صراعات حليم ونجمات الطرب.. ومصر تُجبره على الإعتذار لـ«أم كلثوم»
كتب محمد شوقيتمتلئ حياة عبد الحليم حافظ، بالحكايات والخلافات بسبب نجوميته وشهرته الجارفة، ومنها قصص العندليب مع الجنس الناعم أو مطربات العصر الذهبي.
الخلافات مع مطربات جيله كانت تحمل فكرة المنافسة الفنية بلا شك، ولكن كل حكاية لها سيناريو يحمل طابع عقل حليم الذكي، وشخصية المطربة بطلة القصة.
خلاف «حليم» مع أم كلثوم يصل للقطيعة سنوات، لكن خلافه مع وردة مسلسل من عدة حلقات ما بين الود والمنافسة القوية، أما فايزة أحمد فتنتقم كامرأة لا تترك حقها، فكيف كانت كواليس هذه الخلافات؟.
موضوعات ذات صلة
- البدلة يحقق إيرادات بـ67 مليونًا و85 ألف جنيه
- كارول سماحة تُحيي حفلاً غنائياً في لبنان
- حسناء الزمالك تعلن خطوبتها من لاعب الزمالك
- إبراهيم خان.. سحل سعاد حسني والغيرة تفصله عن سهير رمزي
- مٌدرسة تبتز شخص بفيديوهات جنسية له
- في ذكرى رحيلها الـ 44 .. صور نادرة لكوكب الشرق
- شاهد وصلة رقص لـ إليسا على إنستجرام
- اليوم.. دار الأوبرا تحيي الذكرى الـ 44 لرحيل ام كلثوم
- إليسا تُحيي حفلًا غنائيًا في دبي بفستان قصير (صور)
- كمال يس.. البطل الصامت عاشق الوطن
- لمُحبين محمود سعد.. من هى معشوقته الأولى؟
- تامر حسني يُحيي حفلاً بالسعودية في هذا الموعد
العندليب وكوكب الشرق
في مساء 23 يوليو 1964 بدأت الحفلة التي يحييها أشهر نجوم الوطن العربي وتنقلها موجات الإذاعة، وكان من المقرر أن تغني الست أم كلثوم، ثم يختتم الحفل حليم، وبالفعل غنت أم كلثوم وأجادت كالعادة لكنها أطالت وتأخرت عن موعدها مما أثار غضب العندليب فصعد على المسرح وقبل أن يبدأ وصلته الغنائية قال هذه الكلمات: «طبعا منتهى الجرأة إن واحد يغني بعد أم كلثوم أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم وخصوصا بعد ما غنت اللحن العظيم أنت عمري، أنا معرفش الأستاذ عبد الوهاب والست أم كلثوم أصروا أن أنا أختم الحفلة، ده شرف كبير، بس أنا ماعرفش هو شرف ولا مقلب؟».
وهنا انطلقت ضحكات الجمهور التي أشعلت معها خلافا استمر عدة سنوات بين قطبين في الغناء العربي الست وحليم، فالأولى هي سيدة الغناء العربي التي لا يجرؤ أحد أن ينافسها على عرشها ويعرف الجميع شخصيتها القوية، وعنادها أما الثاني فهو العندليب معشوق الجماهير والمعروف بذكائه الفطري، لذلك لم يتعامل أحد مع الموقف على أنه مجرد صدفه مما أجج الخلاف ووصل لقطيعه عدة سنوات.
وكانت وجهة نظر حليم كما جاءت على لسان الإعلامي مفيد فوزي أنه بعد غناء أم كلثوم بدأ خروج الجمهور مما أغضب حليم فوقف عبد الحليم وبتلقائية غير معهودة وشديدة قال ما قاله وانقلبت الدنيا وقد طلب بعض المشاهير أن يقوم عبد الحليم بالإعتذار للست وقد عبد الحليم رفض.
لم يعتذر «حليم»، ولكن بعد سنوات انتهت القطيعه بينه وبين كوكب الشرق ويقال إنه بعد نكسة 1967 تحدث حليم مع أم كلثوم لينهي الخلاف ويجتمعا على مصلحة مصر، وهو ما رحبت به أم كلثوم فقّبل حليم يدها لينهي صفحة خلافه مع أشهر مطربات العصر الذهبي.
وظل حليم يرى أن كل من غنى في عصر سومة وعبد الوهاب هو محظوظ، وبعد وفاة الست أصبح عرشها فارغا فهي معجزة غنائية لن تتكرر، كما وصفها عبد الحليم حافظ في لقائه مع الإعلامي طارق حبيب.
عبد الحليم حافظ ووردة
أما قصة الخلاف بين عبد الحليم ووردة، اشترك فيها أطراف أخرى، فهناك المبدع بليغ حمدي، الملحن الذي يعشق صوت عبد الحليم، بينما يعشق وردة، ولما لا فهي حبيبته وزوجته لسنوات، وتحدثت الصحافة كثيرا عن خلافات ومناوشات بين وردة وحليم وتنافسهما للاستئثار بفن بليغ حمدي .
