«نادية لطفي».. اسمها تسبب في قضية.. صورت أحداث صبرا وشاتيلا للعالم
داليا محمدبجمالها الساحر الذي يجمع بين ملامح الشرق و الغرب، وعيناها الجميلتين المليئة بالشجن و الغموض, وبحة صوتها المميزة، التي تجعلك تعرفها دون أن تنظر إلى الشاشة، حجزت لنفسها مكانة خاصة بين صفوف الجماهير, و استطاعت أن تصل إلى القمة رغم وجود العمالقة، لتصبح هي فقط «معشوقة الجماهير» إنها النجمة الجميلة «نادية لطفي».
يرصد اليوم موقع "السُلطة" بعض و أبرز محطات حياه الفنانة نادية لطفي:
اسمها الفني:
موضوعات ذات صلة
اسمها الحقيقي «بولا» تزوجت من إبن الجيران الضابط البحري, و بعد الزواج قررت دخول المجال الفني وخوض تجربة التمثيل, فكانت من ضمن المدعويين على حفل عيد الأسرة بمنزل صديق العائلة المنتج «جان خوري».
وكان من بين المدعوين المنتج السينمائي الشهير «رمسيس نجيب» الذي انبهر بجمالها و قرر أن تكون بطلة فيلمه الجديد الذي كان بصدد تحضيره وقتها «سلطان» أمام وحش الشاشة الراحل فريد شوقي، وكان ذلك عام 1958.
اقترح عليها تغيير اسمها, لأنه سيكون ثقيلاً على أذن المشاهدين لها، و قام باقتراح عدة أسماء من بينهم «سميحة حمدي، وسميحة حسين» و لكنها اقترحت أن يكون اسمها، نادية لطفي، على اسم بطلة رواية «لا أنام» التي قامت بتجسيدها الفنانة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فمن حبها للشخصية و إعجابها الشديد بها على الورق و الشاشة اختارت هذا الاسم, الذي لاقى استحسان المنتج رمسيس نجيب.
عند معرفة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بذلك, غضب كثيرًا فأعتبر أن استعارة اسم إحدى بطلات رواياته دون إذنه، أمر غير قانوني, فقام برفع دعوة قضائية في المحكمة طالب فيها بحقه الأدبي.
و لكن بعدما تم دعوة إحسان عبد القدوس، على العرض الخاص لفيلمها الأول، من قبل المنتج، أعجب بالفنانة الشابة اعجابًا شديدًا، و رأى فيها نجمة قادمة، ما جعله يتنازل عن الدعوة القضائية و قال لها : «انت بالفعل نادية لطفي اللي الهمتني فكرة القصة».
نضالها :
من المعروف عن النجمة نادية لطفي، مواقفها السياسية الحادة و الصريحة, حيث أنها تُعد الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أثناء فترة الحصار الصهيوني.
كما قامت الفنانة نادية لطفي، أثناء حرب السادس من أكتوبر، بنقل مقر إقامتها، إلى مستشفى القصر العيني، لتكون العين الساهرة على راحة الجرحى و المصابين من شجعان الوطن, متناسية نجوميتها و شهرتها، لتصبح فقط ملاك رحمة من أجل رعايتهم.
في عام 1982، ذهبت في رحلة شهيرة إلى لبنان، أثناء حصار بيروت، ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، و رغم أن الموت كان يطاردها في كل لحظة إلا أنها كات أشجع من رجال كثيرون و قامت بتسجيل ما حدث من مجازر، ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية، ما دفع العديد من الصحف والقنوات للقول بأن كاميرا نادية لطفي التي رصدت ما قام به السفاحون الإسرائيليون في صبرا و شاتيلا، لم تكن كاميرا بل كانت مدفع رشاش في وجه القوات الإسرائيلية.
وظلت نادية، لشهور ترتحل بنفسها بين عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال عدائية، إلا أنها في النهاية توقفت بسبب ظروفها الصحية، التي لم تعد تساعدها على الاستمرار في الأمر.
صداقتها و خلافها مع سعاد حسني:
جمعت بينها و بين سعاد حسني صداقة قوية خاصةً بعدما شاركتها بطولة فيلمي «السبع بنات وللرجال فقط» لكن حدث بينهما خلاف بعد ذلك دمر علاقتهما و لم تعد بعده كالسابق، حيث تم ترشيح سعاد حسني للقيام بدور البطولة أمام العندليب عبد الحليم حافظ في فيلم «الخطايا» و بدأت الشائعات تطاردهما في الصحف و المجلات و التي أكدت جميعها على وجود علاقة و ارتباط عاطفي بين "العندليب و السندريلا", و لكن العندليب بدوره نفى تلك الأخبار و كذبها ما أثار غضب "سعاد حسني", و قررت الاعتذار عن الدور, الأمر الذي أضطر "عبد الحليم" لترشيح "نادية لطفي", و ترددت نادية في البداية أن تقبل الدور لأنها كانت تعلم جيداً أن هذا سيجعلها تخسر صديقة عمرها و لكنها ضحت بكل شيء لتقف أمام العندليب و تحقق حلم حياتها.
و أثر ذلك الموقف على علاقتها بسعاد حسني فيما بعد, و ظهر ذلك جلياً أثناء كواليس تصوير فيلم "من غير ميعاد".
بطولة من مشهدين فقط:
رغم أن دورها في فيلم «المومياء» للراحل «شادي عبد السلام» لم يتجاوز المشهدين, بل و كانا مشهدين صامتين بدون حوار، إلا أنها تصدرت أفيشات الدعاية الخاصة بالفيلم، بنظرتها الشهيرة التي تشبه في غموضها نظرة الموناليزا.