استاد القاهرة.. ناصر سابقاً.. بدأ بتفجير السجن الحربي.. وأنهاه جمال عبد الناصر (صور)
كتب محمد الصياد
على بعد 20 كيلو مترا من وسط العاصمة في صحراء العباسية، قررت الحكومة المصرية البدء في عمليات إنشاء استاد ناصر الدولي، استاد القاهرة حالياً، الذي يشهد غداً انطلاق أولى مباريات كأس الأمم الأفريقية.
كان إحدى المنشآت التي ظهرت بعدها مدينة ناصر التي امتدت وتوسعت خلال العقود التالية لتشكل الضاحية الضخمة التي نعرفها الآن، لكن قبل كل هذا العمران كانت تلك الصحراء مسرحا لفصول مهمة جرت منذ أن أنشأ الاحتلال الإنجليزي السجن الحربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية على الأرض التي سيشيد في محيطها استاد القاهرة.
وكتب بطيشة في مقاله على لسان جمال بدوي: " نسب حادث المنشية الذي جرت فيه محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلى أحد أعضاء جماعة الإخوان، قامت أجهزة الأمن بحملة شاملة اعتقلت فيها آلاف الإخوان وزجت بهم في السجون والمعتقلات، وكنت أنا من بين المعتقلين وقضيت عامين في السجن الحربي، وكان يقع في صحراء العباسية مكان استاد القاهرة الآن، وآه لو يدري لاعبو كرة القدم الذين يلعبون الآن المباريات على أرض الاستاد الخضراء، أن تحت هذه الأرضية مئات الهياكل العظمية والجماجم والضلوع المفتتة لمصريين ماتوا من التعذيب".
موضوعات ذات صلة
- تأجيل تظلم 8 أشخاص في قضية التمويل الأجنبي لـ14 سبتمبر
- إسرائيل تعلن كشف خلية تجسس إيرانية يرأسها أردني
- إسقاط إيران لطائرة أمريكية يتسبب في ارتفاع أسعار النفط
- وزيرة التخطيط: مشروع تسريع التنمية المحلية ينفذ في 4 محافظات
- نهاية الأسبوع في البورصة: ارتفاع أسهم 31 شركة وهبوط 88
- تخريج دفعات جديدة من أكاديمية ناصر العسكرية العليا
- بالصور .. استاد القاهرة يستعد لحفل افتتاح الأمم الإفريقية
- مرشح يطالب بتنفيذ حكم وقف إعلان نتيجة انتخابات الغرفة التجارية بالقليوبية
- التعمير والإسكان يستقبل كأس الأمم الإفريقية كأحد الرعاة
- بوتين: أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران سيكون كارثة
- مدرب تونسي: مستوى أمم إفريقيا 2019 سيتحسن كثيرًا
- ماركوس ليورنتي ينتقل إلى أتلتيكو مدريد
أراد الرئيس الأسبق حسني مبارك تشييد مجمع الصالات في 9 أشهر بعد أن تعرض لموقف محرج خلال مؤتمر الوحدة الأفريقية ومحاولة الوفد الجزائري التلويح باستضافة دورة الألعاب الأفريقية 1991 بدلا من مصر المتعثرة في استكمال إنشاءات الدورة، وهو ما أثار حفيظة رئيس الجمهورية وقرر أن تنجز الصالة في 9 أشهر وقبل افتتاح الدورة بأي طريقة.
ولم يجد المسئولين أمامهم إلا مقر السجن الحربي جوار ملعب استاد القاهرة ليكون موقعا لمجمع الصالات ورغم رفض المشير عبد الحليم أبو غزالة هدم السجن باعتباره من التراث فإن الأوامر صدرت بضرورة إنشاء المجمع وبالفعل بدأت عملية الهدم التي تم الاستعانة فيها بمعدات الجيش والمتفجرات نظرا لطريقة البناء المعقدة والحصينة للسجن، فكما ذكر معروف في مقاله فإن عرض الجدران وصل إلى متر ونصف من الخرسانة وهو ما استدعى استخدام بعض المتفجرات لنسفها.
وقبل أن تقفز إلى ذهن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فكرة إنشاء إستاد أوليمبي ضخم في القاهرة ضمن مساعيه لإمكانية استضافة العاصمة لأحداث رياضية ضخمة في حجم الألعاب الأوليمبية، كان محمد طاهر باشا صاحب فكرة دورة ألعاب دول البحر المتوسط ورئيس الهيئة الأهلية للرياضة البدنية فيما بعد، قد طرح فكرة إنشاء ملعب أوليمبي بمضمار لألعاب القوى في القاهرة ليناسب مكانة مصر في محيطها الإقليمي.
وبدأ محمد طاهر باشا في السعي وراء الفكرة نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، وتلقى دعما من بعض المسئولين للفكرة وبناء الملعب على أرض جوار مدينة الأوقاف الجديدة والتي تقع الآن بجوار نادي الزمالك وشارع جامعة الدول العربية لكن التكلفة الضخمة لثمن الأرض أوقفت المشروع وفق ما كشفه الكاتب محمد الشماع في موضوعه عن تاريخ إستاد القاهرة في موقع «عرب لايت» من وقائع مقال لمحمد طاهر باشا في مجلة المصور عام 1948 بعنوان القاهرة العاصمة الحديثة الوحيدة التي ليس بها إستاد.
سامي شرف أحد الضباط الأحرار البارزين والسكرتير الشخصي للمعلومات للرئيس جمال عبد الناصر كشف في أحد فصول كتابه «سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر»، أن الرئيس كان محبا للرياضة ومدركا لدورها الاجتماعي والسياسي الهام خاصة بعد أن بلغه إنسحاب العراق ولبنان من دورة الألعاب الأوليمبية بسيدني عام 1956 احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر وأن الرياضيين المشاركين في الدورة رفعوا شعارات السلام واحتج كثير منهم على العدوان على الأراضي المصرية.