لا تسألوا مصطفى مدبولي.. اسألوا الإنجازات

لم يكن هناك أدنى شك لديّ ولدى الكثير، أن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة سيسندها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى شخصية بحجم وزير ناجح في حكومتين، وكاريزما هادئة، غير المهندس مصطفى مدبولي، وعلى يقين على أن اختيار هذه الشخصية التي تعمل في صمت قرار صائب لا صواب بعده.

الرجل منذ ولايته الأولى في حكومة إبراهيم محلب في 2014، وهو يعمل في صمت تام، تتحدث إنجازاته في صخب مُزعج لمنافسيه، تتوافر في شخصيته وقار كبار المسؤولين، حتى في ابتسامته الهادئة يشبههم.. يمتلك كافة معايير ومتطلبات كرسي رئاسة وزراء بلد بحجم مصر ومكانتها.

وإن كنتم تريدون معرفة السبب لا تسألوني!.. اسألوا ملف تطوير العشوائيات الذي نجح فيه نجاحًا منقطع النظير، وأنقذ مصر من مستقبل مظلم فوضوي.. اسألوا ملف الإسكان الاجتماعي الذي اقترب من المليون وحدة سكنية وأبعد مصر عن ذات المستقبل الفوضوي.. اسألوا ملف العاصمة الإدارية الجديدة التي كانت بمثابة حربًا أحد نبلاءها كان مصطفى مدبولي وابتعد بمصر لمستقبل مُشرق.. اسألوا ملفات تنمية قناة السويس، واستكمال ملف موانئ مصر وتطويره.. ليس إنجاز واحد أو إثنين أو ثلاثة فقط.. ولك أن تسأل يا عزيزي وتقتنع بإجابات تجعلك في صف مصر لا فصيل بعينه.. مصر فقط.

الوزراء الجُدد ومن تُجدد فيهم الثقة من كتيبة الرجل المحترم المهندس شريف إسماعيل، يعلمون جيدًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الفترة المقبلة، ويعلمون جيدًا أنهم ليسوا في رحلة إلى دريم بارك أو شلالات الفيوم.

التحديات كبيرة ومهمة وثقيلة، وتعي الحكومة جيدًا حجمها وتعقداتها، ولكن أتمنى من رئيس الوزراء أن يستكمل ما بدأه المهندس شريف إسماعيل، باستكمال الضرب من حديد على من يحاول فقط التفكير في إهدار المال العام، أتمنى أن يستغل نشاط هيئة الرقابة الإدارية ويكثفه ويوجه بتفعيله في كافة المؤسسات لمحاربة الفساد الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب.

على المهندس مصطفى مدبولي أن يختار بعناية هذه الكتيبة التي ستفرض على التاريخ أن يفرغ لها مساحة ليست هينة.. رجال تؤمن بمصر ودورها ومستقبلها، تؤمن بخدمة وطنها وحجمه الحقيقي.. رجال تتحمل النقد وتصحح من نفسها من أجل الشارع المصري ومصلحة الدولة العليا.

ملفات تنتظر الحكومة الجديدة بشغف قد يحمل شرًا وأحيانًا خيرًا، أبرزها ملف الإصلاح الاقتصادي بمشتقاته الثقيلة على أكتافها الخفيفة للشارع، ومكافحة الفساد بشتى أشكاله، واستكمال مشروعات التنمية ووضع مصر على الطريق الصحيح، و تطوير وتحديث جميع المشروعات التي أُنْهكت في السنوات الماضية مثل مترو الأنفاق والبنية التحتية وتطوير المصانع في جميع محافظات مصر.. وأخيرًا ملفا التعليم والصحة اللذان يؤرقان مستقبل مصر.

أتمنى من الدكتور مصطفى مدبولي أن على قدر المسؤولية التي عهدناها منه، وأن يحاول استغلال طاقة الشباب (مستقبل مصر الحقيقي)، وتشغيل جميع مراكز إعداد القادة للشباب، وتفعيل دورهم ودمجهم في الوزارات وكافة أجهزة الدولة، لتجهيز جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية وإكمال المسيرة وهذه سُنة الحياة.

أدعو التوفيق والسداد لحكومة المحارب مصطفى مدبولي.. والأمن والأمان لمصر وشعبها وجيشها وشرطتها..

حمى الله مصر