مين ما يحبش شادية.. ساعدتها أم كلثوم.. وساعدت الجميع من بعدها
محمد شوقيشادية الفنانة الوحيدة التي لا يختلف على حبها أحد، قد لا تكون النجمة المفصلة الأولى عند البعض، ولكن حبها وتقديرها محفور في القلب.
فنجد من يحب فاتن حمامة، ولا يحب سعاد حسني، أو العكس، أو من يحب نادية لطفي، ولا يحب ماجدة الصباحي، أو العكس، ولكن شادية حالة خاصة في قلوب وعقول الجميع.
نحب معها وهى تغني «علي عش الحب» أو «حاجة غريبة» أو «أسمراني اللون» أو «فارس أحلامي».
موضوعات ذات صلة
من منا يسمع رائعتها «ياحبيبتي يامصر» ولا يهتز من داخله هذه الأغنية التي أصبحت أيقونة الأغاني العاطفية الوطنية فكبار المطربين و المطربات عندما كانوا يقدموا أغاني وطنية فهم يغنوا لمصر أما شادية فتغنت لمصر، كما لو كانت تغني لحبيبها.
لم تحظي شادية بحب الجماهير المتفرد في كل أنحاء العالم العربي، بل أيضاً انفردت عن غيرها بحب زميلاتها وزملائها من الوسط الفني في كل جيل.
جمال عبد الناصر يختار بنفسه اسم شادية ليكرمها في عيد الفن.
محمد أنور السادات مع زوجته السيدة جيهان السادات، لا تكون هناك مناسبة عائلية في منزلهما إلا وكانت شادية على رأس المدعوين، وكذا في ندوات أو مؤاتمرات نسائية مع السيدة جيهان السادات.
مبارك طلب تكريمها بصفة خاصة، ورحبت في ذلك مع زوجته السيدة سوزان مبارك بعد ما غنت «مصر اليوم في عيد».
الرئيس السيسي يزورها مع زوجته في مرضها الأخير، ويذلل كل العقبات من أجل سرعة شفاءها، ويمنع الصحفيين من دخولهم عليها، ويقبل رأسها ويقول لها «شدي حيلك ياست الكل».
«أم كلثوم» تطلب من رياض السنباطي، أن يعطي لحنًا خصيصًا لشادية، وبالفعل لحن لها أغنية «تلات شهور ويومين اتنين» وغنتها في فيلم «ليلة من عمري» عام 1956 حتى أنها أول مرة تقف علي المسرح وجدت بوكيه ورد فخم إهداء من السيدة أم كلثوم، ولم تفعل أم كلثوم مع أحد ما فعلته مع شادية.
فاتن حمامة تقول: «لازم أسمع صوت شادية في التليفون يوميًا دى عشرة عمري».
تحية كاريوكا عندما سئلت تحبي تزوري فاتن حمامة ولا شادية ولا سامية جمال ولا مديحة يسري، اختارت شادية قائلة: «قعدتها ميتبشعش منها».
صلاح أبو سيف، يطلب منها في فيلم «لوعة الحب» عام 1960 أن تقبل بطل الفيلم عمر الشريف ترفض وتقول «مينفعش عشان فاتن حمامة»، فيقول لها صلاح أبو سيف «طب ما فاتن حمامة قبلت عماد حمدي زوجك في فيلم لا أنام»، فترد بذكاء جعل صلاح أبو سيف لا يستطيع أن يتكلم «هى استأذنت مني وأنا وافقت»
عبد الحليم حافظ، يتحدث عنها قائلاً: «أقرب حد ليا في الغناء والتمثيل».
حسين كمال، قال عنها: «اشتغلت مع كبار النجمات ملقتش أطيب وأنقي من قلب وروح شادية».
أشرف فهمي، يقول: «لو مكنتش شادية وقفت معايا في بداياتي مكنتش بقيت حتى مساعد مخرج».
نادية الجندي، قالت: «شادية لقتها بتعيط عليا في مشهد يوسف شعبان بيضربني في فيلم ميرامار إللي اشتركنا فيه قد إيه حساسه أوي لدرجة أنها خدتني في حضني، وقالتلي كنتي هايلة وهي النجمة الكبيرة وأنا كنت لسه في البداية».
