ركن الحج الأعظم، تعرف على أعمال حجاج بيت الله في يوم عرفة
ماهر فرجيستعد حجاج بيت الله لبدء أداء مناسك الحج في يوم عرفة والوقوف على جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم.
أعمال يوم عرفة للحاج
يعتبر اليوم التاسع من ذي الحجة؛ أي يوم عرفة أحد أهمِّ الأيام التي تؤدِّي فيه مناسك الحج
ويقوم الحاج في يوم عرفة بعدة أعمال فيما يأتي بيانها:
المبيت في منى ليلة عرفة
يعد المبيت بمنى ليلة عرفة من سنن الحج وليس من واجباته؛ فيستحبُّ للحاج أن يبيت ليلة عرفة في منى وأن يُصلي بها الفجر، وينتظر حتى تطلع الشمس، ثم يغادرها لاستكمال أركان الحج.
Advertisements
الوقوف على جبل عرفة
يُعدُّ الوقوف في عرفة الركن الأساسي في الحج، ومن فاته الوقوف في عرفة فلا حج له، ويجب عليه التحلل؛ وذلك بأن يؤدي عمرةً كاملة؛ فيطوف ثم يسعى ثم يتحلّل، ويأتي للحج في العام المقبل حتى يُتمّ حجّه الأول لقوله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ). وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُؤكّدا أهمية الوقوف بعرفة: (الحَجُّ عَرَفةُ)،ووقت الوقوف في عرفة يبدأ من زوال الشمس في يوم عرفة، أما الحنابلة فيبدأ عندهم من طلوع فجر يوم عرفة؛ ويُعلّلون ذلك بأن النهار يشمل جميع اليوم. عبد الله الطيار الفقه الميسر صفحة 61،بتصرّف ويستمرّ وقت وقوف الحجاج في عرفة حتى طلوع فجر يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، فإذا طلع فجر يوم النحر لا يصح الوقوف في عرفة، ومن فاته الوقوف بعرفة قبلها فقد فاته الحج.
سنن الحاج في يوم عرفة
ولأهميّة الوقوف بعرفة، فقد وردت فيه العديد من السُّنن التي يُستحبّ أن يقوم بها الحاج، ومنها ما يأتي:
النزول بمسجد نمرة إن تيّسر له ذلك، ويبقى به إلى الزوال. صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة بعد الزوال.
استقبال القبلة في وقوفه يوم عرفة. جعل جبل عرفة بينه وبين القبلة إن تيسّر له ذلك.
الإكثار من الذكر والدعاء وطلب مسألته وحاجته؛ وذلك بأن يتضرّع إلى الله -تعالى-. تكرار قول: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ)، فهذا خير الدعاء في عرفة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أن يبقى على طهارة أثناء ذكره ودعائه في عرفة قدر المستطاع.
التلبية في يوم عرفة
تسن التلبية للحاج بمجرد إحرامه، وتستمر التلبية في كل وقت ونسك يفعله الحاج، وتنتهي التلبية في الحج عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر.وقال بعض الفقهاء بوجوب التلبية، وترتب الدم على تركها.
وعلى الحاج أن يلبي على عرفة مستشعرًا المعاني العظيمة التي اشتملت عليها التلبية؛ من توحيد وتعظيم وافتقار لله -تعالى-، ومن صيغ التلبية الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ تَلْبِيَةَ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ).
المبيت في مزدلفة بعد وقوف الحاج بعرفة
عليه أن يبيت في مزدلفة وأن يُصلّي بها صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير؛ فتُصلّى صلاة المغرب ثلاث ركعات، وصلاة العشاء ركعتان قصرًا، ولم يُشرع قيام تلك الليلة.
حكم صيام يوم عرفة للحاج إن لصيام
يوم عرفة فضل عظيم، ويترتّب عليه أجرٌ كبير لغير الحاج، أما للحاج فقد قال أكثر العلماء بكراهية صيامه ذلك اليوم؛ لأن الصيام رُبما أضعفه عن القيام بأعمال عرفة والاجتهاد في الدعاء والذكر في ذلك اليوم، وقد قيل باستحباب صيامه للحاج إن كان لا يؤثّر عليه، ولا يُضعفه ذلك عن القيام بمهام يوم عرفة.
ولم يصم النبي -صلى الله عليه وسلم- في عرفة وعامة الصحابة -رضوان الله عليهم- كذلك؛ وذلك لأن الدعاء والاجتهاد فيه أفضل من صيام ذلك اليوم للحاج، فربما صام الحاج ولم يجد من نفسه قدرة على الوقوف الطويل والاجتهاد في الدعاء والذكر مع الجوع والعطش.