يهدد الدول الأكثر فقرًا.. ما العلاقة بين تغير المناخ وزيادة العنف المنزلى؟
كتب عمر احمدحذر باحثون من أن تغير المناخ يؤثر بشكل غير متناسب على أفقر دول العالم وأكثرها ضعفًا، كما يتسبب في زيادة وتيرة العنف، لا سيما العنف الأسري، وهو ما رصده بحث دولي.
وأظهرت البحث، الذي استخدم بيانات الأقمار الصناعية والمسح الصحي الأمريكي، أن العنف الأسري ارتفع بنسبة 60% في المناطق التي شهدت طقسًا قاسيًا، حسبما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
تعرض النساء للعنف بسبب التغيرات المناخية
ووجد أن 40 تحليلًا آخر، نشروا خلال عام 2022 كجزء من مراجعة عالمية في مجلة The Lancet K ارتفاعًا في العنف القائم على النوع الاجتماعي أثناء أو بعد أحداث الطقس القاسية.
ونشرت «واشنطن بوست» شهادات لنساء تعرضن لعنف جراء التغيرات المناخية، حيث قالت امرأة كينية إنها أجبرت على مغادرة منزلها بسبب تصاعد العنف ضدها من قبل زوجها.
وأضافت: "كان زوجي مسيئًا حتى قبل الجفاف الذي يجتاح الآن شمال كينيا، وهو الأسوأ منذ عقود، وعندما نفقت ماشية الأسرة، والبالغ عددها 68 وهي الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة، أصبح من المستحيل تحمل الإساءة التي تصدر منه، لقد بدا محبطًا بشكل واضح، ووجه الغضب ضدي وضد أطفالنا لأنه لم يعد بإمكانه إعالتنا".
العلاقة بين تغير المناخ والعنف المنزلي
وأوضحت سيدة أخرى أن قلة هطول الأمطار يغرق أسرهن في الفقر، خاصةً أن مجتمعهن معرض بشكل خاص للجفاف لأنهم يعتمدون على الماشية التي تنفق بسبب التغيرات المناخية، ومن ثم يصبح عنف الرجال ضدهم أكثر من أي وقت مضى.
وقالت الصحيفة الأمريكية: "بالنسبة للعديد من النساء في جميع أنحاء العالم، يمكن أن يصبح خطر العنف أكثر شيوعًا لأن تغير المناخ يجعل ظواهر الطقس المتطرفة أكثر كثافة وتكرارا".
من جانبها، حددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة وجود صلة بين تغير المناخ والعنف، مستشهدة بالأدلة المتزايدة على أن الأحداث المناخية المتطرفة تؤدي إلى العنف المنزلي، مع ما يترتب على ذلك من آثار عالمية على الصحة العامة والمساواة بين الجنسين.
ووجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة سانت كاترين في ولاية «مينيسوتا» عام 2021 عن ظواهر الطقس المتطرفة في كينيا أن الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات والجفاف أو الحرارة الشديدة أدت إلى تفاقم العنف ضد النساء في منازلهن.