ماذا يفعل المصلي إذا أخطأ في قراءته أو نسي آية؟.. وما هي ضوابط التصحيح؟
يتساءل البعض حول ماذا يفعل المصلي إذا أخطأ في قراءته أو نسي آية؟، وما ضوابط رد الإمام والفتح عليه؛ لتصحيح القراءة أثناء الصلاة؟، حيث كشفت دار الإفتاء المصرية من خلال جوابها أنه ليس للمأموم أن يتعجل على الإمام بالرد أو الفتح عليه في القراءة؛ إلا إذا طلب الفتح بلسان حاله أو مقاله، ولم يُعلَم أنه يتردد بالرد عليه، أو وصل خطؤه إلى نحو خلط آية رحمة بآية عذاب أو إدخال أهل الجنة النار وأهل النار الجنة، أو أخطأ في الفاتحة خطأ مؤثرًا في صحتها عند من يقول بكونها ركنًا.
ماذا يفعل المصلي إذا أخطأ في قراءته أو نسي آية ؟
وقالت إن الصلاة مبناها على الخشوع؛ حتى جعل الله- تعالى- الخشوع فيها أول صفات عباده المؤمنين فقال- سبحانه-: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۞ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1-2]؛ ولذلك فقد حرم الشرع الكلام فيها، وجعل تنبيه الإمام على الخطأ في صلاته في أضيق الحدود فقصره على التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، وجعل إصلاح خطأ قراءته من باب الفتح عليه.
موضوعات ذات صلة
- مواقيت الصلاة اليوم السبت.. الفجر في دمياط 4:08 صباحا
- مواقيت الصلاة فى مصر اليوم الخميس 6-7-2023
- للنشر الساعة 3 صباحا.. مواقيت الصلاة اليوم، موعد أذان الظهر اليوم الخميس 6- 7-2023 بتوقيت القاهرة والمحافظات
- مواقيت الصلاة اليوم، موعد أذان الفجر اليوم
- مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 5 7 2023 في القاهرة والمحافظات
- مواقيت الصلاة اليوم، موعد أذان الظهر اليوم الأربعاء 5- 7-2023 بتوقيت القاهرة والمحافظات
- ننشر مواقيت الصلاة الإثنين 3/7/2023 بمحافظات الجمهورية
- ما حكم الأكل من حيوان ذبح بالفأس؟.. دار الإفتاء تجيب
- ننشر مواعيد الصلاة اليوم الأحد 2 يوليو 2023 فى محافظات مصر
- ننشر مواقيت الصلاة الأحد 2/7/2023 بمحافظات الجمهورية
- حكم صيام رابع أيام العيد.. «الإفتاء» توضح
- مواقيت الصلاة اليوم، موعد أذان الظهر اليوم السبت 1- 7-2023 بتوقيت القاهرة والمحافظات
وتابعت: الفتح في اصطلاح الفقهاء -كما في "مغني المحتاج" للشيخ الخطيب الشربيني الشافعي (1/ 356 ط. دار الكتب العلمية)-: هو تلقين الآية عند التوقف فيها. أي: أن وقوف الإمام لطلب الرد أمر أساس في مفهوم الفتح عليه، فلا يبتدئه بالرد ولا يقاطعه أثناء القراءة؛ لأن مصلحة انتظام شأن الصلاة، والخشوع فيها مقدمة على ما عداها، وهذا في قراءة غير الفاتحة، فأما في الفاتحة فالفتح واجب؛ لأنها من أركان الصلاة عند الجمهور.
وقد اشترط الفقهاء في الفتح شروطًا تجعله جابرًا لخلل الصلاة من غير أن يكون مخرجًا لها عن خشوعها وخضوعها؛ فنصوا على أن الإمام لا يفتح عليه إلا إذا استفتح؛ أي: طلب الفتح، وأنه لا يُلَقَّن ما دام مترددًا؛ حتى يقف طلبًا للفتح حتى لو خرج من سورةٍ إلى سورة ما دام لم يخلط آية رحمة بآية عذاب أو عذاب برحمة أو يغير تغييرًا يقتضي كفرًا.
فعند الحنفية: يُكرَهُ للمقتدي أن يعجل بفتح، ويكره للإمام أن يُلْجِئَه إليه بأن يسكت بعد الحصر أو يكرر الآية، بل يركع إن كان قد قرأ ما تصح به الصلاة، أو ينتقل إلى آية أخرى ليس في وصلها ما يفسد الصلاة، أو ينتقل إلى سورة أخرى، وإن فتح المصلي على غير إمامه فسدت صلاته لأنه تعليم وتعلم، فكان من جنس كلام الناس، إلا إذا نوى التلاوة، فإن نوى التلاوة لا تفسد صلاته عند الكل، وتفسد صلاة الآخذ إلا إذا تذكر قبل تمام الفتح وأخذ في التلاوة قبل تمام الفتح فلا تفسد، وإلا فسدت صلاته؛ لأن تذكره يضاف إلى الفتح، وإن سمع المؤتم ممن ليس في الصلاة ففتح به على إمامه فسدت صلاة الكل لأن التلقين من خارج. ينظر: "رد المحتار على الدر المختار" لابن عابدين (1/ 418 ط. إحياء التراث).
