انعزلت عن والدها مقريء القرآن.. «بُمبة» قصة أول هز الوسط في مصر
كتب جمال ابراهيمالرقص الشرقي يطلق على «رقص الغوازي» أو «العوالم»، له طبيعة خاصة وملابس خاصة، يعتمد على أداء الراقصة وحركاتها المختلفة مع اهتزاز الأرداف والخصور، وهو فن ولد وارتبط بمصر، فن فردي وغير مقيد بأسلوب معين ومنها تعد بمبة أول راقصة في مصر احترفت هذا النوع من الفن.
«يا بمبة كشر يا لوز مقشر»، مطلع أحد أبيات المدح التي قيلت لواحدة من أشهر الراقصات اللاتي عرفتهم مصر فى القرن العشرين.
ولدت بمبة أحمد مصطفى كشر عام 1860 لعائلة من أشهر عائلات مصر، فجدها لأبيها هو السلطان مصطفي كشّر، أحد أعيان مصر فى القرن الـ18، والدها هو الشيخ أحمد مصطفي أحد أشهر قارئي القرآن بمصر، والدتها حفيدة سلطان مصر المملوكية الأشرف أيتال، لذا فهي تعد الراقصة المصرية الوحيدة سليلة عائلة غنية وعريقة ذات جاه وسلطان، نشأت علي حب الفن منذ صغرها.
موضوعات ذات صلة
- أمن القليوبية يضبط تشكيل عصابي وبحوزته 127 كيس مخدر الشادو
- لطلاب الشهادة الإعدادية بالقاهرة.. ننشر رابط التعرف على نتيجة الامتحانات
- بالأسماء.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
- «التموين» تُعلن عن حصر الأراضي المنزرعة بالقمح
- عاجل.. فرنسا تُعلق مهام رئيس متحف اللوفر السابق (تفاصيل)
- عاجل.. رصد 10 حالات غش وحيازة محمول فى امتحانات الدبلومات الفنية
- شاهد| ختام فعاليات التدريب البحرى المشترك الموج الأحمر 5 بالسعودية
- توريد 152 ألف طن قمح لشون وصوامع طنطا
- عاجل.. تراجع جديد في أسعار الذهب اليوم السبت
- شاهد| ياسمين صبري بالأبيض الشفاف
- هنا الزاهد تستعرض انوثتها بالأبيض المجسم
- ميرهان حسين تتألق بالأسود مكشوف الصدر
رحل والدها عام 1874 وهي فى الـ14 من عمرها، تزوجت والدتها من القارئ الشيخ إسماعيل شاه، القارئ الخاص للخديوي توفيق، ولم ترض بمبة هي وأشقائها عن هذه الزيجة، وقامت مع أشقائها بمقاطعة الأم واستقروا فى حي الحسين، وكانت تسكن فى المنزل المجاور لأشهر عالمة تركية عرفتها مصر فى القرن الـ19 الراقصة «سلم»، والتي كانت معروفة فى كل قصور وسرايات مصر.
اكتشفت الراقصة “سلم” موهبة “بمبة” في الرقص، واصطحبتها معها في جميع حفلاتها. انفصلت “بمبة” عن فرقة العالمة “سلم” وهي دون العشرين من عمرها وأنشأت فرقة خاصة بها سرعان ما تجاوزت شهرتها الآفاق وأصبحت أشهر “عوالم” مصر.
اشتهرت “بمبة “بكونها راقصة الملوك والسلاطين وأطلقوا عليها لقب “ست الكل”، وكانت في عصرها منافسة للراقصة الشهيرة “شفيقة القبطية” التي كانت ترقص وعلى رأسها شمعدان، فكانت “بمبة كشر” ترقص وفوق رأسها صينية عليها أكواب ممتلئة بالذهب، كما كانت تستخدم في تنقلاتها عربة تجرها الخيول وأمامها يجري عدد من الرجال لكي يفسحوا الطريق للعربة ويغنوا “يا بمبة كشر يا لوز مقشر”، وكانت ثاني فنانة بعد “شفيقة القبطية” تركب الحنطور، وكان الحنطور قد أحضره لها خامس أزواجها وكتب الحروف الأولي من اسمها باللغة الإنجليزية بالذهب الخالص وكان قد اشتراه لها من أوروبا.
تعتبر “بمبه كشر” هي أوّل راقصة شرقيّة ترقص وهي تحمل على رأسها صينيّةً ممتلئة بالنقود والذهب، أصبح بعد ذلك تقليداً شعبيّاً، ثم اختفى قبل عقود. ما يُسمى بـ”حفلة” زار”، هو في الأصل من اختراع “بمبة كشر” التي قدّمت لجمهورها من الأعيان أوّل حفلة من هذا النوع، حيث كانت تُقام سنويّاً حيث استطاعت جذب وجهاء مصر والدول العربية وكبار الأعيان والسياسيين.
وكان برنامج الاحتفال والمهرجان يبدأ بقيام فرقة “حسب الله” باستقبال الجمهور من جميع الأقطار بعزف السلام الوطني المصري، بينما تصطف مجموعة من الفتيات الجميلات أعضاء فرقتها ويرددون مجموعة من الأغنيات الجميلة، وينتهي برنامج الليلة الأولي دون أن تظهر هي، ثم يأتي برنامج الليلة الثانية للمهرجان ليطل المطربان “صالح عبد الحي” و”عبد اللطيف البنا” ليقوما بزف كرسي الزار الذي يحمله رجلان أو ثلاثة و”بمبة” تجلس عليه تتمايل كالسلطانة وهما يغنيان: كرسي العوافي نصبوه لك قوي اخطري وطوف حواليه الرقص الاستعراضي وما إن ينتهي المطربان من زفة الكرسي حتي يختفيا تماما، لتبدأ هي برنامجها الراقص الاستعراضي وسط حفاوة بالغة من الحضور وهكذا أصبح لمهرجانها سمعة وشهرة واسعة وصلت لجميع الأقطار العربية.