نبيل عماد حمدي، إبن عماد حمدي، يقول عنها: «عمري ما احتجت حاجة منها إلا وعملتها لدرجة أنها تقولي لو عوزت حاجة من أي مسؤول في البلد أدخل عليه بقلب جامد و قوله أنا أبن عماد حمدي».
مريم فخر الدين، تتحدث عنها قائلة: «شادية فضلها عليا أكتر من فضل أمي وأبويا، هى اللي علمتني الوضوء والصلاه، وجابتلي كتاب المسلم الصغير عشان أبدأ به ودايما تسأل عني».
وقفت مع الكثير من الفنانين الذين ضاقت عليهم الدنيا مثل سميحة توفيق، التي قالت في حديثها الأخير المنشور في جريدة الجمهورية: «شادية مبتسبنيش.. الوحيدة إللي بتسأل عليا ماديا و معنويا».
هند رستم عند تكريمها في مهرجان القاهره السينمائي الدولي عام 1996 وقفت وقالت: «شادية أولي مني بهذا التكريم»، مما أخرج إدارة المهرجان الذي كان يرأسه وقتها الكبير سعد الدين وهبه مما جعله يتحمس لتكريم شادية في العام التالي، وبالفعل وافقت وعندما تم إعلان موافقتنا وحضورها حفل الافتتاح أحتشد الآلاف من الفنانين والنقاد والصحفيين والجماهير ليشاهدوا شادية حتي أن سعد الدين وهبه عندما لمس هذا الزحام سارع بالاتصال بالداخلية لتأمين قاعة المؤتمرات الخاصة بالافتتاح في سابقة لم تحدث من قبل، ومع ذلك لم تحضر شادية، مما أثار ربكه كبيرة غير متوقعة وقالوا وقتها كل من يوسف شاهين: «كان نفسي أوي اشوف شادية بس كنت مراهن أنها مش هتيجي».
سميحة أيوب: «إحنا بنكرم مسيرة عطاء».
نبيلة عبيد: «أنا و شادية بدأنا مع حلمي رفله وهى طول عمرها إنسانة عظيمة».
عادل إمام يتحدث عنها قائلاً: «شادية الوحيدة إللي متأجرتش بحجابها واعتزالها»، ثم قال: «شادية و كفي».
يسرا وإلهام شاهين يتحدثن عنها في فيلم «لا تسألني من أنا» آخر أفلامها: «كانت أم لينا بمعني الكلمة».
لغت التصوير ثلاثة مرات بسبب زملاءها
الأولي
ليلي طاهر التي اشتركت معها في فيلم «امرأة في دوامة» عام 1960، فكانت تأخر التصوير أو تلغيه حتي تأتي من امتحاناتها لدرجة أنها كانت تجعل الكوافير الخاص بها يقوم بتجهيز ليلي طاهر بناء علي طلب شادية.
الثانية
عبد المنعم إبراهيم، الذي اشترك معها في فيلم «زقاق المداق»، وكان عنده مسرح ولا يستطيع أن يقول لمخرج الفيلم حسن الإمام هذا فبكي من تأثره فلما رأته شادية وعرفت سبب بكاءه.
ذهبت لحسن الإمام، وقالت له:«فركش أنا تعبانة جداً النهاردة».
الثالثة
إلهام شاهين، في فيلم «لا تسألني من أنا»، وكانت طالبة في السنة النهائية في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان عندها امتحان في اليوم التالي العاشرة صباحا ولا تستطيع أن تقول هذا الأمر لمخرج الفيلم أشرف فهمي، فعندما قالت لشادية هذا الموضوع قالت شادية لأشرف فهمي: «أنا بكرة مش هاجي تصوير إلا بعد الساعة واحدة بعد الظهر».
سعاد حسني، ترحب بالاشتراك في فيلم «الطريق» خصيصًا من أجل شادية، وعندما علمت أنه لا يجمعهما ولا مشهد واحد بكت وصممت تترك الفيلم، ولما علمت شادية جاءت خصيصاً لها في يوم ليس لها تصوير فيه حبا في حب سعاد حسني لها.
