أهمها ”نهر الدخان”.. أعمال إبداعية تناولت حرب الأفيون
ماهر فرجهناك عدد من الكتابات الإبداعية التي تناولت حرب الأفيون، باعتبارها واحدة من أهم الحروب التي خاضتها الإمبراطورية الصينية، من أهمها رواية "حرب الأفيون" للكاتب وانج شياو تشين، و"شجر الخشخاش"، "فيضان النار"، "نهر الدخان"، وكلها تدور عن حرب الأفيون.
يقول المترجم والباحث في التراث الصيني محسن فرجاني: "أولًا، فليس هناك حرب أفيون واحدة بل عدة حروب للأفيون، حيث يشار تاريخيًا إلى حربين شنتهما القوى الغربية على أسرة "تشينج" الأمبراطورية (1644 م) في منتصف القرن 20، حرب الأفيون الأولى التي شنت بين 1839 و 1842 على إثر حملة قامت بها السلطات الصينية ضد تجارة الأفيون، ثم هناك حرب الأفيون الثانية التي شنتها فرنسا وإنجلترا ضد الصين بين 1856 و1860، حيث استخدمت القوى الغربية أسلحة عسكرية حديثة مكّنتها من هزيمة القوات الصينية وأجبرت الحكومة الصينية على تنازلات تجارية ومناطق امتياز، وكان من شأن هاتين الحربين وماتلاهما من معارك إضعاف السلطات الصينية سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا واجتماعيًا.
حرب الأفيون وتقسيم المراحل الأدبية
موضوعات ذات صلة
ويلفت فرجاني إلى أن "حرب الأفيون في الأدب الصيني جزء مهم من عملية تقسيم المراحل الأدبية، ذلك أن المعتاد في تقسيم مراحل الأدب الصيني (في تقاليد التاريخ الأدبي الصيني) تحديده بأربع فترات كبرى، هي:
1- الأدب الكلاسيكي، ويغطي مساحة زمنية تبلغ ثلاثة آلاف عام حتى عصر أسرة تشينج الأمبراطورية، أي عام 1644 م.
2- "الأدب الصيني ما قبل الحديث" (جينداي ونشيوي) ويؤرخ للأدب الصيني بدءا من حرب الأفيون إلى سقوط أسرة تشينج الأمبراطورية الحاكمة (1841 – 1911)، وقد ظهر هذا المصطلح في عشرينيات القرن 20، لكنه لم يصبح شائعًا إلا في خمسينيات القرن 20.
3- الأدب الصيني الحديث (شيانداي ونشيوي) ويقصد به الفترة الأدبية من 1911 إلى 1949.
4- الأدب الصيني المعاصر (دانجداي ونشيوي)، ويبدأ تاريخه من 1949، أي مع تأسيس جمهورية الصين الشعبية، والحس التقليدي لمؤرخي الأدب يذهب إلى أن الأدب ما قبل الحديث، أي أدب فترة ما بعد حرب الأفيون كان عبارة عن لحظة مارقة من الزمن شهدت انهيار المنظومة الأدبية أو الوضع الأدبي العام قبيل بزوغ الفترة التي شهدت عصرًا أدبيًا حديثًا، هو في حقيقته مجرد مرحلة انتقالية لكي يظهر الأدب بملامح حدايثة حقيقية مع حركة الرابع من مايو 1919، وهو المفهوم الذي جرت مراجعته في السنوات الأخيرة انطلاقًا من فكرة مغايرة ترى أن تصورات المرحلة الأدبية قبل الحديثة أو انتاجها الأدبي ومدّها الإبداعي أثناء السنوات الأخيرة من عصر أخر عرش امبراطوري صيني يصعب أن يتم اختزاله في مجرد حقبة عابرة من تاريخ الأدب، فقد كانت تلك فترة متميزة بعناصر تضعها في مرتبة موازية لعصور الأدب الت ينظر إليها بوصفها مراحل إنتاج قوية للأعمال الأدبية.
وولفت فرجاني إلى أن "المشكلة أن الأدب الصيني مازال مجرد طبقة غائرة أو ثنية مطوية في نسيج بالغ التعقيد يعجز الغرب عن رؤية ملامحه بوضوح، حيث شكلت الصين على مدى ثلاثة آلاف وخمسمائة عام أنواعًا وأجناسًا أدبية، من شعر ونثر وقصة ودراما، عبرت عن المناخ الاجتماعي السائد في زمنها عبر دورات فنية بالغة الروعة، وهو ما أعطى الأدب الصيني مذاقًا متفردًا وقيمًا متميزة، ومنحها أيضًا تقاليدها الثقافية السائدة ونظامها النقدي النظري الخاص.
أما عن الأعمال التي تناولت حرب الأفيون كمحتوى إبداعي، فهناك رواية كتبها أحد المبدعين الهنود، هو القاص "أمتياف غوش"، الحائز على جوائز دولية عديدة، عبر ثلاثية صدرت في 2015 هي، على الترتيب: "شجر الخشخاش"، "فيضان النار"، "نهر الدخان"