بعد تسريب 50 مليون مستخدم.. هل سينهار «الفيسبوك»
أحمد أبو العينينيعتبر 2018 العام الأسوء على الإطلاق على شركة «فيسبوك» فالمتابع فقط لأخبار «فيسبوك» المالية يرى أن الشركة تحقق عائدات وأرباح متنامية، ويعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد لمؤسس الشركة مارك زوكربيرغ المسيطر على مجال الشبكات الاجتماعية.
أما المتابع للصحافة العالمية والمتعمق في أزمة خطاب الكراهية وأزمة الأخبار المزيفة، ومساعي الحكومات للسيطرة مجددا على الرأي العام الغارق في الفوضى على المنصات الإجتماعية، فهو يرى أن تلك الأرباح المتصاعدة تخفي وراءها أزمات لا تظهر تأثيراتها حاليا على الجانب المالي لكنها قادرة على التحول إلى أزمة مالية في وقت لاحق.
في هذا التقريرسنتوقف عند الأزمات التي اندلعت خلال 2017 لمواجهة الفيسبوك، وهي التي نرشحها لتكن الأكثر جدلا خلال 2018.
موضوعات ذات صلة
تسريب البيانات الخاصة لمستخدمى الفيسبوك
إن لجنة التجارة الفيدرالية «FTC» فتحت تحقيقاً رسمياً مع شركة فيس بوك، بشأن قواعد الخصوصية، بعد انتشار تقارير تفيد بأن شركة تحليل بيانات استخدمتها حملة دونالد ترامب الرئاسية تحمل اسم «كامبريدج أناليتيكا» حصلت على بيانات حول 50 مليون مستخدم.
بيانات المستخدمين
تعتمد فيس بوك على البيانات الخاصة بالمستخدمين بشكل أساسى فى تحقيق الأرباح، وكلما جمعت بيانات أكبر كانت قادرة على جمع أموال من معلنين أكثر، ولكن هناك تخوفات كبيرة على تلك البيانات وخصوصية أصحابها، ومن المقرر أن يدرج قانون جديد خاص بحماية البيانات حيز النفاذ فى 25 مايو المقبل، وسيكون من شأنه أن يؤثر تأثيرا هائلا على شركات مثل «فيسبوك» التى يمكن أن تواجه غرامات كبيرة على الانتهاكات.
الأخبار المزيفة مستمرة
لا شك أن الأخبار المزيفة هي أزمة ضخمة لا يمكن اختصارها فقط في موقع «فيسبوك»، فالمواقع الإخبارية تورطت في هذه القضية وهناك وسائل إعلام معتمدة استخدمتها كسلاح في مختلف القضايا السياسية بما فيها الأزمة السورية، الانتخابات الأمريكية 2016، الحرب اليمنية، الأزمة العراقية وملفات كثيرة أخرى.
لكن فيس بوك شكل المنصة المفضلة لانتشار الأخبار المزيفة، حيث بعد أن تقوم المواقع الإخبارية بنشر الأخبار، تلجأ إلى المنصة الاجتماعية لجلب الزيارات، وقد تستخدم الإعلانات إن كان التفاعل جيدا ويضمن نجاح الحملة الإعلانية بجلب أكبر عدد من القراء بأقل تكلفة مادية.
رغم كل الأدوات والتعديلات التي قامت بها عملاقة الشبكات الإجتماعية، فشلت إلى الآن في معالجة هذه الأزمة والقضاء عليها.
لا يزال من الممكن جدا أن تصادف منشور يروج لخبر مزيف حصد الآلاف من التفاعل وإعادة المشاركة، بل ويمكن أن تلاحظ تلك المنشورات على شكل إعلانات.
