موقع السلطة
الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:24 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
تقارير

خسائر بقيمة 133 مليار جنيه.. تغير المناخ شبح يُطارد تطور الدول وتقدمها

تغير المناخ-أرشيفية
تغير المناخ-أرشيفية

لا تقتصر خسائره على الجانب الاجتماعي أو وجود نسبة أكسجين كافية في الجو من عدمه، لكن آثار التغير المناخي تخطت ذلك إلى التأثير على عدد ساعات العمل، حيث إن أزمة تغير المناخ كبدت الدولة ١٣٣ مليار جنيه مصري، بسبب تقليل عدد ساعات العمل.

وذكرت منظمة العمل الدولية، فى أحدث تقاريرها، أن التغير المناخى وارتفاع درجات الحرارة سيؤثران على الإنتاجية بشدة، ويرجع ذلك إلى أن التغير المناخى وموجة الحر المرتفعة التى طالت دولًا عربية على نحو غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة الماضية لم تقتصر أضرارها على حياة الإنسان والكائنات الحية، بل تعدتها إلى خسائر مادية أيضًا.

وأكدت منظمة العمل الدولية، فى تقريرها الأخير تحت عنوان (تأثير الإجهاد الحرارى على إنتاجية العمل)، من أنّ التغير المناخى المصاحب بالارتفاع غير العادى فى درجات الحرارة يهدد بفقدان إنتاجية 80 مليون وظيفة بدوام كامل، وذلك بحلول عام 2030.

وفقا لدراسة أجرتها جامعة ديوك، الأمريكية، 13 من شهر يناير الماضى، قام بها مجموعة من الباحثين، كشفت عن أن مصر شهدت بين عامى ٢٠٠١ و٢٠٢٠ خسائر فى ساعات العمل تقدر بحوالى ٥.٤ مليار ساعة سنوياً، بسبب الحرارة المرتفعة والرطوبة، الأمر الذى كلف الدولة خسائر مقدرة بحوالى ١٣٣ مليار جنيه مصرى، بما يقارب ٤% من الناتج الإجمالى المحلى سنوياً، وتفوق هذه الخسائر تلك المقدرة بين عامى ١٩٨١ و٢٠٠١ بحوالى ٢٤ مليار جنيه مصرى ويرجع ذلك إلى آثار تغير المناخ.

وعلى مدى العشرين عاما الماضية، اعتاد أحمد سمير الخروج من منزله فى الساعة السابعة صباحًا، متجها إلى «عشته» البدائية والمسقوفة بالخوص ومجموعة من كراتين الورق المهلهلة، لا تحميه من سقوط الأمطار عليه أثناء الشتاء أو حمايته من الشمس الحارقة خلال شهور الصيف، تفترش الأرض الترابية حصيرة متآكلة الجوانب يجلس أحمد أعلاها لمدة 7 ساعات متواصلة، يقوم فيها بإنتاج منتجاته اليدوية من «الجريد».

وتعد المنتجات اليدوية من «الجريد» إحدى الصناعات التراثية الريفية البسيطة، لم تطرأ على منتجاتهم الميكنة أو مراحل التطوير، وإنما ظلت الحرفة يدوية خالصة، يعتمد عليها الأهالى فى عدد من محافظات الوجهين البحرى والقبلى، فأدواتهم بسيطة وبدائية للغاية، وهى عبارة عن أدوات حديدية للقياس وتقطيع الجريد بأشكال هندسية مختلفة الأحجام، وقطعة خشب يقاس بها طول الأعواد والشرائح، وقطعة من المعدن تسمى «علام» لتخريم الجريد، و«ساطور» للتقطيع، وسلاح معدنى يشبه السيف لتقليم أعواد الجريد، وقطعة خشبية تسمى «التقالة» مهمتها إنهاء المرحلة النهائية للقفص فى مراحله الأخيرة.

ورغم أن أحمد سمير لم يتعد الثانية والأربعين من عمره، إلا أنه تحسبه للوهلة الأولى تخطى الخمسين عامًا، من خلال انحناءة ظهره المميزة والشيب الذى عبث بشعره كاملًا، وحرصه على ارتداء حزام يخفف من آلام ظهره التى لا تفارقه منذ سنوات.

وقال أحمد: «أعمل فى صناعة الجريد منذ نعومة أظافرى، فهى مهنة توارثناها أبًا عن جد، ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر بآلام فى قدمى ويدى، خاصة فى فصل الشتاء، وبدأت أشعر برعشات لاإرادية تزيد عند العمل لساعات طويلة، وفى أحيان كثيرة أحس بدوار ونسيان وتلعثم فى الكلام، وهو الأمر الذى أثر على كفاءتى فى العمل وجودة المنتج».

ومع بزوغ أول ضوء للنهار وداخل سيارة نصف نقل ينحشر جسد محمود عبد الظاهر وسط زملائه من العمال، ينتقل من قريته «المتانيا» بمركز العياط عبر معدية تقطع نهر النيل لتصل بهم إلى مركز الصف بمحافظة الجيزة، يتناول محمود مسكنًا قبل خروجه من منزله اعتاد على تناوله أملًا فى تخفيف آلام ظهره التى تلازمه بسبب حمل الطوب إلى مقصورة الجرار مقابل الحصول على يومية لا تتعدى الخمسين جنيهًا لا تسد جوع أبنائه الصغار.

البنك الأهلي
الدول تغير المناخ تغير المناخ أزمة تطوير أخبار مصر موقع السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB