فاروق الفيشاوي.. بعدما قهره الحب والظروف يتحدى المرض في آخر حياته
محمد شوقيظهر أواخر السبعينات وبزغ نجمه في الثمانينات حتى أصبح أيقونة الحظ في نجاح نجوم كبار بسبب وجوده في الفيلم مثل نادية الجندي ونبيلة عبيد، الفنان الوحيد الذي برع في تقديم كل الألوان الدرامية بخيرها وشرها.
ابن المنوفية محمد فاروق فهيم الفيشاوي، المولود يوم 5 فبراير 1949 من أسرة ميسورة الحال، تخرج من كلية الطب، وحصل قبلها علي ليسانس الآداب، وكان يعشق التمثيل من خلال مسرح الجامعة الذي لمع فيه ومنه ظهر على الساحة السينمائية.
بدأ في أدوار صغيرة في السينما ولكنها لم تدم، فسرعان ما تحول لبطل بعد مشاركته سعاد حسني وعادل إمام فيلم «المشبوه» عام 1981، ومن وقتها أصبح أحد أهم فرسان السينما في الثمانينات، فكان تميمة الحظ لنجمات الصف الأول مثل نادية الجندي ونبيلة عبيد ونجلاء فتحي ومديحة كامل، ومن خلاله كان النجاح الجماهيري الذي ينسب في آخر الأمر لهن من أهم هذه الأفلام «الجراج والحناكيش وتجيبها كده وشبكة الموت والتحدي وكشف المستور ونعيمة فاكهة محرمة و السقوط وحكمت فهمي وغدًا سأنتقم والمرأة الحديدية».
موضوعات ذات صلة
ولكن كان «الفيشاوي» له بصماته الخاصة به في أفلام تعد هى الأهم في حياته مثل «القرداتي واليتيم والذئاب وشقة الأستاذ حسن والحلال والحرام والأستاذ يعرف أكثر والسطوح والكف والعبقري والحب ومهمة صعبة جداً».
تميز «الفيشاوي» في أدوار معقدة وأثبت فيها موهبته الكبيرة، نجده معاقا ذهنياً في «ديك البرابر» وأصم في «الجراج» وعقيم في «عتبة الستات» وصهيوني في «فتاة من إسرائيل»، فلم يفشل في أداء أي دور صعب قام به إلى جانب خوضه تجربة الإنتاج في فيلم «مشوار عمر».
نال نفس النجاح في التليفزيون، وقدم ما يزيد عن عشرين مسلسلا من أهمهم «علي الزيبق وليلة القبض على فاطمة وأولاد آدم وغوايش والدم والنار والحاوي وكناريا وشركاه ومخلوق أسمه المرأة».
ولا ننسي دوره في المسرح كنجم مسرحي يضاحي كبار نجوم المسرح، فقدم عدة مسرحيات منها «البرنسيسة والدنيا مقلوبة وولاد ريا وسكينة» فبرع في الكوميدي والتراجيدي والأكشن والمليودراما، ولم يتميز في لون دون الآخر ولا دور دون غيره.
كون ثنائي فني مع بوسي أثمر عن عشرين فيلم و3 مسلسلات.
لم يحظى «الفيشاوي» بنجومية أبناء جيله مثل أحمد زكي ومحمود عبد العزيز، وذلك بسبب التخبطات التي صادفته في حياته الشخصية مرة مرحلة الإدمان التي أثرت بالفعل في عمله وتقدير الناس له.
ومرة أخرى في تعدد علاقاته العاطفية في الزواج والارتباط والحب، فتزوج 5 من أشهرهم زواجه من الفنانة سمية الألفي أم ولديه أحمد وعمر، ثم الزواج السري بينه وبين النجمة المعتزلة سهير رمزي، والذي بدأ سريًا مما أغضب زوجته الأولي سمية الألفي التي تأثرت لكرامتها طالبة الطلاق وقد كان.
وما أشيع بين الحين والآخر في تعدد علاقاته العاطفية وشائعات زواجه من فنانات مثل إلهام شاهين وليلي علوي وأخيرًا بوسي، ثم ما حدث من ابنه أحمد الفيشاوي بعد ما ظهر له بنت من علاقة غير شرعية، وكانت قضية رأي عام تناولتها الصحف والبرامج التليفزيونية حتى وصلت لساحات المحاكم واعترف ببنوتها بعد ثلاث سنوات إلى جانب مواقف أحمد الفيشاوي التي ينتقدها المجتمع المصري بصفة عامة، وبالتالي تعود هذه السلوكيات على الفيشاوي نفسه.
إلى جانب آرائه السياسية التي تحفظ عليها القاعدة العريضة من الناس ومساندته للسياسي حمدين صباحي، وهو ما أغضب الكثير من جمهوره.
كل هذه الأمور جعلت كفة ميزان فنه في النازل خاصة أن الناس تتأثر بسمعة الفنان وحياته الخاصة.
وفي افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الأخير، تم تكريمه أخيرًا بعد رحلة عطاء فنية لا ينكرها أحد، فقد قدم ما يزيد عن 80 فيلم وعشرين مسلسل تليفزيوني وإذاعي وخمسة مسرحيات.
ليفاجأ الجميع بإعلانه مرضه بالسرطان بنفس طيبة وروح عالية وتحدي للمرض، مما تعاطف معه الجميع وجعل الجميع يذكر له الخير كله داعين الله أن يتجاوز مرحلة المرض.