أزمة هواوي.. شرارة جديدة في حرب واشنطن وبكين التجارية

دخلت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، في اتجاه جديد، على خلفية اعتقال المديرة المالية لشركة هواوي الصينية، منج وان تشو، في كندا، بطلب من القضاء الأمريكي، بدعوى أن المسؤولة البارزة في الشركة الصينية على علاقة بإحدى الشركات الإيرانية التي فرضت عليها واشنطن عقوبات مؤخرا، لتدخل الحرب التجارية بين البلدين في منحنى جديد.

هذا الإجراء، أثار غضب الحكومة الصينية، وتأثيره على أقوى اقتصادين في العالم، وبدأ الإعلام الصيني في الهجوم على واشنطن، معتبرًا أن ما حدث نهج دنيء لعدم قدرة أمريكا على وقف تقدم أجهزة هواوي 5 في السوق، والحد من توسع الشركة الصينية عالميا، في حين أن السلطات الأمريكية لم تكشف عن الاتهامات التي تواجهها مسؤولة هواوي بعد طلب واشنطن حظر النشر على القضية، وفقًا للإعلام الصيني.

وفي تطور للأزمة، استدعت وزارة الخارجية الصينية، الأحد الماضي ، السفير الأمريكي، لتسليمه احتجاج بشأن اعتقال منج وان تشو، في كندا، وشدد لي واي تشنج، نائب وزير الخارجية الصيني، على السفير الأمريكي، أن أي إجراءات أخرى ستعتمد على ما تتخذه واشنطن من إجراءات.

لا شك أن التفوق التكنولوجي الذي حققته هواوي مؤخرا يعد سببا رئيسيا في الصراع الجديد بين عملاقي الاقتصاد في العالم، فالقبض على مديرة هواوي المالية ليست إلا خطوة أمريكية في طريق الهيمنة على واحدة من أكبر شركات صناعة أجهزة الهواتف الذكية والشبكات حول العالم.

خطة الصين 2025 التي ترفع شعار «صنع في الصين»، تهدف إلى جعل بكين رائدة عالميا في صناعات مثل الروبوتات والسيارات الكهربائية ورقائق الكمبيوتر، وتعتبر الأولوية القصوى لهذه الصناعات متمثلة في إدخال تقنية شبكات الجيل الخامس 5G، التي تقدمها هواوي.

هذا السبب، قد يكون الرئيسي لدفع واشنطن إلى فرض هيمنتها على الشركة باعتقالها المسؤولة البارزة لردع القوة التكنولوجية الهائلة لبكين، خاصة وأنها دعت عدد من الدول الأوروبية لعدم استخدام هواتف هواوي لأسباب تتعلق بالأمن، واستجاب البعض منها في عدم التعامل مع الشركة الصينية.

حسب خبراء التكنولوجيا في العالم، أكدوا وفقا لما نشرته صحيفة تشاينا ديلي، أن الولايات المتحدة، تحاول أن تفعل كل ما في وسعها لاحتواء توسع هواوي في العالم لمجرد كون الشركة هي أولى الشركات الصينية في التكنولوجيا.

وتصاعدت مخاوف الحكومة الأمريكية منذ سنوات، في ظل صعود أهداف بكين التكنولوجيا، حتى استهدفت واشنطن شركات التكنولوجيا الصينية التي تعتمد على الأجزاء الأمريكية، ومنعت وزارة التجارة في أبريل، الشركات الأمريكية من تصدير المكونات الأساسية إلى ZTE، والتي قالت إنها انتهكت صفقة سابقة وتعاقب الشركة لتفادي فرض عقوبات على إيران وكوريا الشمالية، ودفعت هذه الخطوة ZTE لوقف جميع عملياتها تقريبا لعدة أشهر.