قطوف وشوف| هكذا نحن أبناء العرب
الشاعر محمد ثابتإذا بدأ الكاتب في مستهل حديثه بكلمة قال شكسبير أو قال أرسطو قال النقاد عنه إنه كاتب كبير وعلامة ودائرة معارف متنقلة وإن بدأ كلامه عن شاعر عربي يقولون عنه إنه كاتب مفلس ومحدود الفكر والثقافة وهذا ليس بجديد فقديما إذا وجد شاب عربي له ميول أدبية يتهمونه بالجنون ويقول الناس عنه أصابته آفة الأدب وكأن الأدب مرض أو فيرس مدمر
فكما حدث للشاعر سلمٌ الخاسر
حين ورث ألف دينار عن والده فأنفقها على الأدب فسموه سلمٌ الخاسر ولما بلغت شهرته الأمير وكتب له قصيدة مدح رائعة قال له أنت شاعر جميل فلماذا سموك بالخاسر فقص عليه قصته مع قومه فقال له الأمير خذ الألف دينار التي ورثتها عن أبيك وخذ ألفاً أخرى جائزة لك وقل لقومك أنك سلم الرابح ولست الخاسر
فرجع إلى قومه وقال لهم هذه الألف دينار التي ورثتها عن أبي وهذه ألف دينار أخرى جائزة لي على شعري الحسن ... وربحت الأدب فأنا من الآن سلمٌ الرابح ولستُ الخاسر
وفي كل العصور يوجد من يدعي أنه أديب أو شاعر ويزاحم الشعراء ويتطفل على الناس والأديب الحقيقي يعاني معاناة شديدة لعدم وجود من يعطيه حقه وهذا ما يجعله يسخر من الناس عديمي الثقافة من الجهلة والمتحزلقين
وهذا ما حدث بالضبط لبشار بن برد
فكان في جوار بشار بن برد رجل يدعي الشعر ولا يجيده
فقال له قومه كما قيل لنبي الله شعيب من قبل ( ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ)
ولكن مع الفارق نبي الله شعيب كان على حق وهذا الرجل على الباطل فلما استيأسوا منه ذهبوا به إلى بشار بن برد وقالوا له لو أنصفك بشار سوف نصغي إليك وإلا فلن نستمع إليك أبدا
وافق الرجل ولما استمع إليه بشار بن برد قال للرجل أنت من أهل بيت النبوة فقال الرجل لمَ
قال له بشار ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ).
الشاعر محمد ثابت