”حكومة الوحدة” أو العفو.. نتنياهو مستعد لكل شيء إلا السجن
وكالات
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، إن "الحكومة الوحيدة" التي يمكن تشكيلها في إسرائيل في ظل الظروف الراهنة، هي حكومة وحدة وطنية.
وتبدو هذه آخر المناورات التي يقوم بها نتنياهو في الأيام الأخيرة، في محاولة للبقاء في السلطة بأي ثمن، حتى يبعد شبح السجن الذي يلاحقه بسبب شبهات الفساد التي تحيطه.
وأضاف نتنياهو في تصريحات صحفية: "سأقولها بصراحة.. في البداية أردنا أن نشكل حكومة يمين تعتمد على شركائنا الطبيعيين ولكن للأسف لم نحصل على عدد المقاعد الكافية للقيام بذلك".
وتابع: "مقتنع أن الطريق الوحيد لتشكيلها هي الجلوس سويا والحديث بعقل متفتح ورغبة، عندها يمكننا تشكيل حكومة واسعة وجيدة لإسرائيل".
وكان تحالف أزرق أبيض الوسطي بزعامة رئيس الأركان السابق بيني غانتس، حصل في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي على 33 مقعدا، مقابل 31 مقعدا لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
وبالتالي، لم يستطع الحزبان الكبيران تشكيل الحكومة الإسرائيلية بمفردهما، إذ يتطلب الأمر موافقة 61 عضوا على الأقل.
كان الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريفلين، أنهى الأحد، جلسات المشاورات مع الأحزاب الإسرائيلية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، ودعا نتنياهو وغانتس إلى لقاء في ديوانه مساء الاثنين، في محاولة على ما يبدو أنه لتشكيل حكومة الوحدة.
يسابق نتنياهو الزمن من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة، وقدم في سبيل ذلك تنازلات خوفا من الاتهام والمحاكمة اللتين تلوحان في الأفق، وربما تقودانه إلى السجن، خاصة أن شهر أكتوبر المقبل سيشهد على الأرجح تقديم لائحة اتهام ضده في قضايا فساد.
قال نتنياهو في تصريحات صحفية إنه مستعد ضمنيا للتناوب على رئاسة الحكومة مع غانتس، رغم أنه كان يرفض ذلك رفضا قاطعا أثناء الحملة الانتخابية، لكن غانتس يقول إنه مع تأليف حكومة وحدة وطنية مع الليكود، بشرط استبعاد نتنياهو.
وتحدثت تقارير عن أن نتنياهو يبحث الحصول على عفو من الرئيس الإسرائيل، بشأن قضايا الفساد الذي تحاصره، مقابل اعتزال الحياة السياسية.
كان ممثلو القائمة العربية المشتركة أوصوا، الأحد، بتكليف بيني غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، من أجل طي صفحة نتنياهو، غير أن ممثلي حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو أحد المركبات الأربعة للقائمة المشتركة تغيبوا عن الاجتماع مع الرئيس الإسرائيلي.
قال رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، إن قائمته "تصنع التاريخ اليوم"، بعد أن امتنعت لسنوات سنوات عن التوصية بمرشح لرئاسة الوزراء، وأضاف: "نريد إنهاء عصر بنيامين نتنياهو".
وحصلت القائمة المشتركة التي تضم 4 أحزاب عربية بعد الانتخابات على 13 مقعدا من أصل 120 في البرلمان، مما جعلها ثالث أكبر قوة فيه.
وحتى مع دعم هذه الأحزاب، فإن غانتس لن يحظى بالأغلبية اللازمة في الكنيست (البرلمان) وهي 61 مقعدا، بما يتيح له تشكيل الحكومة المقبلة.
وتتجه الأنظار إلى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، الذي بات في وسعه ترجيح كفة الرجلين، خاصة مع حصول على 8- 10 مقاعد في البرلمان، لكنه صرح أنه لم يدعم الاثنين.
ويفتح هذا الأمر المجال ربما أمام انتخابات ثالثة في إسرائيل، التي ذهبت إلى صناديق الاقتراع في أبريل الماضي وفي سبتمبر الجاري، لكنها لم تكن حاسمة.