جروبي..المقهى العريق .. ملتقى الباشوات و البكوات وعلاقتة ب”روميل” (صور)
كتب محمد عليينشر موقع السلطة الإخباري مجموعة من اخبار مصر... واليكم التفاصيل
جروبي هو مقهي فخم عريق بميدان سليمان باشا، طلعت حرب حاليا، بوسط القاهرة في واحدة من أفخم البنايات العريقة التي تنطق جمالاً و أناقة . و لجروبي بالقاهرة فروع كثيرة ولكن أشهرها جروبي سليمان باشا الذي يتميز بأكثر من مدخل ، منها مداخل للبكوات وأهل الفن ورجال الأعمال والمشتغلين بالعمل السياسي في مصر وقتذاك .
"مقهى جروبي" اسسه "جاكومو جروبي" عام 1892 . و جاكومو هو رجل سويسري جاء إلى مصر في ثمانينيات القرن التاسع عشر . ظل مقهى "جروبي" ملاذاً للكتّاب والصحفيين والفنانين ونجوم السينما ونجوم المجتمع حتى أواخر القرن الماضي . لم يكن جروبي مجرد مطعم ومقهى على الطراز الفرنسيّ ، وإنما جاء كمشروع ثقافي يرسي ذوقا وتقاليد جديدة ، حيث أعتبر مركزا من مراكز الحداثة ، فكان يقيم العديد من الحفلات الراقصة ، ويستقدم الفرق الموسيقيّة ، ويعرض في حديقته الخلفيّة عددا من الأفلام السينمائيّة.
أدخل جروبّي إلى مصر للمرة الأولى أنواعا جديدة من الشيكولاتة والعصائر المركزة والمربى والجبن, وكرات مثلجة من الحليب والشيكولاتة وعصير الفواكه, وأنواع جديدة من الحلوى كانت اسمائها جديدة وقتها: كريم شانتي ، مارون جلاسيه ، جيلاتي ، ميل فوي، إكلير بُول دي شوكولاه ،و غيرها.. و كانت العائلات الكبيرة تصنع حلوى العيد الميلاد هناك نظراً لتميّزها عن أي مكان آخر .
تم الاستعانة بـ "جروبي" في كثير من الأفلام المصرية، فظهرت سيّارة جروبي في فيلم "دلع البنات" عام 1969، وفيلم "الفانوس السحري"عام 1960، وكذلك بمسرحية "شاهد ماشفش حاجة" لعادل إمام حين قال "جروبى ده مزيّن ولا إيه". و من أشهر رواده في الزمن الجميل أم كلثوم و محمد عبد الوهاب و أحمد مظهر و أحمد رمزي و علي أمين و مصطفى أمين و صلاح جاهين و احسان عبد القدوس و غيرهم من أهل الفن و السياسة و الأدب .
وفي منتصف القرن الماضي، كان الملك فاروق يزور الكافيه من وقت لآخر، لذلك قرّر "جروبي" أن يصنع كأساً وفنجاناً للملك فاروق مطليان بالذهب، لا يُقدّما إلا للملك . وقديماً أيضاً كانت قاعة Rotunda داخل الكافيه تعمل بنظام hydraulic يسمح بدوران القاعة 360 درجة .
و"جروبي" هو أول من اخترع علامة "الآيس كريم" الشهيرة “كيمو” واشترتها بعد ذلك شركة Nestle العالمية ليصبح “كيمو” أشهر ماركة "آيس كريم" في مصر وربما في الوطن العربي.
في كتاب Lucette Lagnado لمؤلفته منى محفوظ، ذكرت أن Erwin Rommel "إروين روميل" قائد الجيش الألماني في معركه العالمين في الحرب العالمية الثانية، قال إنه سيشرب شاي في جروبي ، ليرمز إلي قرب انتصاره على قوات التحالف ودخول مصر .