موقف فيس بوك فى أوربا
فى كل من أوروبا وأمريكا، يشن المنظمون نوعا من الحرب ضد« فيس بوك» ، والتى يمكن أن تصبح أكثر انفجارا بسرعة كبيرة، حيث إن مفوض المنافسة فى الاتحاد الأوروبي «مارجريث فيستاجر» لديها الكثير من الانتقادات لشركات التكنولوجيا الأمريكية، ففى ألمانيا، يتم استخدام قوانين خطاب الكراهية لفرض غرامات ثقيلة جدا على «فيسبوك».
التهرب الضريبي في تصاعد
شهد عام 2017 تصاعدا لظاهرة مطالبة الحكومات الأوروبية، للشركات الأمريكية بدفع الضرائب، الإتحاد الأوروبي لا يزال يضغط على فيس بوك لدفع مزيد من الأموال، وهي من الشركات المتهمة بالتهرب الضريبي.
وتطالب حوالي تسع وكالات أنباء أوروبية، لفرض المزيد من الضرائب على الشركة الأمريكية، لأنها أضحت وسيلة إخبارية عملاقة بلا محررين ولا مدونين، بينما المؤسسات الاخبارية تدفع المزيد من الأموال للوصول إلى جمهور أكبر من خلال الإعلانات وتدفع ضرائبها.
وتدفع الشركة الامريكية الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تطالبها السلطات بتوضيح وضعها الضريبي الأكثر غموضا، وخصوصا وأن الشركات هناك تتهرب من الضرائب من خلال اللجوء إلى دول مثل أيرلندا التي تضمن لشركات التقنية ضرائب أقل ودخلا أعلى.
وفي روسيا تدفع الشركة الامريكية الضرائب للسلطات هناك، وكذلك الأمر في استراليا حيث الحكومات في هذه البلدان فرضت ذلك بالقانون.
منافسة صناع الأخبار
صناع الأخبار يقفون ضد «فيسبوك»، و«جوجل» جزئيا، بسبب هيمنة هاتين الشركتين على قدرة الناشرين التقليديين على كسب المال عبر الإنترنت، وبالنسبة لكثير من الشخصيات البارزة فى صناعة الأخبار، فإن التغييرات التى أدخلتها فيس بوك مؤخرًا، تعد إعلانا للحرب، وهذه الأزمة يمكن أن تسبب مشكلة كبيرة للموقع.
التضليل والأخبار الوهمية
وأشار رئيس قسم التسويق فى شركة يونيليفر «كيث ويد» أيضا إلى أن المستخدمين أصبحوا يشعرون بقلق متزايد إزاء تأثير المنصات الرقمية على الديمقراطية وعلى الحقائق، ومن الواضح جدا أن التحقيق فى التدخلات الروسية فى انتخاب «ترامب» عبر «فيسبوك» و«تويتر» سوف يكون له تأثير كبير على تلك المنصات، خاصة بعد أن قالت هيلارى كلينتون فى العام الماضي أن «فيسبوك» كان سببا أساسيا لهزيمتها فى الانتخابات.
حجم الإعلانات
قال رئيس قسم التسويق فى شركة يونيليفر، إن ثقة المعلنين في وسائل الإعلام الاجتماعية انخفضت، وهدد بعضهم بسحب المال ليس فقط من «فيسبوك» بل ومن «جوجل» أيضا، وإذا اتبع المعلنون الكبار هذا الأمر سيكون هناك عداوة ملحوظة بين بعض المعلنين وشركات التكنولوجيا الكبيرة، وذلك بسبب السرية المزعومة التى يثيرها الأخير بشأن استهداف المستخدمين للإعلانات.
كما أن هناك أزمة بسبب الشفافية بين الطرفين، ففي العام الماضي أرسل «فيسبوك» بيانات خاطئة حول مقدار الوقت الذى يقضيه المستخدمين على الشبكة.
بعيدا عن الأرباح المتنامية للشركة، يظل عام 2017- 2018 هو الأسوأ في تاريخ الفيسبوك نظرا لأنها في مواجهة عدة أزمات تحاصرها وستستمر مع فشل الشركة في القضاء عليه حتى الآن.