طوّره المصريون على مدار القرون.. قصة أول مسحراتي في الإسلام؟
كتب محمد الصياديطوف شوارع وحواري مصر، ليعلم الصائمين بموعد السحور والإمساك، عملًا بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَة»، ليستعدوا للصيام في شهر رمضان.
ارتبطت مهنة المسحراتي بالصيام في شهر رمضان، أحد أركان الدين الإسلامي، وكان الصحابي الجليل بلال بن رباح، أول مؤذن في الإسلام، وابن أم مكتوم، يقومان بمهمة إيقاظ المسلمين للسحور، فكان بلال يطلق صوته بالآذان، فيبدأ المسلمون في تناول السحور، ومع اقتراب الفجر، يتولي ابن أم مكتوم النداء مرة أخري، ليعلن الناس بالإمساك.
ومع تطور الدولة الإسلامية واتساع رقعتها، استخدم أهل الدول العربية، من العرب والموالي، وسائل متعددة لإيقاظ الناس للسحور، فكان أهل بلاد اليمن والمغرب العربي، يدقون الأبواب، وفي الشام كانوا يطوفون عل البيوت ويعزفون علي العيدان والطنابير، وينشدون أناشيد خاصة برمضان، وفي مصر استخدموا الطبلة لأول مرة، لإيقاظ الصائمين وارتبطت هذه العادة بمصر، خلال عصور الدولة الإسلامية، واستمرت حتى الآن، بالرغم من التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام.
ارتبط المصريون خلال عصور الدولة الإسلامية بالمسحراتي، وطوروا المهنة وصبغوها بالصبغة المصرية، فكان المصريون أول من استخدم الطبل والإنشاد، ومع تطور العصر، أصبح المسحراتي ينادي علي أطفال الحي بالاسم، لينظروا له من النوافذ، ويستيقظوا لتناول وجبة السحور.
وكان أول من نادي بالتسحر، والي مصر، عنبسة بن إسحاق، سنة 228 هجريًا، ويحكي أنه كان يمشي علي قدميه، من مدينة العسكر في الفسطاط إلي جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس للسحور.
طور المصريون مهنة المسحراتي، لتصبح أحد طقوس الشهر الكريم في رمضان، فقبل الإمساك بحوالي ساعتين، يبدأ المسحراتي جولته الليلة في الأحياء الشعبية، ينادي علي الأهالي بأسمائهم، وينتظره الأطفال في النوافذ، ويقذفون له النقود والحلوى، لينادي عليهم بالاسم.