عمر الشريف وشكري سرحان.. وقصة معركة حول قُبلة فاتن حمامة
كتب محمد شوقيعاتب الفنان شكري سرحان على الفنانه فاتن حمامه، لأنها قبلت الفنان عمر الشريف، وخرجت عن تقاليدها لأول مرة في فيلم «صراع في الوادى»، بينما دافع عمر الشريف، وأكدت فاتن حمامة، أنها لم تخرج عن التقاليد التى وضعتها لنفسها.
أوردت مجلة «أهل الفن»، بالعدد «3»، 1954، والذى كان مديرها العام الرئيس الأسبق أنور السادات، ورئيس تحريرها حسن إمام عمر، و الصادره عن«دار التحرير للطبع والنشر» رد كل طرف من الأطراف وتبريراته بخصوص القُبله، وهي كالتالي كما اوردتها المجلة:اعتبر الفنان شكرى سرحان، أن السيدة فاتن حمامة، اعتادت كلما ظهرت فى موقف من المواقف الغراميه على الشاشة، أن تفرض قيودًا بينها وبين الممثل الذى يؤدي أمامها هذا النوع من الأدوار، ما يؤدى لمنع الممثل من الانطلاق فى أداء دوره على الوجه الأكمل، وبالأخص فى المواقف العاطفية التى تحتاج إلى تمثيل مشهد (قُبلة)، مشيرًا، إلى أن السيدة فاتن حمامة، تمانع بشدة في أداء هذا النوع من المواقف، وتضع قيودًا على حركة الممثل الذى يقف أمامها ، حتى يبدو الممثل عاجزاً عن أداء دورة.
وأضاف «سرحان»، فى تبرير موقفه، «كنا نلتمس لها العذر فى ذلك، ونقول أن لها مبدأ يجب أن نحترمه، حتى خرجت علينا أخيراً بقبلتها التاريخية الأولى في فيلم (صراع في الوادي)، فى الوقت الذى مثلت فيه أمامها دورًا عاطفيًا فى فيلم من انتاجها (موعد مع الحياة)، وكانت فيه مواقف كثيرة تتطلب إظهار مشاهد القُبل، ولكنها كانت تمانع بشدة مع أن مواقف هذا الفيلم كانت أقل حده من مواقف الفيلم الآخر، حيث يظهر البطل فيه وهو يتهالك فى حب البطلة، على عكس دورها في فيلم (صراع في الوادي)، الذي تظهر فيه في دور الفتاه المتهالكه علي حب البطل، وتقوم هى بتقبيله فى شراهة، وليس هو الذي يقوم بتقبيلها».وتابع، «وقد حدث كذلك عندما مَثلت أمامها دور الزوج فى فيلم(أنا بنت ناس)، وكانت هناك مواقف كثيرة تتطلب وجود قُبل متبادلة بين الزوج وزوجته، وبالأخص عندما كانا عريسين جديدين فى الأسبوع الأول من شهر العسل، ولكنا بالرغم من ذلك كله كانت تمانع بشده».
ووجه«سرحان» رسالة عتاب للفنانه فاتن حمامه بسبب «القيود التي كانت تضعها على الممثل الذى كان يقف أمامها فى مثل هذة المواقف، فيما أعتبر أنها تعلم طوال فترة اشتغالها بالسينما، أن القبله التمثيليه ليس لها أي طعم او رائحة لأنها تُؤَدي في جو مكهرب بالعمل» .
وجود قُبلة لشاب جريحًا يتعذب من الألم، وفى أشد الحاجه إلى العطف والحنان، ومن هنا كانت الُقبلة واجبه في هذا الموقف للتعبير عن هذه العاطفة الإنسانية نحو إنسان مصاب ويتعذب من الألم».
فيما أبدت الفنانه فاتن حمامه، غايه الدهشة، لأن هذا الكلام موجه من الأستاذ شكرى سرحان.. ولكنى ألتمس له بعض العذر، لأنه لم يشاهد هذا الفيلم، فلو أنه رآه لغير لرأيه في كل ما قال، لأن مشهد القُبله الذى ظًهر في هذا الفيلم لا يمثل القُبله بمعناها الصحيح، لأنها بسيطة عاديه على الخد، وهي ليست القبله الأولى لى كما ذكر، فقد أديت أكثر منها فى فيلم(قلوب الناس)، مع الأستاذ أنور وجدي، ولكن الأستاذ يوسف شاهين مخرج الفيلم، هو الذى أثار حول هذه القُبله البسيطة العادية، جوًا من الإثارة، جعل المتفرج العادى يحس بأن هناك قُبلة حقيقية مثيرة.
وأضافت، إني«أحب أن أطمئن الأستاذ شكري سرحان، بأننى لم ولن أخرج عن التقليد الذى وظعته لنفسي، وسأظل أضع الحدود والقيود بيني وبين الممثل الذى يؤدي أمامي هذا النوع من الأدوار».وتابعت، إن هذه القُبلة التي أطلق عليها اسم«القبله التاريخية الأولى»، ليس لى فضل في أدائها، وإنما الفضل يرجع للمخرج الذى استطاع أن يبرزها في هذا الإطار المثير، وما اضافه حولها من أجواء توحى للمتفرج بأنها قبله حقيقية، وهذا في الواقع شطارة من المخرج».