موقع السلطة
الجمعة، 22 نوفمبر 2024 02:53 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

الوجه الأخر لـ فايدة كامل «مطربة السُلطة».. وأقدم برلمانية في العالم

الفنانة الراحلة فايدة كامل
الفنانة الراحلة فايدة كامل

البرلمانية الصلبة، والمطربة ذات الصوت الأقوى، من وهبت حياتها وعملها للوطن والدين والعروبة، ورسخت مبدأ القوة للسيدات جيلها وحصلت على دعم الجميع، وحركت أنغامها لهيب من حارب لحرية الأمة وإعلاء كلمتها ورايتها، فايدة كامل «مطربة السُلطة».

 

هي عواطف محمود كامل عبد الرحمن الخطيب، من مواليد 16 يوليو عام 1932، بدأت موهبتها الفنية تظهر منذ سن الثامنة كانت حينذاك بمدرسة البهية البرهانية الابتدائية بحي الخليفة بالقلعة أحد احياء القاهرة الشعبية، ثم شاركت في برنامج «بابا شارو» في الإذاعة المصرية.  

 ØµÙˆØ±Ø© ذات صلة

التحقت في سن الحادية عشرة بمعهد الموسيقى العربية مع الفنانة نجاة الصغيرة، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية والغنائية وكان يزاملها الفنان المرحوم عبد الحليم حافظ والمرحوم أحمد فؤاد حسن والموسيقار الراحل علي إسماعيل، وحصلت على دبلوم المعهد العالي للموسيقى المسرحية، وأثناء مسيرتها الفنية التحقت بكلية الحقوق وحصلت على ليسانس الحقوق، تعرفت على الملازم محمد نبوي إسماعيل (1925 - 15 يونيو 2009)، وزير الداخلية المصري من 3 فبراير 1977 إلى 2 يناير 1982، عن طريق بهيجة جاهين شقيقة الشاعر صلاح جاهين، وتوطدت علاقتهما وتزوجا ودام زواجهما حتى وفاة اللواء محمد النبوي إسماعيل في عام  2009.

 

بدأت فايدة الغناء في الجامعة، ثم مع فرقة «ساعة لقلبك»، وبعدها اعتمد صوتها في الإذاعة وحققت شهرة واسعة، خاصة أنها شاركت بالغناء في عدة أفلام هي: «علي قد لحافك»، «أنا وانت»، «أرض السلام»، «ابن النيل»، وهو الفيلم الذي غنت فيه بطريقة الدوبلاج علي صورة الممثلة سميحة توفيق، ومن أغنياتها العاطفية: «أنا بنت 16 سنة»، «أنا عايزة قلبك»، «يا حلوة يا بيضة».

نتيجة بحث الصور عن فايدة كامل

تألقت المطربة فايدة كامل فى الخمسينات والستينات من القرن الماضي خاصة في مجال الأغنية الوطنية، بعد نجاح ثورة يوليوعام 1952، كانت فايدة كامل أحد الأصوات التي قدمت اغاني تؤيد الإنقلاب العسكري على الحكم في مصر حينذاك.

 

نالت فايدة الكثير من الألقاب الفنية منها «صوت مصر» و«مطربة السلطة» وتعد واقعة «صوت مصر» واحدة من أهم القصص الفنية التي عاشتها مصر من خلال صوت فايدة كامل حيث يروى أن أغنيتها «دع سمائي» ألهبت حماس الشعب والجيش وقت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ويومها وقف القائد البريطاني لجيوش الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط وأعلن في محطة إذاعة «الشرق الأدنى» وقتئذ أنه سوف يرسل 21 طائرة لإسكات صوت فايدة كامل في الإذاعة المصرية.

نتيجة بحث الصور عن فايدة كامل

فوجئ أعضاء مجلس الشعب عام 1981 بوقوف النائبة «عواطف» فايدة كامل المعروفة باسم «مطربة السُلطة» بقولها للرئيس الراحل محمد أنور السادات :

«يا سادات .. ياسادات .. أنت تستحق أن تكون رئيسًا مدي الحياة - ثم غنت للسادات "الدنيا كانت حلوة ومعاك احلوت أكتر.. تسلم وتعيش في قلوبنا وإحنا فداك يا حبيبنا.. يا سادات.. يا قائدنا.. يا سادات.. يا زعيمنا».

