في يوم الشهيد.. سيناريو استشهاد «الجنرال الذهبي»
كتب لمياء سعيدلازالت أرض مصرنا تشهد على تضحيات أبناءها على مر العصور، في مختلف معارك إثبات الوجود وإرجاع الحق لمكانه الصحيح، وخاض رجال القوات المسلحة البواسل مبارازات مع أعداء مصر المتربصين بها في كل وقت، وشهدت أزقة ودروب مصر من شمالها لجنوبها حكايات تخلد الأبطال، وتتوارثها الأجيال؛ ليترسخ دائما في ذهن الوفود الجديدة من أبناء الوطن، أن في أجسادهم دماء أجدادهم الذين رفضوا أن تخضع مصر لأي قوة غير إرداة شعبها.
ونرصد في يوم الشهيد الذي يحل في التاسع من مارس من كل عام، ليخلد اسم من بذل نفسه في سبيل كرامة أمة، لحظة استشهاد الفريق محمد عبد المنعم رياض.
موضوعات ذات صلة
- وزير الدفاع ينيب قادة الجيوش لوضع إكليل الزهور على النصب التذكاري
- الرئيس ينيب وزير الدفاع لوضع إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول
- «الإفتاء» تدعم القوات المسلحة والشرطة في حروبهم ضد الإرهاب
- «إنفوجراف» عن أبرز المحطات في حياة الفريق عبد المنعم رياض(صور)
- هاشتاج «يوم الشهيد» يتصدر تويتر (صور)
- تقارير.. اتفاق مبدئي بين يوفنتوس وجوراديولا على تدريب الفريق
- جمعية المحاربين القدماء تحتفل بيوم الشهيد 9 مارس
- تفاصيل لقاء الرئيس السيسي مع قيادات القوات المسلحة والشرطة (صور)
- «وزارة الدفاع» تنشر فيديوهات وثائقية عن يوم الشهيد
- «السيسي» يؤدي صلاة الجمعة من مسجد المشير طنطاوي
- «مُفتي الجمهورية» يوجه رسالة لأبطال القوات المسلحة
- تقارير: زيدان وافق على العودة لقيادة جبهة إنقاذ ريال مدريد
وبدأت القصة عندما عاد بالطائرة قبل ساعات من بغداد، حيث حضر اجتماعات لرؤساء أركان حرب جيوش الجبهة الشرقية، وتابع معارك المدافع يوم السبت، من مكتبه في القيادة العامة، وصباح الأحد ٩ مارس ١٩٦٩ ركب طائرة هليكوبتر في طريقه إلى أحد المطارات الأمامية للجبهة، ثم ركب سيارة عسكرية معه فيها مرافق واحد غير الجندي الذي يقود سيارة رئيس هيئة أركان الحرب.
وفجأة بدأ الضرب يقترب، وبدأت النيران تغطي المنطقة كلها، وكان لابد أن يهبط الجميع إلى حفر الجنود في الموقع، وكانت الحفرة التي نزل إليها عبدالمنعم رياض تتسع بالكاد لشخصين أو ثلاثة.
وانفجرت قنبلة للعدو على حافة الموقع، وأحدث انفجارها تفريغ هواء مفاجئ وعنيف في الحفرة التي كان فيها عبدالمنعم رياض، وكان هو الأقرب إلى البؤرة التي بلغ فيها تفريغ الهواء مداه، وحدث له شبه انفجار في جهاز التنفس، وحين اختفى الدخان والغبار كان عبدالمنعم رياض مازال حيث هو، وكما كان، إلا تقلصات ألم صامت شدت تقاطيع وجهه، ثم خيط رفيع من الدم ينساب هادئاً من بين شفتيه، على بذلته التي كان يرتديها بغير علامات رتب، كما كان يفعل دائماً حين يكون في الجبهة ووسط الجنود.
ولم يكن لدى أطباء المستشفى في الإسماعيلية وقتا طويلا للمحاولة، برغم أمل ساورهم في البداية، حين وجدوا جسده كله سليماً بلا جرح أو خدش، لكنها خمس دقائق لا أكثر ثم انطفأت الشعلة، وتلاشت تقلصات الألم التي كانت تشد تقاطيع الوجه المعبر عن الرجولة، لتحل محلها مسحة هدوء وسلام، ورضى بالقدر واستعداد للرحلة الأبدية إلى رحاب الله.
وسجل الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل في مقالته بالأهرام تفاصيل استشهاد البطل قائلاً:
«انطلق يطوف بالمواقع في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية، وفي أحد المواقع التقى بضابط شاب، وكانت حماسته للشباب مفتوحة القلب ومتدفقة، وقال له الضابط الشاب، ولم يكن هدير المدافع قد اشتد بعد: سيادة الفريق... هل تجيء لترى بقية جنودي في حفر موقعنا؟ وقال عبدالمنعم رياض بِنُبل الفارس الذي كانه طول حياته، وبالإنجليزية التي كانت تعبيرات منها تشع كثيراً سلسة وطيعة على لسانه: Yes. By all means – أي: نعم، وبكل وسيلة.. وتوجه مع الضابط الشاب إلى أكثر المواقع تقدماً، الموقع المعروف برقم 6 بالإسماعيلية».