كشكول النصر.. المشير الجمسي وأسرار حرب أكتوبر| القصة الكاملة
ماهر فرجتحتفل مصر والقوات المسلحة بالذكرى التاسعة والأربعين على نصر السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، ذلك النصر الذي قاتل المصريون من أجله ودفعوا أثمانًا غالية من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن وهي سيناء.
فلقد حقق جيل أكتوبر العظيم النصر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في السادس من أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترام للعالم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.
فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا أيضًا أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها، كما أن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقةٍ، بل لم تقتصر آثارها على المدة الزمنية للحرب، وإنما امتدت لتنشر أشعة الأمل في كل ربوع مصر.
موضوعات ذات صلة
- الفريق عبدالمنعم واصل.. قائد تقدم صفوف جنوده في يوم العبور العظيم
- حالة الطقس غدا الجمعة 7 -10-2022 في جنوب سيناء
- تفاجأنا بقدرة المصريين.. كيف تحولت نبرة موشيه ديان من الغطرسة إلى الحسرة؟
- الطلقة منه براجل .. أم الشهيد الرائد أحمد خالد صلاح الحجار تروي لنا إنجازاته
- احتفالًا بانتصارات أكتوبر.. الموسيقات العسكرية تقدم عروضًا بالميادين الرئيسية
- القوات المسلحة تحتفل بذكرى المولد النبوى الشريف لعام 1444 هـ
- ذكرى حرب أكتوبر.. أبوعيطة بطل سيناوى رفض الاحتلال وانخرط بصفوف المقاومة
- السادات والشاذلي.. سبب الخلاف بين القائد الأعلى ورئيس الأركان وقت حرب أكتوبر
- اللواء هشام حلبي: السادات حارب أمريكا وإسرائيل لمدة 10 أيام
- كيف عاشت جولدا مائير أيام حرب أكتوبر؟ فكرت في الانتحار
- عاجل.. انتصار السيسي: قواتنا المسلحة حققت معجزة عسكرية بكل المقاييس
- هاشتاج نصر أكتوبر يتصدر تويتر.. والمصريون يهنئون بعضهم
نصر أكتوبرالمشير الجمسي
المشير محمد عبد الغني الجمسي، آخر وزراء الحربية في مصر؛ والتي تم استبدالها بوزارة الدفاع، شغل الجمسي كافة المناصب القيادية داخل القوات المسلحة؛ مرورا إلى المناصب العليا ؛ كرئيس هيئة تدريب ثم رئيس هيئة عمليات ثم رئيس أركان حرب ؛ حتى وصل إلى وزير الحربية المصري؛ والتي تغير اسمها إلى وزارة الدفاع المصرية.
نشأة المشير محمد الجمسي
المشير محمد عبد الغني الجمسي من مواليد 9 سبتمبر عام 1921 في محافظة المنوفية؛ وكان الجمسي مميزًا جدًا منذ نشأته حتى أنه هو الوحيد بين أبناء أسرته الذي حصل على تعليم نظامي قبل أن تعرف مصر مجانية التعليم، وأتم تعليمه النظامي في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية.
التحاق الجمسي بالقوات المسلحة العسكرية
التحق المشير الجمسي بالكلية الحربية في سن الـ 17 عامًا وتخرج فيها عام 1939 في سلاح المدرعات، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عُين كضابط في صحراء مصر الغربية؛ حيث كان من قلائل القادة الذين شاهدوا تلك الحرب، حيث دارت أمامه أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل مسيرته العسكرية، فعمل ضابطًا بالمخابرات الحربية، فمدرسًا بمدرسة المخابرات؛ حيث تخصص في تدريس التاريخ العسكري لإسرائيل الذي كان يضم كل ما يتعلق بها عسكريًا من التسليح إلى الإستراتيجية إلى المواجهة.
وبعد ذلك تلقى عددًا من الدورات التدريبية العسكرية في كثير من دول العالم، وحصل على إجازة كلية القادة والأركان عام 1951، وحصل على إجازة أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966.
واشترك في كل الحروب العربية الإسرائيلية باستثناء حرب فلسطين عام 1948 التي كان خلالها في بعثة عسكرية خارج البلاد.