فحملت الأغنية اسم السادات وحملت معها إيمان فايدة كامل بالرئيس الأسبق مما جعلها تتصدر طلبا برلمانيا بالتعاون مع نائبات أخريات لتعديل الدستور بالتزامن مع انتهاء فترة الولاية الرئاسية الثانية للرئيس السادات فاقترحن أن تمتد فترة الرئاسة من اثنتين إلى مدى الحياة بتغيير مدة إلى مدد وتندر المعارضون على التعديل بتسميته «تعديل الهوانم».  

 

عرفت فايدة كامل بـ «مطربة السلطة»، نظراً لقربها بحكم زواجها من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل، من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات وغنائها الكثير من الأغاني له كان أشهرها «يا سادات» وهي أغنية لها قصة طريفة حيث وقفت فايدة في مجلس الشعب عام 1981 مطالبة بأن يكون الرئيس السادات رئيسا للجمهورية مدى الحياة وغنت «يا سادات» وهو ما قوبل بعاصفة من التصفيق مما دفع بالرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية بتغير الدستور المصري في وقت لاحق «تعديل المادة 77».

 Ù†ØªÙŠØ¬Ø© بحث الصور عن فايدة كامل

ففي أوائل عام 1980 قدمت فايدة كامل، عضو مجلس الشعب، اقتراحاً بتعديل المادة 77 من الدستور، يسمح للرئيس السادات بأن يبقى رئيساً للجمهورية لمدد غير معلومة، وكانت المادة 77 تنص على أن مدة رئيس الجمهورية 6 سنوات ويجوز أن تجدد لمدة واحدة أخرى، فجاء طلب التعديل بإلغاء حرف الهاء من كلمة مده واستبدالها بحرف الدال فيصبح التجديد لمدد أخرى، وجاءت نتيجة الاستفتاء «نعم» للتعديلات الدستورية بـ 11 مليون صوتًا، فيما رفض التعديلات 60 ألف شخصًا.

وبعدها وصف السادات الرافضين للتعديلات بـ«العناصر الشاذة»، حسبما قال في كلمته التي ألقاها في سبتمبر 1981، أي قبل اغتياله بشهر.

 

قدمت عدة أغاني وطنية من أشهرها أوبريت «الوطن الأكبر»، و«عاد السلام يا نيل»، لم تقتصر فايدة كامل على الغناء وإنما دخلت مجال السينما قدمت نحو خمس أفلام منها «أنا وأنت» و«سكة السلامة» و«على أد لحافك» و«أرض السلام» كان أخرها عام  1957.

نتيجة بحث الصور عن فايدة كامل

على الرغم من نجاح فايدة كامل في مشوارها الفني حيث قضت فيه عشر سنوات فقط، إلا إنها تمكنت من تحويل مسارها الفني إلى مسار سياسي مثير للجدل على مدار 34 عاماً الماضية وهو ما جعلها تدخل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية العالمية كأقدم برلمانية في العالم لنجاحها في الاحتفاظ بمقعدها في البرلمان لمدة «34» عاما متصلة منذ 11 نوفمبر عام 1971 وحتى نهاية الفصل التشريعي في عام 2005.

عندما بدأت فايدة تخوض انتخابات البرلمان ردد أهالي دائرة الخليفة شعارا أقرب للوطنية حيث قالوا: «فايدة كامل يا أمنا... الشعب يفديك بدمنا»

اقتحمت فايدة كامل لأول مرة عالم السياسة عام 1966 وفي ذلك الوقت كانت مقررة التنظيم النسائي بقسم الخليفة «موطن نشأتها»، ورشحت نفسها في الانتخابات البرلمانية أمام 13 رجلاًُ، وفازت عليهم وحصلت على 15 ألف صوت أي ما يوازي 93 في المائة من جملة الناخبين، وكانت بذلك أول فنانة مصرية تدخل البرلمان في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وظهرت الراحلة كمدافعة شرسة بما يسمى «حقوق المرأة».

صورة ذات صلة

كانت فايدة كامل تقدم الخدمات الاجتماعية والإنسانية لأهل دائرتها بالإضافة إلى ممارستها لفنها الوطني وذلك قبل خوضها انتخابات العام 1966، حيث كانت أمينة التنظيم النسائي بحى الخليفة منذ العام 1965، ثم انتخبت عضوا في المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي عن محافظة القاهرة - قسم الخليفة العام 1968.

