كيفية تعزيز الصحة العقلية لمرضى الاضطرابات العاطفية

الصحة النفسية هي حالة تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلم والعمل بشكل جيد، فهي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة للإنسان.

أوضحت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الصحة النفسية تتأثّر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية والبيئية، حيث إن العوامل النفسية والبيولوجية الفردية مثل المهارات العاطفية وتعاطي مواد الإدمان والوراثيات يمكن أن تجعل الأفراد أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسية.

كما أن التعرض لظروف اجتماعية واقتصادية بما في ذلك الفقر والعنف وعدم المساواة يزيد من خطر إصابة الأفراد باعتلالات الصحة النفسية.

كيفية تعزيز الصحة النفسية لمرضى الاضطرابات العاطفية؟

العلاج النفسي هو أحد أشكال العلاج التي تستخدم لمساعدة المرضى الذين يعانون من اضطرابات عاطفية ونفسية، حيث يركز العلاج النفسي على تحدي وتغيير التشوهات المعرفية غير المفيدة مثل الأفكار والمعتقدات والمواقف والسلوكيات، وتحسين التنظيم العاطفي وتطوير استراتيجيات المواجهة الشخصية التي تستهدف حل المشكلات الحالية.

أكدت "عيسوي" أن هناك أنواع مختلفة من العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي والذي يهدف إلى تغيير الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية.

وهناك العلاج بالتحدث والذي يهدف إلى تقديم مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر والمخاوف والصعوبات، بالإضافة إلى العلاج الديناميكي والذي يعتمد إلى استكشاف التأثيرات غير المدركة للماضي على الحاضر، كما هناك نوع أخر يسمى العلاج الأسري، والذي يهدف إلى تحسين التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة.

أشارت "عيسوي" أن العلاج النفسي يمكن أن يقدم فوائد عديدة للمرضى مثل تقليل شدة وتكرار الأعراض، تحسين جودة الحياة، زيادة ثقة المرضى بأنفسهم، تطوير مهارات التكيف والإبداع وتقليل خطر حدوث مضاعفات أو انتكاسات.

هل هناك علاقة بين التغذية والصحة النفسية؟

هناك علاقة بين التغذية والصحة النفسية، قد ثبت أن النظام الغذائي الغير صحي هو أحد عوامل الخطر للعديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، كما أن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يساعد في تحسين المزاج والذاكرة والتركيز.

أشار الخبراء، أن الجهاز الهضمي ليس مسؤولا فقط عن هضم الطعام، بل يساعد أيضًا في تنظيم المزاج؛ بحيث تنتج غالبية النواقل العصبية المسؤولة عن ضبط الحالة النفسية في الجهاز الهضمي مثل السيروتونين والدوبامين والتي تنتقل إلى الدماغ عبر إشارة حيوية تسمى بالمحور الدماغي المعوي.

وفقاً لخبراء التغذية، هناك أنواع من الأطعمة يجب أن نتجنبها قدر الإمكان وهي تلك الغنية بالدهون المشبعة والمواد الغذائية المصنعة كالزبدة واللحوم المصنعة والسكر المكرر.