أتلفها الهوى
بقلم محمد السعدني
"بضاعة أتلفها الهوى".. جملة شهيرة جاءت على لسان الممثل القدير يحيي شاهين رحمه الله في دوره الأشهر بالسينما المصرية، "سي السيد" في فيلم بين القصرين، إحدى روائع نجيب محفوظ، قفزت لى ذهني بعدما رأيت الحشد المصري في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، طيلة 3 أيام متتالية، مناصرة لبقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة مصر الجديدة والحديثة.
نعم أصبحت جماعة الاخوان الارهابية في خبر كان، أو بمعنى أدق "بضاعة أتلفها الهوى" بالنسبة للشعب المصري سياسياً وإجتماعياً، لقد قال الشعب كلمته، ولفظ الشعب الجماعة وكتب نهايتها السياسية في مصر ولا أدعى القول إن قلت أن الشعب المصري دفن الجماعة ورفض قراءة الفاتحة على روحها.
لكن من أخرج هؤلاء من مختلف أطياف الشعب المصري، كافة بلا استثناء، حتى المرضى بالمستشفيات، خرجوا إلى الاستفتاء في مشهد أثار دهشة الكثير، وسيارات الاسعاف تحملهة إلى اللجان في مشهد ملحمي لم نعتاده في مصر منذ فترة كبيرة.
هل صدرت أوامر كما تدعي جماعة الاخوان وإعلامها المسموم الصادر من قطر وتركيا؟! .. ولكن من يجبر مريضاً على التحرك من سريره بالمستشفى إلى لجان الاستفتاء؟! مهما كانت الأوامر إن وجدت، إلا رغبة في بقاء الرئيس و دعماً له على تحركاته السياسية و الاقتصادية منذ توليه المهمة بعد ثورة 2013 المجيدة، كلهم لم يذهبوا من أجل الاستفتاء وإنما من أجل الرئيس.
نعم نجح الرئيس برغم إدعاءات البعض و بخاصة قنوات الجماعة الارهابية، بشان تراجع شعبيته العريضة مؤخراً، في اثبات أنه متواجد وبقوة على الساحة السياسية، وأنه مدعوم شعبياً، ممن خرجوا إلى لجان الاستفتاء.
نعم قال الشعب كلمته، ووافق 88% على التعديلات الدستورية، ورفض 11%، و توجه الرئيس بالشكر والعرفان لشعب مصر، مؤكداً أنه رئيس لكل المصريين الذين وافقوا وأيضا من رفضوا.
ولو سألت أي شخص خرج إلى لجان الاستفتاء سواء كان مريضاً، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو غيرهم ممن أبهروا العالم أجمع بشعبية الرئيس الجارفة، فالإجابة أنهم خرجوا من أجل الرئيس، الذي بذل جهوداً كبيرة من أجل الشعب المصري، فلا يستطيع أحد انكار مجهودات السيسي على كافة الأصعدة، ويكفي مشروع العلاج من فيروس سي، ذلك المشروع أو الحملة أياً كان مسمياتها، لعلاج كل مرضى هذا الفيروس اللعين على نفقة الدولة ودون أية مصروفات.
كلهم خرجوا من أجل السيسي، ذلك الرئيس الذي شعر بهمومهم و احزانهم، وصارحهم بنقاط ضعفهم وقوتهم، على مرأى ومسمع من الجميع.
الموافقة على التعديلات الدستورية، في حد ذاتها تعني عودة مصر لحقبة افتقدتها منذ عقود، وهي وجود زعيم شعبي مدعوم جماهيرياً، حقبة لم تشهدها مصر منذ أيام الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر.
نعم انتصرت شعبية السيسي، وفشلت مليارات الدولارات القطرية و التركية، في توجيه أهواء الشعب المصري لاسقاط الزعيم الشعبي، و ذهبت مليارات قطر وتركيا أدراج الرياح، وأصبحت بضاعة أتلفها الهوى.
وللحديث بقية.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.