عندما أعلن عن الانتخابات عرض عليها بعض أهالي الدائرة أن تخوضها حيث لم تكن تفكر قبل ذلك في خوض الانتخابات البرلمانية مكتفية بنشاطها المحلي بالنسبة للدائرة وبدأت تستطلع آراء أهالي الدائرة بالمرور على الجمعيات السكانية بها وبالمقاهي وتعرض ترشيحها بأسلوب فني متطور حيث كانت تقول لهم: «هل أستأذنكم في ترشيحي للانتخابات؟».

 

هلل لها أهل دائرة حى الخليفة مرحبين وفرحين حتى خاضت الانتخابات البرلمانية بالفعل أمام «13» رجلا، وفازت عليهم وحصلت على «15» ألف صوت أي ما يوازي 93 في المئة من جملة الناخبين، الذين أدلوا بأصواتهم في دائرة الخليفة

 

طالبت أثناء عملها السياسي والنيابي بأحقية حصول المرأة على معاش في حال الزواج بعد سن الستين ورفعت شعار «المرأة نصف المجتمع» وكانت تؤكد دائما على أن المرأة تستطيع أن تربي نفسها سياسيا من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة وأيضا من خلال الوسائل التي يمكن أن تكوّن لها رأيها.

 

تقول فايدة كامل:

«اختتمت مسيرتي الوطنية بالأغنية الدينية «إلهي ليس لي إلاك عونا فكن عوني على هذا الزمان» وباختصار كان عطائي الفني سواء وطني أو ديني، من أجل مصر وشعب مصر والعروبة وقد حصلت على وسام العلوم والفنون العام 1966 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تقديرا لمساهماتي الوطنية من خلال عدة أغنيات أشعلت الحماس الوطني، ومنها «دع سمائي» و«عاد السلام يا نيل» و«الوطن الأكبر»، كما حصلت على وسام الأرز اللبناني العام 1956 ومن دول عربية أخرى شقيقة، وهم يعتبرونني رمزا من الرموز الفنية، التي دعمت الحريات في الوطن العربي وأفريقيا، وقد اعتزلت الفن نهائيا بعد حرب أكتوبر عام 1973، لأواصل رسالتي في البرلمان».

 

عندما بدأت فايدة كامل - حياتها النيابية كان عمرها 37 عاما وكان ذلك في 11 نوفمبر 1971 حيث كانت تقسم يومها بتخصيص 4 ساعات من 9 صباحا وحتى الواحدة ظهراً، للأعمال التي تتصل بحيّ الخليفة الذي تمثله في مجلس الشعب وكان أول شيء فكرت فيه بعد دخول قبة البرلمان هو إنشاء مستشفى يقدم أحدث الخدمات الطبية ويخدم 250 ألف مواطن على الأقل من سكان حيّ الخليفة، خاصة وأنها تأثرت بالجنود الذين كانوا يتساقطون بسبب العدوان الثلاثي كما أن المستشفيات كانت غير مجهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من المرضى.

كانت دائما تعلق قائلة: «الناخبون متمسكون بي وإلا ما كانوا انتخبوني»

داخل المجلس نالت فايدة ثقة النواب وانتخبوها وكيلة للجنة الثقافة والإعلام والسياحة، وتعتبر ثاني سيدة تتولى رئاسة اللجنة في تاريخ البرلمان المصري. حيث اختيرت عضوا باللجنة التأسيسية لدولة الوحدة بين مصر وليبيا العام 1973 ثم رئيسة لشعبه رعاية أسر المقاتلين والشهداء، بأمانة شؤون المرأة، هذا بجانب مشاركتها في العديد من المؤتمرات والندوات البرلمانية الدولية.

صورة ذات صلة

تُوفيت فايدة كامل في 21 أكتوبر عام 2011 عن عمر يناهز 79 عاما، في هدوء تام بعد أن عاشت فى صخب تام بعد إنتخبت نائبة في مجلس الشعب عن دائرة قسم الخليفة لعدة دورات: 1971. 76. 79. 84. 87. 1990، وانتخبت وكيلاً للجنة الثقافية والإعلام والسياحة بمجلس الشعب من 1984 إلي 1987 ثم رئيساً للجنة عام 2001 حتى عام 2005 ، وكانت آخر أغنياتها عام 1998 عن "توشكي" تلحين عبدالعظيم محمد.

 

 

 

 

البنك الأهلي
نوستالجيا فايدة كامل أخبار الفن فنانات مطربة السٌلطة البرلمان السادات جمال عبد الناصر مصر أخبار مصر السُلطة رمضان أرسنال مانشستر سيتي الزمالك والنجم
tech tech tech tech
CIB
CIB