كلمني طمني.. قصة أغنية محمد فوزي التي أداها بدون موسيقى

كلمني، طمني، وارحمني يوم ياحبيبي

طال بُعدك، طال هجرك، فين عهدك، فين ياحبيبي

ده القلب اللي إنت كاويه نار ياحبيبي

 

تحفة حقيقية من نوعها، غناها محمد فوزي عام 1956 في فيلم «معجزة السماء» وغناها بدون فرقة موسيقية مكتفيًا بصوت الكورال من خلفه، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يغني فيها مطرب بدون فرقة موسيقى "أكابيلا" في مصر.

 

وكان انتشر تفسير لهذا اللحن العبقري المقصود في ذاته، ويقال إن فوزي قدم اللحن بهذا الشكل عقابا للفرقة الموسيقية التي تأخرت عن البروفة، فاستبدلها الموسيقار الراحل بالصوت البشري.

 

هذا كلام غير صحيح وخطأ كبير في حق موسيقار عبقري كمحمد فوزي لا يليق بمكانة وعبقرية فوزي الذي شهد له التاريخ بذلك أنها أحد إنجازاته الفنية وريادة حققها فى مجال تقديم فن أغنية «الأكابيلا» لأول وآخر مرة فى بلادنا.

 

لقد كان محمد فوزى نجما كبيرا ولا يجرؤ أى عازف على التأخر عن موعد تسجيل له، والأغنية المذكورة غناها فوزى فب فيلم «معجزة السماء» الذى تم إنتاجه عام 1956 بعد عشرات السنين من انتهاء مرحلة الإذاعة على الهواء في مصر وبدون تسجيل.

 

محمد فوزي أراد كعادته أن يكون له السبق الأول في تقديم لحن غنائي بلا موسيقيين، وبالفعل نجح وعاش اللحن منفرداً ولم يجرؤ موسيقار أن يحاول أن يفعل مثلما فعل فوزي، وأصبحت هذه الأغنية هي أشهر وأهم من الفيلم نفسه.

 

وأغنية «طمني كلمني» تنتمى إلى لون «أكابيلا» وهو فن استعراض سمعي لا بصري، وهو لون يستغنى عن المصاحبة الموسيقية بالآلات ويستعين بدلا منها بالصوت البشري من كل الطبقات من السوبرانو إلى الباص، وهو لون يشكل تحديا لألوان الغناء المألوف، ويحتاج إلى دراسة متعمقة لعلم الأصوات البشرية؛ طبيعتها ومساحاتها، وعلم التأليف الموسيقى «هارموني» و«كونتر بوينت».

 

وظهرت أغانى «أكابيلا» فى القرن السادس عشر كشكل من أشكال الموسيقى الدينية.

 

وقد عكف فوزي لدراسة هذا الشكل الفني دراسة علمية صحيحة حتي يتمكن منها، وأصبحت هذه الأغنية علامة مميزة في تاريخ الغناء العربي.