حسين وجهاديين سنة، وتحول في ما بعد الى "جامعة الجهاد". وقد أدرك الجيش العراقي بعد عشر سنوات أنه يواجه قادته السابقين من حقبة النظام السابق والذين انتقلوا الى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
الأمير الجديد
لمع نجم البغدادي سريعاً في صفوف التنظيم بفضل مؤهلاته في دراسة العلوم الإسلامية الشرعية، وقدرته على تجسير الهوة بين المقاتلين الأجانب الذين أسسوا التنظيم والمقاتلين العراقيين الذين انضموا للتنظيم لاحقا. وتسلق بسرعة المناصب في قيادات التنظيم.
وعين البغدادي رئيسا للهيئة الشريعة في التنظيم، واختير عضوا في مجلس الشورى للتنظيم. وضم المجلس 11 عضوا لتقديم المشورة لزعيم التنظيم وقتذاك أبو عمر البغدادي. ثم اختير عضوا في لجنة التنسيق في تنظيم القاعدة في العراق، والتي كانت تشرف على الاتصال بقادة التنظيم في العراق.
وفي عام 2010، اختار مجلس الشورى أبو بكر البغدادي أميراً جديداً للتنظيم بعد مقتل أبو عمر البغدادي مؤسس التنظيم وأميره.
موضوعات ذات صلة
- رفيق البغدادي.. من هو أبو الحسن المهاجر الذي قُتل اليوم؟
- مستر إكس.. كم مرة عاد أبو بكر البغدادي من الموت؟
- الباز يكشف: لماذا احتاج ترامب عملية قتل البغدادي ؟
- بـ ”7 أرواح” .. الباز: قتل ”أبو بكر البغدادي” فيه راحة للعالم
- الديهي: البغدادي خروف سمنته أجهزة مخابراتية لذبحه في الوقت المناسب
- وزير الانتحاريين .. تعرف على خليفة البغدادي في قيادة داعش
- ”بطل وموهوب”.. ترامب يشيد بالكلب المشارك في عملية قتل البغدادي
- مصادر أمنية: أردوغان كان يحمي البغدادي ويعلم مكانه
- ترامب: البغدادي كان يبكي أثناء فراره.. وفجر نفسه برفقة أطفاله
- المخابرات العراقية: نحن من أبلغنا واشنطن بمكان اختباء البغدادي
- ترامب: العالم بات أكثر أمانًا بعد مقتل البغدادي
- دونالد ترامب: قضينا على داعش بنسبة 100%
وتمكن البغدادي من إعادة بناء التنظيم الذي أنهك كثيرا بفعل ضربات قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
استهداف البغدادي أكثر من مرة
بعدما كان يتحكم في وقت ما بمصير سبعة ملايين شخص على امتداد أراض شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لم يبق من التنظيم سوى مقاتلين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده. وسرت شائعات كثيرة لم يتم تأكيدها عن مقتل "الخليفة" البالغ من العمر 48 عاماً، والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه.
ونجا "خليفة داعش" من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل، بحسب تقارير استخبارية، ومراقبين يؤكدون أيضاً إصابته بمرض السكري.
وأعلنت الاستخبارات العراقية في يوليو الماضي، مقتل نجل البغدادي حذيفة البدري في سوريا بثلاثة صواريخ موجهة روسية أصابت المغارة التي كان بداخلها، وقد أكدت وكالة أعماق التابعة للتنظيم وقتها مقتله.
مستر إكس لا يموت
بعد إطلاق سراحه في ديسمبر 2004 لعدم وجود أدلة كافية ضده، بايع البغدادي أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يقود مجموعة من المقاتلين السنة تابعة لتنظيم القاعدة.
وفي أكتوبر 2005، أعلنت الولايات المتحدة أن قواتها قتلت "أبو دعاء"، وهو اسم حركي كان يعتقد أن البغدادي يستخدمه.
لكن تبين أن هذا الأمر لم يكن صحيحاً، بما أن البغدادي تسلم مسؤولية "دولة العراق الإسلامية" في مايو 2010، بعد مقتل زعيمها أبو عمر البغدادي ومساعده أبو أيوب المصري في غارة جوية عند الحدود السورية العراقية.
وتمكن البغدادي بعد ذلك من تعزيز موقع الجهاديين في العراق. وتحت قيادته، أعادت هذه المجموعة تنظيم صفوفها، وتحولت في العام 2013 إلى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، بعدما استغل الجهاديون النزاع في سوريا المجاورة، قبل أن يشنوا هجومهم الواسع في العراق في السنة التالية.