خطيب المسجد الحرام: الحياة الدنيا تقلب وتداول فمن سره زمن ساءه آخر
كتب أحمد إبراهيمقال الشيخ الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الحياة تقلب وتداول تحمل في طياتها أفراحًا وأتراحًا، وضحكًا وبكاءً وكدرًا وصفاءً، منوهًا بأن من سره زمن ساءه زمن آخر.
الحياة تقلب وتداول
وأوضح " الشريم" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن منغصات الحياة كثيرة ونفس المرء تحوم بها في كل اتجاه زوابع الكدر والقتر، والهموم والغموم، ومثل هذا التراكم كفيل بغياب راحة البال عن المرء حتى يحيل له العسل مرًا والعذب ملحًا أجاجًا.
موضوعات ذات صلة
- مشاكل أسرية.. العثور على فتاة الشرقية المتغيبة منذ 48 ساعة
- الأهلي يخطر الناشئين بموعد مران الفريق الأول استعدادًا لمواجهة الاتحاد في الدوري
- القبض على فتاة وعامل متهمين بسرقة محل ألعاب إلكترونية بعابدين
- طريقة عمل الباستا فلورا الأصلية في البيت
- المانجو تصل لـ 15 جنيها.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق المنيب اليوم
- التحقيقات تكشف أسباب غرق سيدتين بأحد شواطئ العجمي: نزلا في أوقات غير رسمية
- عاجل.. الصين تعلق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بسبب زيارة بيلوسي لتايوان
- مصرع وإصابة 3 أشخاص في مشاجرة جنوب الأقصر
- مجهول ركن السيارة..فريق بحث لكشف حقيقة العثور على جثة سيدة حدائق الأهرام
- مخاوف الركود تدفع أسعار خام الحديد إلى مزيد من التراجع
- الحماية المدنية تنجح في إنقاذ سيدة تعطل بها المصعد بأحد مستشفيات بني سويف
- مرتضى منصور :استقدموا حكام أجانب لمباريات الأهلي على نفقتي
وأضاف أنه ومما لا ريب فيه أن من أعظم النعم في هذه الحياة هي راحة البال، فإن من ذاقها في حياته فكأنه ملك كل شيء ومن فقدها في حياته فكأنه لم يملك شيئًا البتة"، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي أن يفهم أحد أن راحة البال تعني ترك العمل، بل إن هذه الراحة برمتها متولدة عن عمل قلبي وعمل بدني، وإن العمل من مقتضيات راحة البال، والبال هو الحال والشأن.
أعظم النعم
واستشهد بما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)، مشيرًا إلى أن أهل النظر والنباهة يدركون أن راحة البال غاية منشودة للمرء، وأنها تفتقر إلى سكينة قلب لا يغشاها جلبة، وصفاء روح لا يشوبه كدر.
وأشار إلى أن الاحتقان النفسي والقلق والتوتر والفرق وتغليب الظنون السلبية على الظنون الإيجابية، كلها عوامل مزاحمة لراحة البال إن لم تكن طاردة لها بالكلية، ومربط الفرس في هذا هو القلب، لأنه إذا كان سليما يقظا استسقى راحة البال بمجاديح الصفا وسلامة الصدر”، موصيًا بتقوى الله والاستمساك بالإسلام من العروة الوثقى، والتزام جماعة المسلمين، موصيًا بترك محدثات الأمور؛ فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
وفي خطبة سابقة، قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط ، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الحياة الدنيا هي دار انتقالٍ وممرٍّ، لا يصحبُ المرءَ منها إلا ما قدَّم لنفسه من الصالحات.
دار انتقال وممر
وأوضح خياط خلال خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن اتِّباع وصايا القرآن، والاتِّعاظ بعظاته، والاعتبار بعِبَره، نهج أولي الألباب، وطريق أولي النهى، وسبيل أولي الأبصار، يبتغون به الوسيلة إلى إدراك المنى وبلوغ الآمال في العاجلة، والحظوة بالرضوان ونزول أعالي الجِنان في الآجِلَة.
وأشار إلى أنه قد جاء ضرب الأمثال للناس من تقريب المعاني وإيضاح الحقائق، ما يبعثُ على حُسن القبول والإيمان، وكمال التسليم والإذعان، لبراعة التصوير وبلاغة التشبيه، ومن ذلك: فنون القول البليغ الذي أمر الله به نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ﴿وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾.
حقيقة الحياة الدنيا
وتابع: حين أراد -صلى الله عليه وسلم- أن يُوجِّه الأنظار إلى حقيقة الحياة الدنيا، وانشغال النفوس بها، وافتتان الناس بزهرتها وزينتها وزخرفها، قال صلى الله عليه وسلم : “إن الدنيا حلوةٌ خضِرة، وإن الله مُستخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون…”. الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، ولا ريب أن للحلاوة والخُضرة مقامهما في النفوس؛ إذ هما موضع أنسٍ لها، وسبب إمتاعٍ تبلغُ به من السرور ما يحمِلُها على دوام الإقبال عليه، والانصراف إليه.
ونوه بأن للناس في هذا الإقبال والانصراف موقفان: موقف أُولي الألباب الذين هداهم الله، فسلكوا أصوبَ المسالك، واهتدوا إلى أشرف غاية، فعلموا أنهم -وإن كان لهم أن يأخذوا بحظِّهم ويُصيبوا ما قُدِّر لهم من نعيم العاجلة- فإن عليهم الحذر من أن يُشغِلهم هذا النعيم ببهجته ونضرته وبريق سحره عن ذلك النعيم المُقيم، والبهجة الباقية، والمتاع الذي لا يفنى، ذلك المتاع الذي أعدَّه الله للصالحين من عباده.