سوريا والعراق والآن ليبيا.. الإخوان كلمة السر في التدخلات التركية
كتب محمود رأفتسوريا ثم العراق فالآن ليبيا.. ومازالت تركيا تتدخل فيما لا يعنيها، لتشعل الأزمات والحروب وتأجج الصراعات الدائرة، فالهدف أولا وأخيرا دعم الإرهاب والتوتر وإشعال نيران الحروب في الوطن العربي.
ممكن أن تبرر تركيا دوافع تدخلاتها في سوريا والعراق فهما يتماسان معها في الحدود، رغم أن تدخلاتها تهدف فقط لإشعال النيران أكثر وأكثر حتى تستطيع ان تأكل من الكعكة أكبر قطعة ممكنة، أما ما لا يمكن فهمه الحرص على التدخل والدفع لإشعال الحرب في ليبيا التي تبعد عنها آلاف الأميال.. إلا إن كان الهدف هو مصر وأمنها.
ورغم أن التدخلات التركية في ليبيا كانت من خلال الطائرات المسيرة والتصريحات والتهديدات لرجب طيب أردوغان، إلى أن الجيش الليبي فجر مفاجأة مدوية، حيث أعلن توصله إلى مسؤولي إدارة العمليات العسكرية لميليشيا طرابلس، وحددهم بالأسماء والمناصب والمهام، وذكر أنهم يشاركون في توجيه الطائرات التركية المسيّرة دون طيار، والتي لعبت دورًا محوريًا في السيطرة على منطقة غريان الاستراتيجية ومعسكر أبو رشادة.
ذكرت وسائل إعلام ليبية أن القادة الأتراك كانوا يديرون من داخل العاصمة طرابلس غرفتي عمليات غير معروف مكانهما تحديدا، وتشير معلومات غير مؤكدة إلى أن الفريق العسكري التركي اتخذ من قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس مقرا لإدارة العمليات العسكرية.
وبحسب وكالة الأنباء الليبية فقد ضمت القائمة التي تدير العمليات العسكرية لميليشيا طرابلس الفريق ثاني جوكسال كاهيا، نائب وكيل وزارة الدفاع التركية والذي تمت ترقيته بعد أحداث انقلاب منتصف يونيو 2016، من لواء إلى فريق ثاني، بالإضافة إلى السكرتير العام للقوات المسلحة التركية، عرفان أوزسارت، الذي كان شاهدا مهما في تحقيقات إدانة حركة الخدمة، عقب أحداث الانقلاب.
الجنرال لفانت أرجون، أيضا ضمن القادة الأتراك في ليبيا، وكان قد تم الحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما في "انقلاب المطرقة" عام 2003، ثم تمت تبرئته. ويعتبر من أهم المشاركين في سحق عناصر حزب العمال الكردستاني في بلدة "نصيبيين" في ولاية ماردين.
شملت القائمة، وفقا لوكالة الأنباء الليبية، اللواء جورسال تشايبينار، أحد المتهمين في قضية "انقلاب المطرقة" أيضا وأفرج عنه. واللواء سلجوق يافوز، أحد أهم قادة عملية "غصن الزيتون" في عفرين السورية.
الأسماء الأخرى المشاركة، هم ألكاي ألتينداغ، وبولنت كوتسال، وجينان أوتقو، وعز الدين ياشيليورت، وقنال إمره، وأمير مرادلي، ومحمد حسام الدين يوجاسوي، وساهان أيدن، وعمر أقتشيبلبينار، وأرتشين تيمون، وبكير آيدن، ورجب يلدريم، وسليمان أنجا.
كانت قيادة الجيش الليبي، قد أصدرت، الجمعة، قرارا بالقبض على أي تركي في ليبيا، وقصف أية سفينة تركية في المياه الإقليمية، مع تطبيق حظر على رحلات الطيران المتجهة إلى تركيا.
ابحث عن الجماعة الإرهابية لتعرف السبب.. عند الحديث عن التدخل التركي ستكتشف أن الهدف الأول لهذا التدخل هو تمكين جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في ليبيا، وهو ما حاولت، ومازالت، تركيا تنفيذه في مصر حتى يومنا هذا.
يقول المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن الجيش يخوض "معركة حقيقية مع تركيا على الأرض"، مؤكدًا أنها "تقاتل منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن"، وعلى مدار الأشهر الماضية، انكشفت التدخلات التركية في ليبيا شيئا فشيئا، إذ تم ضبط شحنات أسلحة تركية محملة على متن سفن، كان آخرها السفينة التي تحمل اسم "أمازون"، والتي خرجت من ميناء سامسون في التاسع من مايو الماضي، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، قبل أن تصل إلى ميناء طرابلس.
جاءت هذه الشحنة من السلاح، بعد أيام من موقف مثير للجدل أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية، ليعلن الرجل صراحة دعم بلاده لحكومة فايز السراج، وتدخله لصالح الأخير.
وللحديث عن الدوافع وراء التدخلات التركية في ليبيا، اعتبر الناطق باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق، أن "مشروع الإخوان هو المحرك الحقيقي لأردوغان"، وأضاف في تصريحات صحفية سابقة: "الهدف من تدخل تركيا في الشأن السوري، هو نفسه الذي يحركها للتدخل في ليبيا، وهو دعم مشروع الإخوان والميليشيات المسلحة".