لبني عبد العزيز لم تشترك في أي فيلم كضيفة شرف، إلا عندما علمت أنها تقوم بدور بنت شادية في فيلم «لا تذكريني» عام 1960 طارت من الفرح.
وردة الجزائرية، قالت: «كل ما أسمع شادية تعني وتقول خايفة تلاقي وردة تحلو في عينيك أرد عليها وأقول خلاص ياشادية لاقها وحلوت في عينه»، وكانت تقصد بليغ حمدى ملحن الأغنية «خلاص مسافر»، والتي كانت وردة تقول لبليغ حمدي: «لحن لشادية وليا وبس» حبا في شادية.
سميرة سعيد، تسمي ابنها الوحيد «شادي» حبا في شادية، كما صرحت في مجلة الكواكب.
سهير البابلي، تقول عن شادية: «العظيمة اللي خيرها على الكل»، وتروي مواقف إنسانية عنها في كواليس مسرحيه «ريا وسكينة»، أنها كانت يوميًا تعطي مبالغ للعمال، وكانت ترى ناس غلابة كتير في غرفتها منتظرينها من أجل المساعدة فكانت لا ترد سائل.
سناء جميل، تقول: «شادية هي من تستحق لقب سيدة الشاشة العربية لأنها قامت بأداء كل الأدوار بنجاح و اقتدار»، والمعروف أن شادية كانت صديقة حميمه لسناء جميل وآمال فهمي و سناء منصور.
هدى سلطان، تتحدث عنها قائلة: «أخويا محمد فوزي هو اللي شكل صوتها لما لاقها موهوبة وهي زي ما هي نفس البهجة والسرور والقلب الطيب وكل ما أروح العمرة الاقيها تتصل بيا وتقولي تعالي نزور النبي مع بعض».
عفاف شعيب، تتحدث عنها وتقول: «لقتها بتتصل بيا أول ما ارتديت الحجاب، وقالت ألف مبروك حجابك هز مصر»، حيث صادف تاريخ ارتداء حجاب عفاف شعيب زلزال مصر 1992.
«شهيرة» هى كانت الأقرب إليها كما كان يشاع فتقول: «أنها حضرت حنة ابنتها رانيا بنفسها وكانت ترقيها وترتل لها آيات القرآن الكريم».
نورا آخر من كانت علي تواصل مع شادية فكانت دائمة الزيارة لها خاصة في مرضها الأخير وكانت شادية تحب نورا جداً وتتصل بها من وقت لآخر.
مع العلم أن علاقة شادية لم تنقطع.
عن كل من يسأل عنها سواء فنانات محجبات أو فنانات مازلن في العمل الفني كما قيل عنها من هؤلاء و هؤلاء
وتظل كلمة كل من الشيخ الشعراوي، والدكتور مصطفى محمود عالقتين في الأذهان والقلوب، حين قال الشعرواي لها «إنتي أفضل مننا عشان إنتي سبتي الشهرة والمال والمجد عشان خاطر ربنا.. إنما إحنا اتولدنا لقينا نفسنا كده متحطناش في إختبار زيك.. وكمان زي ما قال ربنا سبحانه وتعالى إن الله يحب التوابين.. ثم دعا لها».
وكلمة الدكتور مصطفى محمود لها: «شادية دى تحبها إنسانة تحبها فنانة تحبها أخت تحبها صديقة تحبها أم تحبها وطن».
هذه نبذة بسيطة عن الحب الذي ملء قلوب الجماهير والفنانين والجميع، فكان السؤال الذي يفرض نفسه.. مين ميحبش شادية؟.
حقا لم يحظي فنان كأن ما كان بهذه الحفاوة والمحبة والتقدير مثلما حظيت شادية، حتى أنها كانت أيقونة في تسريحة شعرها «قصة شادية» أيقونة في إسمها، فنجد أن الكثير من الناس سموا بناتهم شادية حبا في شادية، وهذا لم يحدث مع فنانة من قبل أو من بعد.
حتي بعد حجابها شجع وحمس كثيرات على ذلك، حتي كبار نجمات السينما المصرية.
شادية كانت ومازالت وستظل الحب الكبير في حياة الجميع.
في ذكري وفاتها الأولي نتضرع إلي الله سبحانه وتعالى أن يرحمها و يغفر لها و يسكنها فسيح جناته.