رسائل فاخرة.. قصص الحب الوهمية في حياة إبراهيم المازني
شخصية الشاعر إبراهيم المازني كانت دائمًا مثيرة للجدل وكتب حولها الكثير من المقالات والكتب ترصد الجوانب الخفية من حياته وكان المازني يقدر المرأة وله علاقات عاطفية ومنهم علاقة تسببت له في جرح غائر وهى فاخرة التي اكتشف في النهاية إنها وهمية.
وفي كتاب المازني.. ساخر العصر الحديث" يعلق الدكتور أحمد السيد عوضين، على مقالة للمازني بعنوان "أحببت حواء وابنتها" كتبه في جريدة أخبار اليوم يقول إنه بعد 17 عامًا من فراق محبوبته شاهد في إحدى الحفلات فتاة تطابق ملامحها نفس ملامح حبيبته الأولى وبعد تعرفه عليها اكتشف أنها ابنة حبيبته الأولى فأحبها بل وتمنى أن يمتد به العمر ليحب حفيدتها أيضًا.
تفاصيل قصة الحب الوهمية في حياة المازني
أما قصة الحب الثاني فيلخّصه الكاتب الصحفي في حياة المازني، ديب علي حسن: "يبدأ هذا الحب عندما التقى المازني بشاب اسمه (عبد الحميد رضا) قام الأخير بتسليمه رسالة قال له إنها من إحدى السيدات وأنه يعمل عندها خادمًا لها وقدم له بطاقة شخصية تثبت أنه خادم وقرأ المازنى الرسالة فإذا بها رسالة إعجاب وتشجيع وكانتا الرسالة موقعة باسم "فاخرة".
وهى تطلب منه أن يأذن لها بنسخة من روايته "غريزة امرأة" وبعض الكتب من كتبه لتأنس بها في تربية مادة الأدب الذي تعشقه ثم تقول في ختام رسالتها فهل تأذنوا و آية إذنك أن تبعث لي بشئ من آثارك مع ( تابعي) وقد يكون كتابي هذا رقيقًا وغير معبر تمامًا عن روح الإعجاب الذي ملك علي نفسي وأخذ بتلابيب قلبي وقد يكون لي خير من هذا يوم أن نتعرف أجسادا وأرجو أن أوافق إلى ما يتناسب وقدرك السامي.
مع تبادل الرسائل التي كان يسلمها ويستلمها هذا التابع توطدت العلاقة ودخلت في مرحلة تبادل مشاعر الإعجاب والتلميح بالحب ومع إصرار(فاخرة) على عدم لقاء المازني بدأ الأخير يشك في الأمر فكتب إليها يقول.
عزيزتي الآنسه فاخرة هانم أظن أنك حيرتني وحيرتني جدًا إلى حد لا تضحكي من فضلك إلى حد أني بدأت أظن أن الذي يراسلني ليست آنسه ذكية القلب نافذة البصيرة بل هي شاب داهية كاتبني باسم آنسه ليتفكه بي ويسخر مني فما رأيك في هذا الخاطر اعترف لك أنه خاطر جرى ببالي من أول يوم وهذا هو السبب في التحرز الشديد الذي بدأ مني في رسائلي الأولى على الأقل رسائلي الأولى، لكني تساهلت قليلا مع نفسي وأرسلتها على سجيتها إلى حد محدود فهل تدرين السبب في نشوء خاطر كهذا في رأسي.
السبب أني كنت وما أزال اعتقد أنه ليس في هذه الدنيا إمرأة يمكن في أي حال من الأحوال أن يعجبها إبراهيم المازني ولست أقول هذا تواضعا أو على سبيل المزاح، لكنني أقوله لأنه عقيدة راسخة مخامرة لنفسي مع الأسف وقد كانت نتيجة هذه العقيدة أني كما أخبرتك في رسالتي الماضية تحاشيت في حياتي أن أحاول التحبب إلى إمرأة ولو كانت روحي ستزهق من فرط حبي لها ذلك لاعتقادي في نفسي أخشى أن أتلقى صدمة فتكون النتيجة أن تجرح نفسي فتثور فأتعذب وأعذبها معي.
وترسل له السيدة "فاخرة" صورتها وتطلب منه أن يردها إليها مع الرسالة التي سيرد بها على رسالتها فيكتب لها قائلاً:"أنا اكتب الآن على عجل كأني أخاف أن لا لا لا أخاف شيئًا بل أتمنى أن انقلب إلى زفره تنهيدة تطير إليك على جناح النسيم وتشعرك بما في قلبي وليت لزفراتي روحا تكشف عن حقيقة أمري.
ويعلق على صورتها قائلا: ( فاخرة) أسال الله السلامة من كل هذا الحسن والسلامة وأي أمل فيها لقد كانت ما خفت أن يكون وانتهى الأمر أحببتك خيالا وها أيا ذا اليوم أبصرك إنسانة حقيقية بل لا ر فعن الله إلى سماء كنت أتخيلها إن مثل هذا الحب نعمة يا فاخره ومثل حبي لك مفخرة لي رفعة لنفسي وسمو أنتي ما زلت معنى ساميا لم تتجسدي على الرغم من الصورة كل ما أر تينه وبعد الصورة إن ظني لم يخب..".
الفضيحة الكبرى
وبعد شهور اكتشف المازني أن " فاخرة" ما هي إلا إمرأة وهمية ليس لها وجود وأن هذا الشاب التابع الذي كان يحمل إليه رسائل تلك المرأة المجهولة كان يخدعه وأنه هو نفسه الذي كان يكتب تلك الرسائل إلى المازني وقد انتهى هذا الآمر بأن ذهب هذا الشاب برسائل المازني إلى إحدى المجلات التي قامت بنشرها فأحدثت دويا هائلا في وقتها وتسببت في جرح غائر للمازني.