وعند المالكية والشافعية: لا يفتح على الإمام إلا إذا استفتح؛ أي: طلب الفتح، ولا يلقن ما دام مترددًا حتى يقف طلبًا للفتح حتى لو خرج من سورة إلى سورة ما دام لم يخلط آية رحمة بآية عذاب أو يغير تغييرا يقتضي كفرًا؛ قال الإمام الباجي المالكي في "المنتقى شرح الموطأ" (1/ 152، ط. مطبعة السعادة): [(مسألة): والفتح على الإمام إنما يكون إذا أُرْتِجَ عليه وإذا غير قراءته؛ فأما من الْإِرْتَاجِ عليه: فهو إذا وقف ينتظر التلقين. رواه ابن حبيب عن مالك، وأما إذا غيَّر القراءة: فلا يُفتَح إذا خرج من سورة إلى سورة أو من آية إلى أخرى ما لم يخلط آية رحمة بآية عذاب أو يغير تغييرًا يقتضي كفرًا؛ فإنه ينبه على الصواب] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" (4/ 401- 402، ط. مكتبة الإرشاد): [(الرابعة عشرة): قال الشافعي في المختصر: وإذا حُصِرَ الإمام لُقن، قال الشيخ أبو حامد والأصحاب: ونص في مواضع أُخَر أنه لا يلقن، قال القاضي أبو الطيب: قال أصحابنا: ليست على قولين؛ بل على حالين، فقوله: يلقنه أراد إذا استطعمه التلقين بحيث سكت ولم ينطق بشيء، وقوله: لا يلقنه أراد ما دام يردد الكلام ويرجو أن ينفتح عليه، فيترك حتى ينفتح عليه، فإن لم ينفتح لُقن واتفق الأصحاب على أن مراد الشافعي هذا التفصيل وأنها ليست على قولين] اهـ.
ماذا أفعل مع سماع صلِ على النبي أثناء الصلاة ؟ فضل الصلاة على النبي.. وهذه أفضل صيغة تنحل بها العقد والكروب ماذا يفعل المصلي إذا أخطأ في قراءته أو نسي آية ؟
ونص الشافعية على أنه إن علم من حال الخطيب أنه يُدْهَش من الرد عليه فإنه لا يرد عليه، وكذلك ينبغي أن يكون الحكم في الإمام إذا عُلِمَ من حاله أنه يُدهَش من الرد عليه؛ قال الإمام الزركشي في "المنثور في القواعد" (1/ 401- 402، ط. وزارة الأوقاف الكويتية): [تلقين الإمام يشرع في موضعين: (أحدهما): القراءة في الصلاة إذا أُرْتُجَّ عليه، ولا يُلَقَّن ما دام يتردد بل حتى يقف قاله المتولي، (الثاني): في الخطبة إذا حضر ولا يُلقن حتى يسكت قاله الدارمي في "الاستذكار"، قال: ويرد عليه ما يعلم أنه ليس يفتح له، وقال الشاشي في "المعتمد": فإن أرتج عليه لقن في الخطبة نص عليه، وقال في موضع آخر: لا يلقن، والمسألة على اختلاف حالين فحيث قال: يلقن إذا وقف بحيث لا يمكنه أن يفتح عليه، وحيث قال: لا يلقن إذا كان تردد ليفتح عليه؛ قال في "الاستقصاء": إن علم من حاله أنه إن فتح عليه انطلق فتح عليه، وإن علم أنه يدهش تركه على حاله] اهـ.
وهذا كله لِمَا لمقام الخطابة -ومثلها الإمامة- من الهيبة في الصلاة بالناس، والخوف من الزلل، وحساسية النفس البشرية من التصويب في مثل هذه الحالة؛ حتى قيل لعبد الملك بن مروان: عجل إليك الشيب؟ فقال: شيبني ارتقاء المنابر وتوقع اللحن. ينظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (2/ 308، ط. دار الكتب العلمية).أما عند الحنابلة فقد جعلوا الرد عندما يرتج على الإمام وعند الغلط في قراءة السورة؛ قال العلامة البهوتي في "كشاف القناع" (1/ 355. ط. عالم الكتب): [(وله)؛ أي: المصلي (أن يفتح على إمامه إذا أُرتِجَ) بالبناء للمفعول وتخفيف الجيم كأنه مُنِعَ من القراءة مِنْ: أَرْتَجْتُ الباب إرتاجا، أغلقته إغلاقا وثيقا (عليه) أي الإمام، (أو غلط) في قراءة السورة فرضا كانت الصلاة أو نفلًا] اهـ.
وشددت أنه لا شك أن هذا منوط بتحقيق الخشوع في الصلاة، وعدم حصول الاضطراب أو الجلبة أو الضوضاء، فإذا اجتمعت مصلحة تصحيح خطأ القراءة الذي وقع فيه الإمام مع مفسدة تلجلجه واضطرابه وتشتت أفكاره بسبب الرد عليه فإن درء المفسدة حينئذ مقدم على جلب المصلحة كما هو المقرر شرعًا، هذا مع أن في الإمكان الجمع بين جلب المصلحة ودرء المفسدة بإتمام الصلاة، ثم تنبيه الإمام بعد الصلاة على الخطأ في أدب وهدوء نابعين من إرادة الخير وصدق النصيحة والإخلاص في القصد.
وأكدت بناء على ذلك: فليس للمأموم أن يعجل على الإمام بالرد أو الفتح عليه في القراءة إلا إذا طلب الفتح بلسان حاله أو مقاله، ولم يُعلَم أنه يتلجلج بالرد عليه أو وصل خطؤه إلى نحو خلط آية رحمة بآية عذاب أو إدخال أهل الجنة النار وأهل النار الجنة أو أخطأ في الفاتحة خطأ مؤثرًا في صحتها عند من يقول بركنيتها.