ونسبت بعض الأخبار لوردة محاولات إفساد حفله حليم الأخيرة، وقصيدة قارئة الفنجان عندما تعالت أصوات بعض حضور الحفل بالتصفير والتصفيق خلال غناء حليم، وهو ما نفته وردة بشكل قاطع في عدد من لقاءاتها وأيضا المؤلف محمد حمزة، الذي قال إنه عندما أخبر البعض حليم بهذه الأقاويل توجه العندليب إلى منزل وردة وكأنه لم يسمع شيئا.
وعند الاقتراب من علاقة حليم ووردة، سنجد أنها مسلسل من الود والمناوشات، بدأ منذ أن عادت وردة مرة أخرى للغناء في مصر عام 1972 بعد فترة انقطاع لسنوات، فشجعها حليم وساندها وقال لها «وحشتي مصر»، وقدمها للجمهور في حفلها الأول وهو ما روته وردة مع الإعلامية أماني ناشد بعد وفاة حليم واعتبرت رحيله خسارة كبيرة للفن العربي.
وفي ليلة زواج وردة وبليغ، كان عبد الحليم شاهدا على الزواج مع الإعلامي وجدي الحكي، وغنى حليم «وابتدأ.. ابتدأ المشوار وآه يا خوفي من آخر المشوار آه يا خوفي»، وهو ما فسرته وردة بذكائها الأنثوي أنه رسالة من حليم وأصدقائه أن هذا الزواج لن يستمر طويلا، كما ذكرت في حوارها مع الإعلامي نيشان.
أما الخلاف الواضح الذي تحدثت عنها وردة هو زيارة حليم لمنزلها بعد إصدارها أغنية ولاد الحلال، وكانت سعيدة بالأغنية ومنتظرة تهنئة حليم لكنه قال لها: «إيه يا وردة من قلة الكلام الجميل تغني عن النميمة»، فشعرت وردة بالغضب من انتقاد حليم وقالت له: «الأغنية ليست أوحش من أغنية حلو القمر حلو.. فأنت مازالت تغني للقمر في العصر الحديث»، وأثارت كلمات حليم حزن وردة فبدلا من أن يهنئها أو يعاتبها بكياسة انتقدها ولكن انتهى الأمر سريعا كما روت وردة.
العندليب ونجاة
ذكاء حليم الفني وغيرته الفنية الشديدة كانت أحيانا تدفعه لإعادة غناء بعض الأغنيات الناجحة، وفعل ذلك أكثر من مرة، لكن ذلك سبب له خلافات مع المطرب الأصلي للأغنية ومن أشهر هذه الخلافات هو ما حدث بين عبد الحليم حافظ ونجاة بسبب أغنية «لا تكذبي».
القصيدة الرائعة التي كتبها الشاعر الكبير كامل الشناوي، ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وتغنت بها نجاة ضمن أحداث فيلم «الشموع السوداء» ونجحت بشكل كبير وأثرت في وجدان الجمهور وخاصة عندما كتبت بعض الأقلام عن أن الأغنية تروي قصة حب كامل الشناوي لنجاة.
بعد تألق القصيدة بصوت نجاة قدم حليم الأغنية في حفل عام، مما اعتبرته نجاة تعدي على حقوقها باعتبارها المغنية الأصلية للقصيدة، وتوترت علاقتها مع حليم بسبب «لا تكذبي»، ولكن لم يتطور هذا الخلاف وظلت الأغنية محفورة في وجدان الجمهور بصوت قيثارة الغناء.
ومن المفارقات أنه عام 1962 كانت نجاة ستغني القصيدة في حفل بمنتصف يونيو بينما كان سيقدم حليم الأغنية في شهر يوليو، فكانت الفرقة الماسية تنهي بروفات «لا تكذبي» مع نجاة ثم تنتقل لبروفات حليم على نفس الأغنية، والتي قام عبد الوهاب بتعديل لحنها الذي سيغنيه العندليب، وهو ما نشرته الصحف المصرية في ذلك الوقت.
عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد
تتشابه قصة خلاف «كروان الشرق»، فايزة أحمد والعندليب مع قصة نجاة في البداية ولكنها تختلف تماما في النهاية.
عام 1957 عُرض فيلم «الوسادة الخالية» لعبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً مع الأغاني التي اشتهرت في تلك الفترة، وجميعها لعبد الحليم حافظ ماعدا أغنية «أسمر ياسمراني» التي قدمتها فايزة بصوتها في الفيلم، وأضحت «أسمر يا أسمراني أيه قساك عليه» هي رساله العتاب بين المحبين.
هذا النجاح جعل حليم يعيد تسجيل الأغنية بصوته ويطرحها في إسطوانه، مما أثار غضب فايزة لأنها هى صاحبة الأغنية، ولكنها لم تكتفي بالغضب، فبعد فترة قدمت أغنية «هاتوا لي وابور الحريقة» وهى أغنية ساخرة على نفس لحن أغنية «قولوله الحقيقة» للعندليب وألحان كمال الطويل الذي استوحى اللحن من التراث.
واشتد الخلاف بين العندليب وفايزة ورفض حليم الغناء في أي حفلة تجمعه بفايزة أحمد حتى جاءت حرب 1973، فانتهت الخلافات مع الحالة التي كان يعيشها الوطن العربي.