قائد عسكري: القوات السورية توشك على شطر الغوطة الشرقية
وكالاتقال قائد عسكري في تحالف يدعم الحكومة السورية يوم الخميس إن الجيش السوري يوشك على شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين عندما تلتئم قواته المتقدمة من الشرق مع القوات المنتشرة عند مشارف الغوطة من الغرب.
وتسعى الحكومة السورية مدعومة من روسيا وإيران لسحق المعارضة المسلحة قرب دمشق في حملة شرسة يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها أسفرت عن مقتل 915 مدنيا خلال الثمانية عشر يوما الماضية منهم 91 سقطوا يوم الأربعاء.
وقالت المعارضة التي تتهم الحكومة بانتهاج أساليب ”الأرض المحروقة“ إنها تلجأ إلى نصب كمائن أكثر فيما فقدت السيطرة عليه من أراض في محاولة لوقف تقدم قواتها.
موضوعات ذات صلة
وقال أبو محمد وهو مزارع يبلغ من العمر 32 عاما فر إلى دوما تاركا وراءه ماشيته ومعداته الزراعية ”جئنا بسبب كثافة القصف“.
وأضاف معلقا على الضربات الجوية الشديدة ”وصولنا إلى هنا معجزة“. وعن منزله السابق في بيت سوى قال الرجل ”دمر تماما واحترق“.
وستكون الهزيمة في الغوطة الشرقية أسوأ انتكاسة للمعارضة منذ خروجها من شرق حلب في أواخر عام 2016 بعد حملة حصار وقصف وهجوم بري مشابهة.
وأكد القائد العسكري الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام تقريرا نشره المرصد في ساعة متأخرة يوم الأربعاء وأشار فيه إلى أن الغوطة الشرقية انقسمت فعليا إلى شطرين.
لكن وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن، إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية، نفى هذا. وحين سئل عما إن كان الخبر صحيحا كتب في رسالة نصية من اسطنبول حيث يقيم ”لا“.
وقال متحدث آخر من المعارضة وهو حمزة بيرقدار من جماعة جيش الإسلام في تغريدة على تويتر يوم الخميس إن المعارضة استردت بعض المواقع في هجوم مضاد.
وذكر المرصد السوري أن قتالا عنيفا يدور على عدة جبهات. وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع قوات الحكومة السورية إن الجيش سيطر على قرية حوش الأشعري وقاعدة عسكرية قريبة في الجزء الجنوبي من الجيب المحاصر.
* قافلةقال المرصد إن المعارضة بدأت في قصف قريتين خاضعتين للحكومة تحاصرهما المعارضة بشمال سوريا مما أسفر عن مقتل طفلين.
وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تأجل دخول قافلة مساعدات للغوطة يوم الخميس كما كان مقررا.
وقالت هنريتا فوري المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لرويترز ”القوافل بحاجة للدخول بالغذاء والإمدادات وأقرب قافلة لم تفرغ سوى نصف حمولتها“.
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تفرض الحكومة حصارا عليها منذ سنوات والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد بالفعل قبل الهجوم.
وقالت سيدة عرفت نفسها باسم أم محمود في رسالة صوتية ”نحن نموت من الجوع وأولادنا يموتون من الجوع. الرحمة بنا“.
وعرضت روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، خروج مقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية بسلام مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية، في اتفاق يشبه اتفاقات سابقة سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم على الحدود مع تركيا.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إنه جرى فتح ممر آمن بالغوطة الشرقية في الجزء الجنوبي من الجيب المحاصر وذلك بخلاف ممر آخر قرب دوما.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء إن بعض مقاتلي المعارضة يريدون قبول عرض المغادرة. وموقف المعارضة المعلن حتى الآن هو رفض العرض والتعهد بمواصلة القتال.
* معارك مستعرةقال حسام الدين آلا سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس إن العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية تستهدف ”المنظمات الإرهابية بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي“.
وتقول موسكو ودمشق إن حملة الغوطة ضرورية لوقف القصف من المعارضة على العاصمة.
من ناحية أخرى اتهم رجال الإنقاذ ونشطاء المعارضة في الغوطة الشرقية الحكومة باستخدام غاز الكلور خلال الحملة.
وتنفي الحكومة ذلك نفيا قاطعا. واتهمت دمشق وموسكو مقاتلي المعارضة بتدبير هجمات الغاز السام من أجل اتهام دمشق باستخدام الأسلحة المحظورة.
وقال اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية إن تقارير من أطباء في الغوطة تشير إلى هجوم استخدم فيه غاز الكلور نحو الساعة التاسعة مساء (1900 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء في سقبا وحمورية. وقال رجال إنقاذ محليون إن الغاز أثر على 50 شخصا.
وتبادل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا لأفراد تبدو عليهم علامات صعوبة التنفس ويتم توزيع أقنعة أكسجين عليهم.
وقالت خدمة الخوذ البيضاء للإسعاف التي تديرها المعارضة إن اثنين من عمالها قتلا عندما ضربت مركبتهما ليل الاربعاء مضيفة أن انتشار الدمار في الكثير من المناطق منع فرقها من الوصول إلى الكثير من الضحايا تحت الأنقاض.
وقال القائد العسكري الموالي للحكومة السورية إن القطاع المتبقي من الأراضي التي تفصل القوات المتقدمة من الشرق والغرب لا يمكن استخدامه بالفعل لأنه يقع بالكامل في مرمى نيران القوات الحكومية مما يجعل من المستحيل على مقاتلي المعارضة العبور بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجيب.
وأضاف لرويترز أن هذا يعني ”بالعلم العسكري“ أن المنطقة تم تقسيمها.
وقال أبو أحمد الدوماني وهو مقاتل في جيش الإسلام على إحدى جبهات القتال ”ما في شي ثابت. المعارك شغالة وما مكن تحسب شو راح يصير“.