قصة مدينتين.. هل تنجح Apple في استبدال قاعدتها الصناعية في الصين بالهند؟

ظل المدير التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك لسنوات طويلة متفائلًا بشأن توسيع أعمال الشركة الأمريكية في الهند، ولكنه الآن أصبح يراهن بشدة على عملاق جنوب آسيا الجديد وبدأت Apple في أخذ خطوات جادة في نقل تركيزها الرئيسي من الصين إلى الهند.

 

تستعد Apple لافتتاح متجرها الثاني للبيع بالتجزئة في الهند في مدينة دلهي اليوم الخميس ، بعد يومين فقط من افتتاح أول متجر لها في مدينة مومباي، ويأتي هذا الاهتمام بعد أن وضعت الشركة خطة جديدة لنقل أعمالها الصناعية من الصين إلى الهند لتكون هي المقر الرئيسي.

Apple

تواجه شركة Apple ضغوطًا استراتيجية وسياسية ومن قبل المستمرين واسعة النطاق و لتقليص اعتمادها التصنيعي بشكل كبير على الصين، كما أنها دائما مهددة بفرض رسوم جمركية إضافية منذ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ، كما أن الرئيس الحالي جو بايدن أصبح دائما يشدد على موقف واشنطن ضد بكين من خلال منع المزيد من الشركات الصينية من الوصول إلى أحدث التقنيات الأمريكية بما في ذلك أشباه الموصلات.

 

قال محللون وخبراء في مجال التكنولوجيا لشبكة CNBC الإخبارية إن اعتماد صانع أغلى هواتف في العالم، الآيفون iPhone سيستمر لسنوات قادمة معتمدًا بشكل رئيسي على الصين بالرغم من أن أنظاره تتجه للهند.

 

قال مارتن يانج ، كبير محللي التقنيات الناشئة في شركة أوبنهايمر Oppenheimer، إن انتقال مركز تصنيع أجهزة شركة آبل من الصين إلى الهند سوف يستغرق ما يصل إلى 10 سنوات، ستكون الهند هي الصين في العقد القادم وليس قبل ذلك.

Apple

فيما قال نيتين سوني ، كبير مديري وكالة فيتش للتصنيف الائتماني لشبكة CNBC ، إن شركة آبل التي يقع مقرها الرئيسي في كوبرتينو لا تزال تتمتع بحضور قوي في الصين بسبب سلسلة التوريد القوية، كما أن قدرات البنية التحتية في الصين لا تزال أفضل بكثير مما يمكن أن تقدمه الهند.

أضاف سوني: "سوف تستغرق شركة آبل سنوات حتى تستقل تماما بعيدًا عن الصين، خاصة وأنها تعتمد بشدة على الصين ليس فقط في خطوط التجميع، ولكن أيضًا في النظام البيئي لأشباه الموصلات والاختبارات".

 

أصبحت جهود Apple لنقل تجميع منتجاتها من الصين خطوة أكثر إلحاحًا خلال السنوات الخمس الماضية، مع احتدام وتأزم العلاقات التجارية الثنائية بين الولايات المتحدة والصين ، واضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن سياسة منع انتشار فيروس كورونا في بكين.

Apple

اضطرت شركة آبل إلى تقليص الإنتاج في الصين بسبب القيود المفروضة من قبل الدولة الصينية لمنع انتشار وباء كوفيد 19، وهي خطوة أضرت بنسبة أرباحها السنوية.

قال نافكندار سينغ ، نائب الرئيس المشارك في مؤسسة البيانات الدولية (IDC) بالهند ، إنه من غير المرجح أن تتمكن Apple من التخلي كليا عن الصين في عملية التصنيع : "نظرًا لمقاييس التكلفة، والخدمات اللوجستية ، والقصور التام لبعض الموردين في النظام البيئي في الصين ، فمن غير المرجح أن تتمكن آبل من عملية استبدال الصين بالهند"

Apple

طموحات أبل في الهند

تعتبر دولة الهند هي ثاني أكبر سوق للهواتف النقالة في كل أنحاء العالم من حيث الشحنات والمبيعات السنوية ، وتمثل ما يقرب من 12٪ من السوق العالمي، وفقًا لبيانات شركة استخبارات السوق IDC.

وفقًا لشركة استخبارات السوق IDC، شحنت شركة آبل 6.7 مليون جهاز آيفون iPhone في العام الماضي من الهند ، بزيادة عن 4.8 مليون جهاز في عام 2021. وتحتل الهند المرتبة السادسة بعد الولايات المتحدة والصين واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا لشحنات iPhone العالمية في عام 2022 .

أصبحت شركة التكنولوجيا العملاقة آبل تصنع حاليًا في الهند ما بين 5٪ إلى 7٪ من أجهزة iPhone الخاصة، وهي تعتبر قفزة قوية عن نسبة الـ 1٪ فقط لعام 2021 وهي في طريقها لزيادة أعمالها بشكل تدريجي.

حشد كبير أمام أول متجر لشركة آبل في الهند.. فيديو سعر ومواصفات iPhone 15 Ultra.. عملاق آبل القادم بميزات غير مسبوقة

سبق وأعلنت الحكومة الهندية قالت في يناير الماضي أن شركة آبل تهدف إلى تصنيع 25٪ من جميع أجهزة iPhone الخاصة بها في الهند، ولكن المحلل "دان آيفز" من شركة Wedbush Securities يقول إنه طموح قد لا يتحقق في القريب العاجل، وأن تحقيق 10٪ إلى 15٪ من الإنتاج الإجمالي لهواتف آيفون في الهند يبدو هدف أكثر واقعية على المدى البعيد.