موقع السلطة
الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:39 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
لايت

ما اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ.. وكم نهراً لتطهيرها في الدنيا؟

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ.. سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، حيث يقول السائل: ما هو الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب ؟

اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ

وقال مرزوق في جوابه: فقد تكلم العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في ذلك الموضوع فأجاد وأفاد، فقال رحمه الله تعالى: ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﻣﻘﺘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﺫﻛﺮ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩا ﻋﻦ اﻵﺧﺮ، ﻓﺎﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺎﻥ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺎﻛﻴﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ {ﺭﺑﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﻛﻔﺮ ﻋﻨﺎ ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺑﺮاﺭ}[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 193] ﻭتابع: اﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﻛﻘﻮﻟﻪ {ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻛﻔﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻬﻢ}[ ﻣﺤﻤﺪ: 2]، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ {ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺜﻤﺮاﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ}[ ﻣﺤﻤﺪ: 15] ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ: {ﺭﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﺇﺳﺮاﻓﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ}[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 147] ﻭﻧﻈﺎﺋﺮﻩ، وبين: ﻓﻬﺎﻫﻨﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﻮﺭ: ﺫﻧﻮﺏ، ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ، ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ، ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ.ﻓﺎﻟﺬﻧﻮﺏ: اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑاﻟﺴﻴﺌﺎﺕ: اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ، ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﺠﺮاﻩ، ﻭﻟﻬﺬا ﺟﻌﻞ ﻟﻬﺎ اﻝﺗﻜﻔﻴﺮ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃﺧﺬﺕ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ، ﻭﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺃﺻﺢ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ، ﻓﻼ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ، ﻭﻻ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﻐﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ.ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻫﻲ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭاﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺇﻥ ﺗﺠﺘﻨﺒﻮا ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻧﻜﻔﺮ ﻋﻨﻜﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻜﻢ ﻭﻧﺪﺧﻠﻜﻢ ﻣﺪﺧﻼ ﻛﺮﻳﻤﺎ}[ اﻟﻨﺴﺎء: 31] ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ «اﻟﺼﻠﻮاﺕ اﻟﺨﻤﺲ، ﻭاﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻜﻔﺮاﺕ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﺇﺫا اﺟﺘﻨﺒﺖ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ» .ﻭأشار إلى أن ﻟﻔﻆ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ اﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭاﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻊ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﻓﺈﻥ ﻟﻔﻆ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭاﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻟﻔﻆ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺴﺘﺮ ﻭاﻹﺯاﻟﺔ، ﻭﻋﻨﺪ اﻹﻓﺮاﺩ ﻳﺪﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻛﻔﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ}[ ﻣﺤﻤﺪ: 2]، ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺻﻐﺎﺋﺮﻫﺎ ﻭﻛﺒﺎﺋﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺤﻮﻫﺎ ﻭﻭﻗﺎﻳﺔ ﺷﺮﻫﺎ، ﺑﻞ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ اﻟﻤﻔﺮﺩ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﺳﻮﺃ اﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻟﻴﻜﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ اﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮا}[ اﻟﺰﻣﺮ: 35] .ﻭﺇﺫا ﻓﻬﻢ ﻫﺬا ﻓﻬﻢ اﻟﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭاﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻐﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻨﺼﺐ ﻭاﻟﻮﺻﺐ ﺑﺎﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ «ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ هم ولا ﻏﻢ ﻭﻻ ﺃﺫﻯ - ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﻳﺸﺎﻛﻬﺎ - ﺇﻻ ﻛﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ» ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﻤﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻻ ﺗﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺃﻭ ﺑﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﺘﻀﺎءﻝ ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﺠﻴﻒ، ﻭﺇﺫا ﺑﻠﻎ اﻟﻤﺎء ﻗﻠﺘﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺨﺒﺚ. وفي أنهار تطهير الذنوب قال رحمه الله تعالى: ﻓﻸﻫﻞ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻋﻈﺎﻡ ﻳﺘﻄﻬﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻒ ﺑﻄﻬﺮﻫﻢ ﻃﻬﺮﻭا ﻓﻲ ﻧﻬﺮ اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﻧﻬﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮﺡ، ﻭﻧﻬﺮ اﻟﺤﺴﻨﺎﺕ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮﻗﺔ ﻟﻷﻭﺯاﺭ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﻧﻬﺮ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﻤﻜﻔﺮﺓ، ﻓﺈﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﺧﻴﺮا ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎﺭ اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻓﻮﺭﺩ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻃﻴﺒﺎ ﻃﺎﻫﺮا، ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﺞ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﺮاﺑﻊ.

البنك الأهلي
اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻣﻐﻔﺮﺓ الذنوب اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ الأزهر ﻧﻬﺮ اﻟﺤﺴﻨﺎﺕ أخبار مصر موقع السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB