ناهد شريف.. الجريئة التي ظلمها كمال الشناوي وندمت على دخول الفن
عزة عبد الحميدتعد من أكبر رموز الإغراء في تاريخ السينما المصرية، اشتهرت بجمالها ورقتها وتقديمها أجرأ المشاهد في أفلامها، هي ناهد شريف التي بدأت حياتها الفنية من خلال صديقة العائلة الفنانة زبيدة ثروت، التي أرادت أن تخرجها مما أصابها من اكتئاب بعد وفاة والديها، وقدمتها للمصور وحيد فريد الذي عرفها على الفنان عبد السلام النابلسي، لتقدم أولى أدوارها بفيلم "حبيب حياتي" عام 1958.
تميزت "شريف" بالخجل والانطوائية وهذا ما ظهر جليًا على اختيارتها في أدوارها ببداية مشوارها الفني، في أفلام مثل "أنا وبناتي" وغيرها، إلى أن التقت المخرج حسين حلمي المهندس والذي رأى فيها فنانة يمكن أن تتشكل بصورة مختلفة عما هي عليه، ولم تتوقف علاقتهم كونه مكتشفها بل وصلت إلى أن تزوجها وهو يكبرها بـ30 عاما، بعد أن وجدت فيه الأب الذي حُرمت منه وهي بعمر الـ14 عاما، وقد تم طلاقهما بعدما زاد سفرها إلى لبنان وهذا ما لا يطيقه هو.
كانت أولى مشاكل ناهد شريف مع الرقابة من خلال فيلم "شهر عسل بدون زواج"، والذي شاركها في بطولته حسن يوسف، حيث ظهرت على الأفيش شبه عارية، مما جعل أحد أعضاء مجلس الشعب عام 1968 يقدم استجوابًا ليتنهي الأمر بتغطية أجزاء من جسدها على الأفيش.
مع جرأة ما كانت تقدمه من مشاهد بأفلامها واجه 12 عمل سينمائي المنع من العرض من قبل الرقابة على المصنفات الفنية بسبب محتوى المشاهد المقدمة لها بداخله حتى يتم التعديل بها للموافقة على عرضها ومن هذه الأفلام "لغة الحب" و" البحث عن المتاعب" و"نساء الليل" و"أشرف خاطئة".
ولكن مع تقديم ناهد لأكثر من 100 عمل فني حصلت من خلالهم على لقب "ممثلة الإغراء الأولى"، إلا أنها ندمت على تمثيلها بفيلم واحد فقط وهو "الذئاب لا تأكل اللحم"، والذي شاركها به عزت العلاليلي ومحمد سرحان ومحمد المنصور وقد كان إنتاج لبناني عام 1973، وهو ما تردد حوله أنه أول فيلم بورنو عربي، حيث ظهرت به عارية تمامًا أمام الكاميرا، وكان هذا حدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية، ولقيب بعد مشاركتها في هذا الفيلم أنها "فتاة ليل"، وكانت قد اضطرت للمشاركة في هذا الفيلم لسوء أحوال السينما المصرية في ذلك الوقت بالإضافة إلى رغبتها في علاج شقيتقها التي أهلكها المرض.
خلقت "شريف" دويتو جمعها بالفنان كمال الشناوي على شاشات السينما وحقق نجاح كبير وانتقل هذا الدويتو إلى المنزل بعد أن طلبته للزواج، ووافق بشرط أن يكون هذا الزواج سري بسبب أنه متزوج، وانتهى هذا الزواج بعد 6 سنوات بعد أن خيرته من إعلان زواجهما أو الطلاق.
"عشت لأسعد الناس، ولكن كنت أتألم في كل لحظة، وحياتي ليست إلا حزن وهم كبيرين، ولو كان بيدي الاختيار لما اختارت طريق الفن" هذا ما قلته ناهد شريف في أواخر حياتها بعد أن أصابها مرض سرطان الغدد وسارفت للعلاج في لندن ووقف بجانبها في تلك الفنرة طليقها كمال الشناوي، إلى أن عرض عليها راقص لبناني الزواج، فوافقت وانجبت منه ابنتها الوحيدة، وعلمت بعدها أنه تاجر بمرضها وحصل على أموال من ملوك وأمراء عرب ولم ينفقها عليها.
كان آخر من رأها قبل وفاتها هو كمال الشناوي ونادية لطفي والتي أوصتهم بأن تكون جنازتها مقتصرة على المقربين فقط وهو ما حدث.