أشهر مزور في تاريخ السينما المصرية.. وصل للعالمية وفقد سمعه على المسرح
محمد شوقيوصل للعالمية وطعنته مصر، استغاث بأم كلثوم وفقد سمعه على المسرح، و«أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم يا أبو العلا»، جملته الشهيرة في فيلم «الزوجة الثانية».
يعد فيلم «الزوجة الثانية»، أشهر أفلام الفنان حسن البارودي، قام فيه بدور «الشيخ المنافق»، برع فيه لدرجة أطلقوا عليه «شيخ منافقي السينما»، كما برع أيضًا في دور «الشيخ المرابي» في فيلم «أمير الدهاء»، حيث أصبحت هذة الأدوار سمة مميزة في مشواره الفني، إلا أن دوره في فيلم «باب الحديد» يعد علامة فارقة لنجاحه فيه، ونجاح الفيلم أيضًا، فمن منا ينسى جملته الشهيرة «تعالى يا قناوي يابني هجوزك هنومة».
موضوعات ذات صلة
حسن البارودي ممثل مصري ذو صوت ساحر مميز يرسلك إلى عالم الأساطير، ولد في القاهرة في حي عابدين في 19 نوفمبر 1898، تفتحت مواهبه التمثيلية في فرق المسرح المدرسي، والغريب أنه دخل عالم الفن عن طريق الصدفة، فعندما تقدم للعمل بفرقة يوسف وهبي كممثل لم يكن له مكان لاكتمال عدد أعضاء الفرقة، فارتضى بالعمل ملقنًا، وفي إحدى الأيام تحققت أمنيته عندما اعتذر الممثل إستيفان روستي عن دوره في مسرحية غادة الكاميليا، فأخذ حسن البارودي الدور ونجح فيه.
في عام 1923 التحق بفرقة حافظ نجيب، ثم فرقة رمسيس ثم فرقة فاطمة رشدي، وظل يتنقل من فرقة إلى أخرى حتى شكل فرقة مسرحية مع الفنانة نجمة إبراهيم، جال بها المحافظات، ووصل حتى السودان، واستقر بها لسنوات قبل أن يعود لمصر ليواصل مشواره الفني.
من أهم أفلامه السينمائية: «بنت النيل، صاحب السعادة كشكش بيه، ليلى بنت الريف، أولاد الفقراء، بنت ذوات، العامل، برلنتي، كازينو اللطافة، الجنس اللطيف، الأفوكاتو مديحة، الخارج على القانون، حلاق بغداد، درب المهابيل، لحن الوفاء، الفتوة، جريمة حب، حسن ونعيمة، هجرة الرسول، الطريق، الحرام والشيماء».
أما أهم مسرحياته فكانت: «سكة السلامة، السبنسة، غادة الكاميليا، ملك الحرير، الكوكايين، البؤساء، الكونت دي مونت كريستو، أولاد الفقراء، بيومي أفندي»، أما آخر أعماله المسرحية كانت مسرحية للأطفال بعنوان «ولد و جنيه» سنة 1973.
رغم أن حسن البارودي ظهر في جميع أعماله كشخصية ثانوية، إلى أن شهرته وصلت للعالمية، وبفضل إتقانه للغة الإنجليزية تمكن من الاشتراك في بطولة الفيلم الألماني «روميل يغزو الصحراء» من بطولة أدريان هوفن وبيترفان إيك، والفيلم الأمريكي «Egypt by three» عام 1953، من بطولة جوزيف كوتن و جاكي كرافن، والفيلم الإنجليزي «الخرطوم» عام 1966، من بطولة الممثل العالمي شارلستون هيستون .
حصل البارودي على وسام الفنون سنة 1959، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1962.
تزوج حسن البارودي مرتين، إحداهما كانت من الفنانة رفيعة الشال، وأنجب منها ابنته «أميرة»، وزوجته الأخرى كانت ربة منزل، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم: «أشرف، انتصار وأمينة».
عُين عضوًا بالمسرح القومي عام 1951، حتى كانت بداية النهاية بخطاب تسلمه عام 1965، يفيد بإحالته إلى المعاش، فكان طعنة كبرى أن أحدًا لم يستجب لشكواه العديدة، فسائت حالته النفسية، وعانى من ضعف البصر ولم يكن قادرًا على قراءة النصوص وقتها، بل أن وزارة الثقافة رفضت سفره لإجراء جراحة بالعين، وهنا قرر الاستعانة بالسيدة أم كلثوم، حيث كان من رواد صالونها الثقافي، وبالفعل أجرت اتصالاتها وتمكنت من مساعدته على السفر في أقل من 24 ساعة، ولكن لم تؤتِ العملية بالنتائج المرغوبة، فاعتكف في منزله حتى ذهب بصره.
رحل في 17 سبتمبر عام 1974، وكان آخر ظهور له في فيلم «العصفور» للمخرج يوسف شاهين.