مأساة فتاة من الطفولة للشباب.. حياة تحت قيد السلاسل الحديدية
هاني محمدطفله ترعرعت وسط أسرتها، حملت ابتسامتها آمال الحياة، لعبت وجرت هنا وهناك، وبعد عُمر الثماني سنوات تحول الحلم إلى شبح مميت.. تعالت الأصوات داخل أحد المنازل بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، لتظهر الطفلة شيماء التي تبلغ من العمر ١٨ عاما، وظهرت للمرة الأولى لها بعد غياب عشر سنوات عن الأنظار مقيدة بسلاسل حديدية.
عاشت العشر سنوات وسط احضان الحديد، تحولت الاحلام الى كوابيس هددت الجميع بالموت، تم تقيد حركة شيماء، بعدما أصيبت بأحد الأمراض الذي جعلها تفقد السيطرة على تصرفاتها لتعرض نفسها ومن حولها للخطر.
وأصاب مرضها العقل بتوقف نموه الكامل، بل وجعله غير متقبل التطور، بل وزاد المرض شراسة عليها بنوبات صراع هستيري دائم، مع حركات، منها قد تؤذي نفسها ومن حولها دون قصد، ووصل المرض دراوته معها لتعرض نفسها للقتل من إلقاء نفسها من الطابق العلوي، لكن نجت اكثر من مرة.
موضوعات ذات صلة
| أدت لوفاته.. حبس المتهم بحقن طفل بمضاد حيوي في صيدلية أسيوط
ويأتي دور الأم التي عانت طوال العشر سنوات منذ أن تعرضت ابنتها للمرض من عُمر ٨ سنوات الي ١٨ عام، حيث حلمت الام طفلتها تحمل يداها امال الشفاء، ولسان لم يجف بالدعاء، سافرت بها هنا وهناك، وطرق ابواب الأطباء، ولم تكتفي بالسعي بها، فسافرت بها الي اطباء القاهرة والمنصورة ، ولم يكن للطب رأي في علاج شيماء ، أدوية دون تقدم ، حالا غير مستقرة بل وتتراجع ، وتوقفت عقارب الساعة مع والدته شيماء ، بعد نصيحة الأطباء بالتعايش والتعامل مع الأمر الواقع .
لتقرر الأم الخروج عن الصمت الذي طال عشر سنوات تربط شيماء بسلسلة حديد خوفا من إيذاء نفسها أو الآخرين ، وقامت بنشر صورتها علي عدد من صفحات التواصل الاجتماعي ، من أجل طرق باب اخر يساعدها في المشكلة .. حملت الصورة استغاثة الأم التي استشعرها الجميع ، وبدأ رواد التواصل الاجتماعي التفاعل مع الصورة .
ووجهت رسالة أنها كانت تحلم بأن تراها اجمل بنت في الدنيا وترتدي فستان الزفاف ، وتعيش طبيعية بلا قيود ، بلا مرض .
أما والد شيماء صياد بسيط وحالته المادية لا تصلح لعلاجها فقد قام بقدر المستطاع ، ووفق إمكانياته ، لذلك كانت رسالة الأم واضحه بعرضها علي أطباء متخصصين يستطيعوا علاجها، كما حملت الرسالة مساندة والدها في عمل كشك يستطيع من خلاله جلب قوة يومه، ووجهت عدد من التعليقات لتدخل الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية بالاهتمام الاستجابة .