مناصب الجمسي القيادية داخل القوات المسلحة
تقلد الجمسي عددًا من الوظائف الرئيسية بالقوات المسلحة المصرية، منها قيادة اللواء الخامس مدرعات بمنطقة القناة في معركة السويس في 1956، وتولى رئاسة أركان المدرعات في 1957.
كما أنه كان قائد اللواء الثاني مدرعات في 1958 ثم التحق ببعثة المدرعات في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتى في 1960، وفى عام 1961 أصبح قائد مدرسة المدرعات وبعدها بأربع سنوات رقى إلى رتبة لواء في يوليو في 1965 ورئيسًا لأركان الجيش الثاني في 1967.
كما تولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة في 1971، وفى عام 1972 أصبح رئيسًا للمخابرات الحربية، ثم رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة في يناير 1972، وفى عام 1973 أصبح رئيسًا لأركان القوات المسلحة ورقي إلى رتبة فريق في 1973، ورقى إلى رتبة فريق أول في 1974، وفى 1980 رقى إلى رتبة مشير.
وفي الفترة من 1974 وحتى أكتوبر 1978 عُين وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، وتدرج في المناصب حتى عُين نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة في 1975.
وتدرج بعدها في العديد من المناصب، حيث عُين رئيسًا للوفد العسكري المصري في مباحثات الكيلو 101، ثم رئيسًا للوفد العسكري المصري في المفاوضات العسكرية المصرية الإسرائيلية، وتقاعد بناءً على طلبه في 11 نوفمبر 1980.
ومن أشهر إسهاماته، "كشكول الجمسي" وهو دراسة أشرف عليها الجمسي للإعداد لحرب أكتوبر، وقد أطلق السادات عليها هذا الاسم، ورحل المشير الجمسي في صمت بعد معاناة مع المرض في 7 يونيو 2003 عن عمر ناهز 82 عامًا، عاش خلالها حياة حافلة.
المناصب العليا داخل القوات المسلحة
عُين المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات للقوات المسلحة في يناير 1972 للاستعداد لحرب أكتوبر، ثم رئيس الأركان للقوات المسلحة خلفًا للفريق سعد الدين الشاذلي في ديسمبر 1973، ثم وزيرًا الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في ديسمبر 1974 حتى أكتوبر 1978.
رفض عبد الناصر استقالة الجمسي
عقب حرب يونيو حرب ٦٧؛ تقدم المشير محمد عبد الغني الجمسي باستقالته من القوات المسلحة، ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة، ورفض الرئيس جمال عبد الناصر الاستقالة وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لهم بالاستقامة والخبرة العسكرية، استعدادًا للثأر.
وكان من أكثر قيادات الجيش درايةً بالعدو، فساعده ذلك على الصعود بقوة، فتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
نصر أكتوبر 73
اقترب موعد الهجوم لتحرير سيناء 1973، كان الجمسي وقتها يرأس هيئة عمليات القوات المسلحة، وإلى جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب، قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسته بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى توضع أمام الرئيس أنور السادات والرئيس حافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين.
واعتمدت على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة "كشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناءً على تلك الدراسة.
وأطلق على المشير الجمسي مهندس حرب أكتوبر، وقد تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا في التاريخ، كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية.
التفاوض مع إسرائيل
اختار الرئيس الراحل أنور السادات المشير عبد الغني الجمسي قائدًا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ورُقي وقتها إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائدا عاما للجبهات العربية الثلاث عام 1975.
وبكل تجاهل جلس مترئسًا الوفد المصري، كان ذلك في يناير 1974 عندما أخبره وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بموافقة الرئيس أنور السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض الجمسي وسارع بالاتصال بالرئيس أنور السادات الذي أكد موافقته.
الأوسمة والأنواط والميداليات
حصل المشير محمد عبد الغني الجمسي على 24 نوطًا وميدالية ووسامًا من مصر والدول العربية والأجنبية ومنها:
وسام نجمة الشرف العسكرية
وسام التحرير عام 1952
وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958.